قناة العالم تتأخر أشهرًا عن صرف رواتب موظفيها
شبح الإفلاس يهدد إعلام إيران في لبنان
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
إيلاف من بيروت: هل بدأ النجم الإيراني بالأفول في لبنان؟ فشبح وقف التمويل الايراني لمؤسسات إعلامية تتخذ من لبنان مقرًا رئيسيًا لها بدأ يلوح في الأفق، كما يُحكى في أروقة هذه المؤسسات التي باتت مهددة بالإقفال أكثر من أي وقت مضى، والتي بات مديروها وموظفوها مهددين بالبطالة. فمئات الموظفين صرفوا أو هم مهددون بالصرف، ولا إمكان حتى الآن للتعويل على إيجاد وظائف في مؤسسات إعلامية أخرى قريبًا. فالقطاع الاعلامي اللبناني يشهد ارتفاعًا غير مسبوق في نسبة البطالة نظرًا إلى عدد الموظفين المصروفين.
سوريا هي السبب
تقول مصادر خاصة لـ"إيلاف" إن قطاع الاعلام المرئي المدعوم ماديًا من إيران هو الخاسر الأكبر مما يجري. وإن كانت قناة "العالم" الإيرانية قد تصدرت مشهد إقفال المكاتب وصرف الموظفين، على الرغم من معلومات وصلت إلى "إيلاف" لكن لم يتم التحقق منها تفيد بأن مسؤولًا كبيرًا التقى العاملين في مكتب "العالم" ببيروت، واتفق معهم على إطلاق سلسلة برامج جديدة، كما تم دفع المبالغ المالية المستحقة للموظفين، فإن تلفزيونات أخرى تستفيد من المال الايراني تعيش اليوم أزمة صامتة سببها تخفيض الدعم المالي بشكل كبير.
ولمن يسأل عن السبب: إنها سوريا، بحسب المصدر الذي يضيف: "لا يخفى على أحد اعتماد إيران سياسة التقشف المالي حتى مع الأحزاب السياسية المنضوية تحت راية 8 آذار، وقد وصل موس التقشف إلى وسائل الاعلام منذ مدة، لكن هذه الاخبار خرجت إلى العلن اليوم بسبب الزلزال الكبير الذي ستحدثه".
يضيف المصدر: "تقلصت ميزانية تلفزيون الثبات مثلًا، ويشرف عليه الشيخ عبد الناصر جبري، إلى 50 في المئة، ما دفع بإدارته إلى تخفيض مرتبات بعض الموظفين، وصرف عدد كبير منهم، لضمان استمرارية البث". والمعروف أن قناة الثبات تبث من بيروت حيث مكتبها المركزي، وترفع شعار "أمة واحدة.. شعوب متعارفة"، وتنضوي تحت راية اتحاد الإذاعات والتلفزيونات الإسلامية ومركزه إيران.
اقفلت أو خفضت أو صرفت
يتابع المصدر في حديثه إلى "إيلاف": "منذ نحو اسبوع، اقفلت قناة الاتحاد أبوابها وصرفت موظفيها، واليوم لا يوجد أي شخص في مكتب القناة في منطقة سانت تريز، وأقفلت قناة الاتجاه وصرفت عدداً من العاملين في القسم العربي بفعل تدني الميزانية نحو 60 في المئة، أما قناة آسيا فصرفت عشرات الموظفين العاملين فيها".
قالت الاعلامية بتول عبد الله، التي سبق لها أن عملت مراسلة ومعدة برامج في تلفزيون الاتجاه عامين، لـ"إيلاف": "منذ عشرة أشهر، غادرت هذه القناة بسبب التقشف وخفض الميزانية المالية، وبسبب هذه الحجة ارادوا خفض عدد الموظفين علمًا أنهم صرفوا في فترة سابقة عددًا كبيرًا من الموظفين في القسمين العربي والانكليزي، في أثناء دوام العمل أبلغوهم بقرار الصرف، ولم اكن لأقبل بالعمل بدوامٍ ليلي".
أضافت: "لم يكن العام الاخير الذي أمضيته في العمل على ما يرام، فكل شهرين تخرج الأزمة المالية إلى العلن، وأنا حصلت على تعويض مرتب شهر عن كل عام، إضافة الى شهر انذار ما مجموعه ثلاثة اشهر، تأخرت القناة ستة اشهر لتدفع التعويض للموظفين المصروفين".
وختمت: "تعاني القنوات التابعة لاتحاد الاذاعات والتلفزيونات الاسلامي دومًا سياسة التقشف المالي، إضافة الى عدم التطور، كما لا يحصل الموظفون النشيطون على أي مكافآت تقديرًا للأعمال التي يقدمونها".
رأي مختلف
لكن رأي ناصر أخضر، وكيل أمين عام إتحاد الإذاعات والتلفزيونات الإسلامية، مختلف. يقول لـ "إيلاف": "على حد علمنا ليس صحيحًا ما يشاع حول صرف قنوات منضوية تحت راية الاتحاد موظفين بحجة عصر النفقات. ربما حصلت إعادة هيكلة لقناة أو قناتين لكن ليس للاتحاد أي علاقة بذلك، ولم نسمع عن صرف موظفين إلا في حالات نادرة مع التزام التقديمات القانونية والشرعية، وليس لأسباب مرتبطة بالميزانيات".
يشغل منصب وكيل الأمين العام منذ&مارس 2015. أضاف: "لكل عضو منتسب إلى الاتحاد الحق الكامل والحريّة التامة في تصريف شؤونه الإدارية والقانونية والمالية، وليست للاتحاد أية علاقة في الشؤون الداخلية، وهي محترمة من الاتحاد، والشؤون المالية تعني العضو (الوسيلة الإعلامية) وحده وهو يرسم سياساته المالية وطريقة تعامله مع موارده البشرية".
وتابع قائلًا: "تشكل ايران دعامة أساس لكل المناضلين في العالم، ولم تتوانَ عن تقديم الدعم والمساندة لكثير من حركات المقاومة واولها المقاومة الفلسطينية، ويوجد الكثير من المؤسسات الاعلامية الايرانية المنضوية في الإتحاد، تسهم في تقديم بعض البرامج والخدمات الهندسية لصالح الزملاء الاعضاء في الإطار المهني العام".
الميادين مؤجلة
وعن إمكان أن يكون الخفض مرتبطًا بالمعارك في سوريا والإنفاق العسكري، ينفي أخضر هذه الأخبار، ويقول،" الإنفاق العسكري في سوريا مسألة مرتبطة بسياسات الدول المتصارعة على الاراضي السورية. أما الاتحاد فهو منظمة أهلية غير حكومية لا تبغي الربح، ومالية الاتحاد هي من مشاركات ومساهمات الاعضاء، اما مالية كل قناة فهذا امر يخصها وحدها ويمكن مراجعتها بهذا الخصوص". يتابع قائلًا: "الاتحاد لا يدعم هذه القنوات، وجميعها تابع لجهات وطنية في بلدانها، ولا يتدخل الاتحاد بماليتها أصلًا، فكيف يخفض ميزانيات لا يعرف عنها شيئًا؟".
أما قناة الميادين، والكلام دائمًا للمصدر نفسه، فلا مؤشرات حتى اللحظة إلى وجود تخفيض في ميزانيتها، "وهذا مردود إلى ارتباط ملفها المالي مباشرة بالحرس الثوري في إيران، لكن الإعلام الإلكتروني فسيتأثر من دون أدنى شك، مع أن تداعيات هذا التأثير ضئيلة مقارنة بالاعلام المرئي، لان الكادر البشري العامل في هذا القطاع يكاد لا يتجاوز خمسة في المئة بأحسن الاحوال اذا ما قارناه بعدد العاملين في التلفزيونات".&
&
التعليقات
من نعم الله
هديل سلطان -هذا من نعم الله على اللبنانيين والعرب.