أخبار

السلطنة تريد الحدّ من تراجع النفط وطهران تستغل الفرصة

تحالف اقتصادي وسياسي يتنامى بين عُمان وإيران

-
قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

تشير اتفاقات وشراكات كثيرة تم توقيعها بين إيران وسلطنة عُمان، إلى تقارب يزدهر يوما بعد يوم بين الجارتين، ويبدو أنّ هذا التقارب الذي تعتقد السلطنة أنه مفيد لاقتصادها المتدهور، سيُسبب مشاكل كثيرة في الإقليم نظرا لسياسات إيران القائمة على التوسع والهيمنة.

لندن: أعلنت عمان خلال الأشهر الأخيرة فتح خط ملاحي مباشر بين ميناء صحار الذي يبعد 220 كلم شمال العاصمة مسقط وميناء شهيد رجائي الايراني قرب بندر عباس على شواطئ كمضيق هرمز.

كما أعلنت إطلاق خدمة بحرية جديدة لنقل المسافرين بين ميناء السلطان قابوس في مسقط وميناء جابهار الايراني.

وتبين هذه المشاريع المعلنة كيف يتآمر هبوط عائدات النفط ورفع العقوبات الدولية ضد ايران وشعور السلطان قابوس بالامتنان وتغريده خارج السرب الخليجي لتعزيز العلاقات الثنائية بين عمان وايران، وربما التمهيد لاصطفافات جديدة ذات دلالات اقليمية بل وجيوسياسية أعمق أثرا، كما يرى مراقبون.

وتفتخر عمان بما يعتقد قادتها انها سياسة خارجية مستقلة ومتوازنة كانت احياناً تخرج عن إجماع شريكاتها في مجلس التعاون الخليجي.

لكنّ لهذا النهج تاريخاً يعود الى استيلاء السلطان قابوس على مقاليد الحكم في عام 1970 وارسال 4000 جندي ايراني لقمع المعارضة الداخلية والحركة المسلحة في جبال ظفار.

ولم ينس السلطان قابوس قط هذه المعونة التي قُدمت له في ساعة الضيق وهي تساعد في فهم السبب وراء بقاء عمان وايران بلدين متحالفين رغم العقوبات الدولية الشديدة التي فُرضت على ايران. بل ان السلطان قابوس قام بدور حاسم من خلال استضافته المفاوضات السرية بين الولايات المتحدة وايران التي اسفرت في نهاية المطاف عن الاتفاق النووي ورفع العقوبات ضد ايران.

وكما لاحظ سفير ايران في عمان علي اكبر سيبويه فان "ايران سترد جميل السلطنة لبقائها حليفة في السراء والضراء بزيادة الاستثمار في البلد".

هذا التاريخ وضع السلطان قابوس في موقف اتاح له عقد صفقات مع ايران تأمل الحكومة العمانية بأن تساعده على التعويض عن الخسائر التي تسبب بها هبوط اسعار النفط بنسبة 70 في المئة خلال العامين الأخيرين. &

ولكن محللين يحذرون من ان تغيير التحالفات سيؤدي الى مزيد من التوتر في سياسة مجلس التعاون الخليجي ويثير غضب المملكة العربية السعودية التي تخوض صراعاً ضد النفوذ الايراني في عموم المنطقة، كما اشارت مجلة وورلد افيرز، ولاسيما ان الخبرة تؤكد ان تنامي الوجود الايراني في الجزيرة العربية ليس من شأنه إلا زيادة انعدام الاستقرار والقلاقل.

ويُرجح ان تتبدى جوانب من التحالفات الجديدة في بلدان آسيا الوسطى التي ليس لها منافذ بحرية حيث تسعى ايران الى ايجاد مستثمرين وشركاء تجاريين جدد لتعزيز فرصها وتوسيع علاقاتها التجارية.

وخلال زيارة الى عشق آباد عاصمة تركمنستان في مارس 2015، نوه الرئيس الايراني حسن روحاني بعلاقة ايران المزدهرة مع عمان مؤكدا رغبته في "تفعيل ممر اقتصادي من الجنوب الى الشمال" يبدأ من عمان. وبالاضافة الى تقوية العلاقات مع بلدان آسيا الوسطى تأمل عمان بأن يصبح الممر التجاري نقطة عبور حيوية لبيع البضائع الايرانية.

وفي حين ان هذا سيعزز دور عمان التجاري فإنه سيضعها في موقع التنافس مع دولة اخرى عضو في مجلس التعاون الخليجي هي الامارات، ثاني اكبر شريك تجاري لايران، على حد وصف مجلة وورلد جورنال.

واعقب زيارة روحاني الى تركمانستان اصدار البرلمان اربعة قوانين في يناير 2016 تدعم تطوير الطريق التجاري.

في حقبة الأسعار النفطية المنخفضة والمجاهيل الاقتصادية، تبدو عمان مستعدة لاحتضان وجود ايران الاقتصادي المتعاظم بدعوى تنويع اقتصادها ودفع عجلة النمو. ولاستثمار الامكانات التجارية التي تتطلع اليها عمان تراهن السلطنة على اقتصادها البحري وتطوير البنية التحتية لموانئها من صلالة الى الدقم وصحار.

وبحسب التقديرات الأخيرة فان من المتوقع ان يصل حجم التبادل التجاري بين عمان وايران نحو مليار دولار مع توسيعه الى 3 مليارات دولار سنوياً خلال الأعوام المقبلة.

