أخبار

ما الذي يمكن أن تكشفه وجبات المرشحين إلى البيت الأبيض؟

الطعام يحسم حملات انتخابات أميركا الرئاسية!

-
قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

واشنطن: يمكن للطعام الذي يتناوله المرشح أن يلعب دورًا اساسيًا في تحديد الصورة التي يريد ان يرسمها عن نفسه ويتوجه بها الى شرائح محددة من الناخبين، سعيًا للوصول الى المنصب الاكثر نفوذًا في العالم.

لكن حين يلتقي الطعام بالسياسة على طريق الرئاسة الاميركية، يفتح ذلك المجال لارتكاب هفوات قد تقود الى كارثة انتخابية حقيقية.

وقال دان باشمان، مقدم البرنامج الصوتي "سبوركفول"، الخاص بالطعام، عبر استديوهات "دبليو ان واي سي"، متحدثًا لوكالة فرانس برس، إن "الطعام يمكن ان يشكل بالنسبة للسياسيين طريقة للتعبير عن نوع من الالفة،&لكن حين يخفق السياسيون، فمن السهل ارتكاب أخطاء"،&ومن البادرات الاكثر نجاحًا في هذا المجال "قمة الهوت دوغ"، التي نظمها الرئيس فرانكلين روزفلت عام 1939 للملك جورج السادس، سعيًا لتوطيد العلاقات بين البلدين مع تصاعد الخطر النازي.

لم يسبق ربما لملك بريطانيا قبل تلك القمة أن رأى شطيرة هوت دوغ، أو تناول أي طعام بيده غير المقبلات، غير انه حرص في ضيافة الرئيس على تناول الشطيرة على الطريقة الاميركية. والواقع أن الملكة اليزابيت انحنت صوب السيدة الاولى اليانور روزفلت وهمست لها "كيف تأكلون ذلك؟"

وكتبت صحيفة "نيويورك تايمز" في اليوم التالي، "الملك يتذوق الهوت دوغ ويطلب المزيد"، وباتت الوجبة تعرف بـ"البيكنيك الذي ربح الحرب".

وهذه السنة، تتميز حملة الانتخابات الرئاسية على كل الحملات السابقة بحدة الهجمات التي بلغت حداً مذهلاً، ومدى الاستقطاب، ومستوى المخاوف من اعمال العنف، غير أن وجبات المرشحين تحتفظ بدلالات.

وتقول المرشحة الديموقراطية هيلاري كلينتون، التي ستصنع التاريخ في حال وصولها الى سدة الرئاسة الاميركية، انها تتناول قرناً من الفلفل الحر يوميًا للحفاظ على طاقتها، غير انها لا تفعل ذلك علنًا.

&أحمق!

واعترفت لستيفن كولبرت، التي استضافها في برنامجه التلفزيوني الهزلي في ابريل، "من الغريب ان تتناول الطعام امام الصحافة"،&وقالت "قد يلتقطون لك صورة مضحكة، قد يسيل شيء من فمك، أو تلطخ وجهك،&او قد يحدث لك أي شيء يجعلك تبدو احمق".

حين تذوقت كلينتون ملعقة من المثلجات، وهرع المصورون لالتقاط اللحظة، صاح لها أحدهم سائلاً إن كانت تعرف عدد السعرات الحرارية التي تتناولها، فردت عليه بصيحة استنكار،&اما خصمها الجمهوري دونالد ترامب، فنشر على موقع تويتر صورة له امام وجبة دجاج من مطعم كنتاكي، سعيًا منه لاظهار انه يحب الوجبات السريعة الشعبية، غير انه افسد هذا الانطباع، اذ التقطت الصورة في طائرته الخاصة، وكان يضع امامه شوكة وسكينًا.

وقال لشبكة "سي ان ان" إن "همبرغر واحداً يمكن أن يأتي على شبكة ماكدونالدز"، مضيفًا "احب النظافة، واعتقد انه من الافضل الذهاب الى هناك من قصد مكان لا نعرف فيه من اين يأتون بطعامهم"،&وقد لا يحظى هذا الرأي بتأييد العديد من الاميركيين، الا انه قد يساهم في تعزيز موقعه الشعبوي.

غير انه اثار انتقادات واسعة حين نشر على تويتر صورًا له جالسًا الى مكتبه امام طبق تاكو، اذ كان الطبق موضوعاً فوق صورة لزوجته السابقة ترتدي بيكيني،&وكتب على تويتر "إن أفضل أطباق تاكو تصنع في مطعم برج ترامب. أحب المتحدرين من اميركا اللاتينية"، مهنئًا المكسيكيين في عيد وطني لهم، مع انه سبق ان وصفهم بـ"المجرمين والمغتصبين والمهاجرين غير الشرعيين"، ويبقى أن التاكو ليس طبقًا اصيلاً من اميركا اللاتينية.

وقال باشمان "انها تغريدة واحدة تختزله برمته"، موضحًا "انه يدلي باعلان يؤكد فيه كم أنه عظيم بطريقة لا يمكن دعمها بالاثباتات، ويهين الناس من ثقافة اخرى حتى وهو يحاول الانفتاح عليهم"،&واضاف "أن الهفوات المتعلقة بالطعام التي يمكن أن تلحق ضررًا حقيقيًا هي تلك التي تعزز آراء مسبقة عن المرشح".

وجبة تجعله يبدو متعجرفًا

ومن الامثلة على ذلك، الفكرة التي انتشرت عن الرئيس فورد المتحدر من ميشيغن، بأنه بعيد عن انشغالات الناس العاديين في الجنوب، حين باشر أكل شطيرة تامالي عام 1976 في تكساس من دون أن يزيل عنها الغلاف من اوراق الذرة،&وهزمه في تلك السنة جيمي كارتر، الديموقراطي من جورجيا، والذي كان يعمل في زراعة الفستق، في ولاية تكساس وفي الانتخابات الرئاسية.

وقال مايك هاكابي، حاكم اركنسو السابق، معلقًا على المسألة في سلسلة "سبوركفول"، إن "الامر قد يكون نجم عن طبق تامالي"،&وقام كيري بهفوة مماثلة عام 2004 خلال حملته الانتخابية ضد جورج بوش، اذ طلب شطيرة ستيك بالجبن تقليدية، انما بجبنة سويسرية وليس بجبنة فيلادلفيا، اثناء زيارة لولاية بنسيلفانيا المتأرجحة،&ولم يكن هذا الخيار مقبولاً، وقال باشمان "بدا اولا أن جون كيري لا يعرف شيئاً عن الستيك بالجبن، وبدا ثانيًا أنه متعجرف"،&وفاز كيري بولاية بنسيلفانيا، لكن بوش فاز بالرئاسة.

على ضوء كل ذلك، ما الذي يمكن أن تكشفه وجبات المرشحين هذه السنة عن نتيجة انتخابات نوفمبر؟&قال الرئيس باراك اوباما مرة لمجلة "فانيتي فير" إن لديه قرارات اهم من الطعام يترتب عليه اتخاذها يوميًا واضاف: "لا يمكنك قضاء النهار متلهيًا بمسائل مبتذلة"، هذه نصيحة سديدة، لكن هل يأخذ بها أي من كلينتون أو ترامب؟

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف