فصائل المعارضة تُسيطر على مواقع استراتيجية
حلب ... معركة كسر عظم وتحديد مصير
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
سيطرت فصائل معارضة على مواقع استراتيجية جنوب مدينة حلب، في تقدم من شأنه أن يساعدها على فك الحصار الذي تفرضه قوات النظام على احياء المدينة الشرقية.
بيروت: تدور منذ الاحد معارك عنيفة جنوب غرب حلب، اذ كانت الفصائل اطلقت هجمات عدة ضد قوات النظام اولاها يوم الاحد الماضي، الا ان الهجومين الأعنف شهدتهما منطقة الكليات العسكرية الجمعة والسبت.
وقال مدير المرصد السوري رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس: "سيطرت فصائل مقاتلة وجهادية ضمن تحالف جيش الفتح على كلية التسليح والجزء الاكبر من كلية المدفعية في جنوب غرب مدينة حلب"، مشيرًا الى ان المعارك مستمرة في الاجزاء القليلة المتبقية من الكلية المدفعية والكلية الفنية الجوية الى الشمال منها.
ويقود المعارك تحالف "جيش الفتح" وعلى رأسه جبهة فتح الشام (جبهة النصرة سابقا قبل فك ارتباطها مع تنظيم القاعدة) وحركة احرار الشام.
واوضح عبد الرحمن: "في حال ثبتت الفصائل مواقعها ستتمكن من قطع آخر طرق الامداد الى احياء حلب الغربية ناريًا، وبالتالي محاصرتها".
وبعد تثبيت مواقعها في الكليات العسكرية، من المفترض ان تواصل الفصائل تقدمها شرقا باتجاه حي الراموسة المحاذي، والذي من شأن السيطرة عليه ان يمكنهم من فتح طريق امداد نحو الاحياء التي يسيطرون عليها في شرق وجنوب شرق حلب من جهة، وقطع &طريق الامداد بالكامل الى الاحياء الغربية.
الفائز يفوز بحلب&
وتشهد مدينة حلب، ثاني كبرى مدن سوريا وعاصمتها الاقتصادية سابقا، منذ صيف العام 2012 معارك مستمرة وتبادلا للقصف بين الفصائل المقاتلة في الاحياء الشرقية حيث يعيش 250 الف شخص وقوات النظام التي تسيطر على الاحياء الغربية التي يسكنها حوالى مليون شخص. وباتت الاحياء الشرقية محاصرة بالكامل من قبل قوات النظام منذ 17 يوليو.
واعرب سكان الاحياء الشرقية عن فرحهم بعد سماعهم الانباء الآتية من الجبهات.
وقال مصطفى بريمو (26 عاما) من سكان حي بستان القصر لفرانس برس "المساجد هنا تقوم بالتكبير بعد وصول اخبار السيطرة على كلية المدفعية وقرب فتح الطريق".
ويضيف: "انا سعيد بهذا التقدم وسوف اقوم بذبح خروف وتوزيع لحمه على الفقراء في حال فتح الطريق".
ووسط هذه التطورات، اكد الاعلام الرسمي السوري ان المعارك لا تزال مستمرة، وقد ارسل الجيش تعزيزات الى محيط الكليات، بحسب التلفزيون الرسمي.
ونقلت وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا) عن مصدر عسكري ان "المجموعات الارهابية عاودت فجر اليوم الهجوم بأعداد كبيرة على محور الكليات العسكرية حيث تخوض الوحدات المدافعة معارك واشتباكات عنيفة مدعومة باسناد من سلاحي الجو والمدفعية في الجيش العربي السوري".
واكد عبد الرحمن من جهته ان "قوات النظام السوري حاليًا في موقع صعب جدًا برغم الغارات الجوية الروسية التي تدعمها".
اما جبهة فتح الشام فأعلنت من جهتها صباح السبت على حسابها على خدمة تلغرام سيطرة "المجاهدين" على كلية التسليح وكلية المدفعية وكتيبة التعيينات، مؤكدة في وقت لاحق "بدء اقتحام" الكلية الجوية الفنية.
وفي تسجيل صوتي الخميس، اكد زعيم هذه الجبهة الجهادية ابو محمد الجولاني ان نتائج هذه المعركة "تتعدى.. فتح الطريق عن المحاصرين، بل انها ستقلب موازين الصراع في الساحة الشامية (...) وترسم ملامح مرحلة جديدة لسير المعركة".
اما عبد الرحمن فاختصر التطورات الحلبية بالقول "من يفوز بهذه المعركة سيفوز بحلب"، واضاف: "انها معركة تحديد مصير".
داعش خارج منبج
وعلى جبهة اخرى لا تقل اهمية، نجحت قوات سوريا الديموقراطية، وفق ما افاد المرصد السوري، بالسيطرة على كامل مدينة منبج.
وتشكل منبج الى جانب مدينتي الباب وجرابلس ابرز معاقل الجهاديين في محافظة حلب.
وقال عبد الرحمن "لم يبق فيها سوى بعض فلول الجهاديين المتوارين بين السكان"، مشيرا الى ان هذا التحالف من فصائل كردية وعربية يعمل على تمشيط وسط المدينة بحثا عما تبقى من جهاديين.
الا ان المتحدث باسم المجلس العسكري لمنبج شرفان درويش اكد لفرانس برس ان المعارك لا تزال مستمرة على بعد 200 متر فقط من وسط المدينة، مشددًا على ان "قوات سوريا الديموقراطية تسيطر حاليا على 90 في المئة منها".
وبدأت قوات سوريا الديموقراطية في 31 مايو بغطاء جوي من التحالف الدولي هجوما للسيطرة على مدينة منبج الاستراتيجية الواقعة على خط الامداد الرئيسي للتنظيم الجهادي بين محافظة الرقة، ابرز معاقله في سوريا، والحدود التركية.
وتمكنت هذه القوات التي تشكل وحدات حماية الشعب الكردية عمودها الفقري، من دخول منبج بعد اسابيع، الا انها واجهت مقاومة عنيفة من الجهاديين الذين لجأوا الى التفجيرات الانتحارية والسيارات المفخخة والقناصة وزرع الالغام.
وتشهد سوريا نزاعا داميا بدأ في مارس 2011 بحركة احتجاج سلمية ضد النظام، تطورت لاحقا الى نزاع متشعب الاطراف، اسفر عن مقتل اكثر من 280 الف شخص وتسبب بدمار هائل في البنى التحتية وتشريد اكثر من نصف السكان داخل البلاد وخارجها.