كما يبدو ان ايران وعمان ماضيتان قدماً بمد انبوب لنقل الغاز تحت مياه البحر بطول 200 كلم من كوهي مبارك في ايران الى ميناء صحار العماني وهو مشروع يعود الى عام 2009 ويُقدر ان يحقق عائدات تصل الى 60 مليار دولار سنويا خلال 25 عاماً من تشغيله. &&

ويرى محللون ان موقع عمان يتيح لها توسيع علاقاتها التجارية في عموم المنطقة بما يساعد على تخفيف حدة الاحتقانات الداخلية سواء أكانت ما يتعلق بالتوريث أو التنمية الاقتصادية.

وتراهن السلطنة على تحقيق انتعاش اقتصادي لتحقيق بعض الاستقرار في جنوب غرب الجزيرة العربية وسط قوس من انعدام الاستقرار.

ولكن السؤال هو ما إذا كان تعميق العلاقات الثنائية مع ايران يسهم في استقرار المنطقة أو زعزعته.

اعداد عبد الاله مجيد عن مجلة وورلد افيرز على الرابط التالي.
&

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
PO Box 132
Yahya -

يخطئ من يعتقد ان عمان و إيران حليفتان الا اذا كان هناك سوء نيه لكاتب المقال او خانه التعبير . عمان و ايران جارتان يتحتم على بعضهما البعض ان يتعاملا بشكل او بأخر بغض النظر عن نوعية نظام الحكم في البلدين و قد ساعدت سياسة عمان المتعقلة و المتوازنة الى تخفيف حدة التوتر الإقليمي . و على أولئك الذين يرغبون في اللعب على العامل الطائفي و بذلك ينقادون كالخرفان وراء المخططات الصهيونيه الغربيه ان يتعقلوا و ان لا يخلطواالأوراق فالإتفاقيات الخليجيه تتيح لكل بلد عضو الحريه في تقدير سياسته الخارجية مع الدول الأخرى كيفما شاء و دون التدخل من اي دوله من الدول الأعضاء . فعمان لم و لن تخرق أي إتفاق ضمن اتفاقات دول مجلس التعاون . .

سياسة خاطئة
ابوسعد -

إستمرار عمان في التغريد خارج سرب المنظومة الخليجية..وخاصة مع إيران سيجعلها تدفع ثمن تدخل إيران ليس آقلها تعليق الإتفاقيّات الإقتصادية معاه من قبل السعودية والإمارات وهذا الأجراء وحده كاف جداً لإنهيار إقتصادها بسرعة كبيرة لآن جميع منتجاتها وبنيتها الإقتصادية على المنظومة الخليجية ومعتمدة على التصدير للسوق الخليجي الضخم جداً ولإستهلآكي

تعليق
احمد -

الحقيقة ان عمان محافظة ايرانية والكويت محافظة عراقية مهما حصل سترجع هذه الاراضي وخاصتا الكويت يعني انضر الى الخريطة ستجد انها ارض عراقية100% بدون اي استفهامات ومناقشات ولكن مسالة النفط حسمت هذه الظروف اللغة واحده والملابس والملامح كلها واحد فاذا اللغه تختلف باختلاف بسيط كان ان تكون كويت ليست عراقيه اللغة والملابس واحده

عمان
سيد -

عمان دولة مسالمة و متزنة سياسيا عكس دول الخليج اللتي يسيطر عليها السلفية اللتي تأسس سياسات عمياء تقود العالم الى الهاوية. لا يوجد انتحاري او داعشي او قاعدي او ذباح و مغتصب من عمان بل الكثير منهم صدرته لنا دول الجامعة العربية الاخرى بسبب الافكار العقائدية ... ؟

سياسة صحيه
احمد امين -

ابو سعد على كيفيك ويانه،عمان لها سياسة محايدة منذ زمن بعيد حتى مع اسرائيل وأما اقتصادها فهو اقتصاد نفطي مثل باقي دول الخليج ولو بنسبة اقل من الإمارات وقطر والكويت بل ان اقتصادها اكبر واقوى من البحرين ؟اما بالنسبة الى ايران فلا تستطيع السعودية والإمارات ان تفعل اي شيء لاقتصادها فقد جربت أمريكا حصارها منذ ٢٠٠٣ لحد الان ماذا جرى ؟ ايران بلد اكتفاء ذاتي من المنتجات الغذائية بل ويصدر الكثير من المحاصيل ، ايران بلد مصنع من الابرة الى السيارة ، اكثر السيارات في ايران هي صناعة محلية ، المبردات والتلفزيونات والكثير من الأجهزة الكهربائية والميكانيكية صحيح ليس بكفائه المنتج الغربي ولكن استطاعت ان تقاوم وتتمدد، فقط لاحظ ان ايران تعيش على مليون برميل نفط ونفوسها ٧٥ مليون ، والسعودية تعيش على ١٠ مليون برميل ونفوسها ٢٥ مليون ، والكويت تصدر ٣ مليون ونفوسها ١ مليون والإمارات تصدر ٣ مليون ونفوسها أقول من ٣ مليون ؟هذا هو المفرق

بلد فقير
بدر -

ايران بلد فقير والشعب لا يستمتع باللذات الحياة بسبب الحصار حتى ان الشعب بداء يهاجرالى الدول الخليجيه لكي يتنفس حتى تتغير سياسة البلد .لدرجة ان عمله ايران من ورق الدفاتر.

التعليق رقم (1) هو الصواب
خليجي واعتز بعروبتي -

الاخ المعلق رقم (1) نشكرك على التحليل الواقعي ونقطة كاتب المقال ليست هي الأولى كوني متابع لهذه الصحيفة ولذلك نشكرك على التحليل والرد المنطقي ... وستظل سلطنة عمان هي عامود خيمة دول مجلس التعاون للخليج العربي اللهم احفظ حكام دول مجلس التعاون للخليج العربي وأحفظ شعب الخليج وأحفظ كل مقيم على ارض الخليج وأحفظ كل زائر لخليجنا العربي اللهم امين يارب العالمين ..