أخبار

عبدالله الثاني في أول زيارة من نوعها للجزيرة المتوسطية

قمة أردنية ـ قبرصية في نيقوسيا

-
قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

نصر المجالي من لندن:&في أول زيارة له من نوعها للجزيرة المتوسطية، أجرى العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني محادثات مع الرئيس القبرصي نيكوس اناستياديس تناولت سبل تعزيز علاقات التعاون الثنائي في شتى الميادين، إضافة إلى التطورات الإقليمية.

وأكدت القمة الأردنية ـ القبرصية الحرص المتبادل على النهوض بما يجمع البلدين من علاقات، كما تناولت المستجدات الإقليمية والدولية وسبل التعامل معها ضمن تنسيق وتشاور بين مختلف الأطراف الفاعلة في المجتمع الدولي، وبما يسهم في تحقيق السلام وتعزيز الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط.

وجرى، خلال المباحثات، بحث سبل البناء على نتائج زيارة الرئيس اناستياديس للأردن في شهر &نوفمبر 2015، ومتابعة ما نتج من المنتدى الاقتصادي الأردني القبرصي، الذي استضافته المملكة في الفترة&ذاتها، من تفاهمات واتفاقيات بين القطاع الخاص ورجال الأعمال في كلا البلدين، وبما يخدم مصالحهما المشتركة.

تصريحات

وفي الآتي مقتطفات من تصريحات العاهل الأردني خلال لقائه الرئيس القبرصي، كما نقلتها وكالة الأنباء الأردنية: "فخامة الرئيس، السادة الحضور، باسمي وباسم الوفد المرافق والشعب الأردني، أعبر لكم عن الامتنان بوجودي هنا في قبرص. إنني فخور للغاية بعمق الصداقة التي امتدت لسنوات بين بلدينا، والتي نمت وتعززت بمرور السنوات، خاصة في الفترة الأخيرة.

حدثت عدة تطورات منذ لقائنا الأخير في الأردن؛ فقد نمت أواصر الصداقة بيننا كقيادتين، وقد أظهرتم دعما كبيرا لنا في ما يتعلق بتحدي اللاجئين، إذ كنت، يا فخامة الرئيس وبلدكم قبرص، من أبرز الأصوات المنادية لمساندة ما نواجهه في الأردن بسبب تحدي اللجوء السوري. كما أشكركم على دعمكم الكبير لنا داخل الاتحاد الأوروبي، وهو الأمر الذي نقدره عالياً في الأردن، حكومة وشعباً. إننا متفائلون جداً بمستوى التقدم الملموس في التعاون الاقتصادي بين بلدينا، ووجود سفارة للأردن هنا لهو دليل على عزمنا على المضي قدماً في تعزيز التعاون الثنائي. إنني على قناعة بأن التحدي المشترك الذي يجمعنا، في هذه الفترة، هو غياب الاستقرار في الإقليم، وهو الأمر الذي يقوي العمل بيننا، ليس الآن فقط، بل لأجيال قادمة.

تحديات المستقبل

لقد رأيت كيف استطاع العديد من المسؤولين في بلدينا العمل معا، وفي أذهانهم فهم واضح للتحديات التي تحيط بنا وبأجيال المستقبل. وأنا ممتن لهذا التعاون، خاصة لما ذكرتموه حول مبادرتنا والمعروفة "بلقاءات العقبة" (والتي جمعت العديد من رؤساء الدول والشخصيات لتوحيد الجهود في الحرب على الإرهاب). إن لدينا الآن شريكا قويا في قبرص عندما يتعلق الأمر بالتصدي للتهديدات العالمية، وفي مقدمها الإرهاب.

استقرار الإقليم&

وعند الحديث عن تحدي غياب الاستقرار في الإقليم، فقد ذكرتم موضوع اللاجئين، وقد كنتم في غاية الكرم في هذا الشأن، إذ قمتم بمساعدتنا على عدة مستويات. وأنا على علم بالدور الذي تقوم به قبرص في نقل صوت الأردن للاتحاد الأوروبي، وتحديدا في ما يخص تبسيط قواعد المنشأ مع الاتحاد الأوروبي، وبما يساعدنا على التخفيف من الظروف الاقتصادية، ليس للاجئين فقط، بل ولشعبنا الأردني.

سوريا&

ومن جهة أخرى، نتابع الأحداث الأخيرة في سوريا، ونأمل أن تسهم الجهود المبذولة إقليميا ودوليا في تحسين الأوضاع والمضي قدماً بالاتجاه الصحيح. ليس من السهل الوصول إلى حلول سريعة للوضع في سوريا أو العراق، لكن يجب أن نستمر في حث جميع الأطراف على التقدم للأمام.

كما أن قبرص تقوم بدور مهم في دعم إيجاد حل للصراع الفلسطيني - الإسرائيلي، فلطالما كنتم وحكومتكم صوتاً قوياً وداعماً للتقريب بين الدول، والحث على إيجاد حل لهذا الصراع. ونحن نثمن عالياً دور بلدكم في هذا الشأن، وآمل أن يتاح لنا مناقشة ذلك بالمزيد من التفصيل خلال لقائنا اليوم.

القضية القبرصية

وحول القضية القبرصية، فقد كان موقفنا قويا تاريخيا إزاء ذلك، وسوف يكون لنا دائما الموقف ذاته. فنحن لن نتخلى عن أصدقائنا أبداً، ويسعدنا دائماً أن نقف إلى جانبكم. أتطلع قدما لمناقشة العديد من القضايا خلال لقائنا، وأعتقد أن رئيس الوزراء يود مناقشة العديد من المشاريع الإقليمية معكم، والتي من شأنها التقريب أكثر بين بلدينا.

والأمر الأهم، والذي طالما ميز العلاقة بين بلدينا هو ما يجمع شعبينا، في الجانب السياحي وغيره. ينظر الأردنيون إلى الشعب القبرصي بكل تقدير واحترام، وأعلم أن هذه العلاقة متبادلة. وأنا سعيد للغاية لأكون معكم اليوم. ونحن على يقين أن مستقبل العلاقة بين البلدين سيكون أقوى وأفضل".

تصريحات اناستياديس

وفي الآتي تصريحات الرئيس اناستياديس: "جلالة الملك، أصحاب المعالي، يشرفني ويسعدني أن أرحب بكم في قبرص، هذا البلد الذي تربطه بكم علاقات تاريخية. إن زيارتكم اليوم، والتي تأتي بعد الزيارة التي قمت بها إلى الأردن أخيرا، تمثل محطة مهمة في علاقاتنا الثنائية، وتمنحنا دفعة قوية لتعميق التعاون بيننا.

لقد عمل الأردن وقبرص، خلال السنوات الماضية، على فتح صفحات جديدة في العلاقات بين البلدين، حتى غدت هذه العلاقات قوية، ليس بسبب الجغرافيا فقط، بل لأسباب عديدة. فعلاقتنا ترتكز على الصداقة التي تجمع شعبينا، إضافة إلى العلاقة التي تربطنا كقيادتين، والتي أقدرها عالياً. أضف إلى ذلك الروابط التاريخية وأهدافنا المشتركة حاضراً ومستقبلاً. وأنا على يقين بأن افتتاح السفارة الأردنية في قبرص سيسهم بشكل إيجابي في هذا المجال.

الأمن والسلام

إن أهدافنا المشتركة والمتمثلة في إرساء السلام والأمن والاستقرار في منطقتنا المضطربة هي في غاية الأهمية. فبلدانا يشعران بالقلق إزاء صعود وتيرة التطرف والإرهاب والحروب الأهلية. ولهذا السبب، فإننا مشتركان في تبني نهج الاعتدال، وعازمان على الوقوف معاً لدعم الاستقرار في الإقليم. إن الأردن يشكل بلدا محوريا في منطقتنا. فهو في الصفوف المتقدمة في الحرب على الإرهاب، وقد عانى بلدكم وكان في بعض الأحيان ضحية للإرهاب. وهو مستمر في تأمين الملاذ، وبمستوى لائق، لما يزيد على 1,3مليون لاجئ، سوري ليتحمل بذلك عبئا كبيرا على شعبه واقتصاده وأمنه. وهذه حقيقة تستحق التقدير والدعم من المجتمع الدولي.

الشراكة&

إن قبرص، وبصفتها شريكا وصديقاً للأردن، ستستمر في دعم بلدكم سياسيا ودبلوماسياً، حيث قمنا بتقديم الدعم لجهودكم في الحرب ضد الإرهاب، وهي الحرب التي لا بد أن نكسبها. ومن ذلك دعمنا للقاءات التي عقدت تحت رعايتكم في مدينة العقبة مع عدد من رؤساء الدول وكبار المسؤولين في العالم لتوحيد الجهود في الحرب على الإرهاب. وكما قلتم جلالتكم أكثر من مرة، فإن الفوز في هذه الحرب أو الخسارة فيها سيؤثر في منظومة الأمن العالمي، وعلى مستقبل القرن الواحد والعشرين. جلالة الملك، أؤكد لكم أن قبرص وغيرها من دول الاتحاد الأوروبي تعمل بكل التزام من أجل التقريب بين الاتحاد ودول الشرق الأوسط. وهذا التعاون هو على درجة عالية من الأهمية الاستراتيجية، خاصة وأن الشرق الأوسط هو الجار الأقرب للاتحاد الأوروبي، وما يشمل ذلك من روابط ثقافية واقتصادية وسياسية مشتركة. جلالة الملك، أصحاب المعالي، الأصدقاء الأعزاء، إن نشر السلام في منطقتنا هو واجب على الجميع، وقبرص تعي ذلك. وفي هذا الصدد، أود أن أعرب عن تصميمنا للعمل، وبدون كلل، للوصول إلى تسوية شاملة ومستدامة لمشكلة قبرص، وذلك بناء على قرارات مجلس الأمن الدولي ذات الصلة، والاتفاقيات المبرمة.

السلام في الشرق الأوسط

وفي ما يتعلق بعملية السلام في الشرق الأوسط، اسمحوا لي جلالتكم أن أشيد بجهودكم الدؤوبة كداعم للتوصل إلى تسوية شاملة وعادلة ودائمة للصراع الفلسطيني &- الإسرائيلي، وقيام دولة فلسطينية مستقلة وقابلة للحياة على أساس قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة، لتعيش بسلام إلى جانب إسرائيل، وبما يعزز أمن واستقرار الإقليم. جلالة الملك، أرحب بكم مرة أخرى في قبرص، وأؤكد لكم الحرص على دعم العلاقات بين بلدينا".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف