بطلب من الولايات المتحدة واليابان
مجلس الأمن يبحث التجربة النووية لكوريا الشمالية
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
الامم المتحدة: يعقد مجلس الامن الدولي اجتماعا الجمعة بطلب من الولايات المتحدة واليابان لبحث التجربة النووية التي قامت بها كوريا الشمالية كما اعلنت بعثة نيوزيلاندا التي تتولى حاليا الرئاسة الدورية للمجلس.
وستجتمع الدول ال15 الاعضاء في المجلس عند الساعة 19,00 ت غ لإجراء مشاورات طارئة بعدما اعلنت بيونغ يانغ تجربتها النووية الخامسة، الاقوى التي تقوم بها كوريا الشمالية بحسب سيول.
واعلن النظام الكوري الشمالي الجمعة انه اجرى تجربة نووية خامسة "ناجحة"، وصفتها كوريا الجنوبية بانها "الاقوى حتى الآن" ورأت فيها "عمل تدمير ذاتي" سيؤدي الى تفاقم التوتر في شبه الجزيرة الكورية.
وبحسب وسائل الاعلام الرسمية الكورية الشمالية، سمحت هذه التجربة الاخيرة لبيونغ يانغ بتحقيق هدفها وهو تصغير رأس نووي في شكل يسمح بوضعه على صاروخ.
وكان مجلس الامن الدولي أدان بالاجماع الثلاثاء اطلاق صواريخ بالستية كورية شمالية.
ومنذ تجربتها النووية الاولى في 2006، فرضت على كوريا الشمالية خمس مجموعات من العقوبات صدرت عن مجلس الامن الدولي، لكن ذلك لم يدفعها الى التراجع.
ردود فعل&
ستؤدي هذه التجربة الى تفاقم التوتر في شبه الجزيرة الكورية بينما اثارت تجارب نووية وبالستية كورية شمالية سابقة ادانات من الاسرة الدولية وعقوبات قاسية من الامم المتحدة.
وحسب وسائل الاعلام الكورية الشمالية، سمحت التجربة الاخيرة لبيونغ يانغ بتحقيق هدفها وهو تصغير رأس نووي بطريقة تسمح بوضعه على صاروخ.
وقال التلفزيون الكوري الشمالي ان "علماءنا النوويين اجروا اختبارا لانفجار ذري لرأس نووي حديث في موقع الاختبارات النووية في شمال البلاد". واضاف ان "حزبنا يوجه رسالة تهنئة الى علمائنا النوويين (...) لإجرائهم تجربة ناجحة لتفجير رأس نووي".
وذكرت وكالة الانباء الكورية الشمالية ان التجربة "اكدت في نهاية المطاف (...) البنية والمميزات الخاصة لرأس نووي أعد بطريقة تمكن من وضعه على صواريخ بالستية استراتيجية".
واضافت ان التجربة "رفعت بلا شك الى مستوى اعلى تقنية" كوريا الشمالية التي "تهدف الى وضع رؤوس نووية على صواريخ بالستية".
وقال اوباما بحسب بيان للبيت الابيض "لقد اتفقنا على العمل مع مجلس الامن الدولي والمجموعة الدولية لتفعيل الاجراءات القائمة المفروضة ضمن قرارات سابقة واتخاذ اجراءات مهمة اضافية وخصوصا عقوبات جديدة".
ووصفت الرئيسة الكورية الجنوبية بارك غيون-هي التجربة بانها "تدمير ذاتي" و"عمل استفزازي" سيزيد من عزلة هذا البلد.&
واعرب وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ونظيره الاميركي جون كيري عن قلقهما اثر التجربة النووية الكورية الشمالية واعلنا انهما سيحيلان الامر على الامم المتحدة.
من جهتها، اكدت الوكالة الدولية للطاقة الذرية ان التجربة "مقلقة جدا ومؤسفة" اذا تأكدت. وقال المدير العام للوكالة التابعة للامم المتحدة يوكيا امانو ان التجربة تشكل "انتهاكا سافرا لعدد من قرارات مجلس الامن الدولي وازدراء كاملا بالطلبات المتكررة للاسرة الدولية"، مؤكدا انها "عمل مقلق جدا ومؤسف".
وكانت الشكوك الاولى في اجراء هذه التجربة جاءت بعد رصد زلزال بقوة 5,3 درجات بالقرب من الموقع الرئيس للتجارب النووية في شمال شرق البلاد.
التعليقات
نظرية المؤامرة مرفوضة لكن
محمد الشعري -من البديهي أن الظاهرة العسكرية و ما إليها من تجييش و تجنيد و تسليح ليست مقتصرة على حكومة كوريا الشمالية . إنها إحدى الظواهر العالمية الأقدم و الأشد تناقضا مع الديموقراطية و الأكثر تعارضا مع العقلانية . فالأصوب ألا يقع تناسي الطابع الظاهراتي phénoménal للكارثة و ألا يقع إختزالها في حالة مفردة هي الحالة الكورية الشمالية . صحيح أن حكومة ذلك البلد قد تجاوزت كل الحدود المنطقية . إنها بالفعل ديكتاتورية حربية مرعبة حسب ما يبدو من الإعلام الآن و حسب ما يتأكد من تكرار تفجيراتها النووية . لكن الحل العادل و الجذري ليس منع التسلح النووي في ذلك البلد بقدر ما هو منع التسلح النووي في كل العالم . فالترسانة الحربية التقليدية و غير التقليدية الموجودة حاليا في العالم قادرة ، ليس فقط على إبادة البشر جميعا دون إستثناء ، بل و قادر أيضا على تحويل كوكب الأرض إلى مذنب من الغبار الكوني التائه في درب اللبانة . لا يوجد أغرب من هذا الجنون . لا يوجد أشنع من هذا التهديد الهمجي . إن الأموال المهدورة في التسلح تكفي لو تتوفر الإرادة السياسية للقضاء تماما و نهائيا على الجهل و الفقر و ما ينتج عنهما من مصائب سياسية و إجتماعية لا حصر لها . فما الذي يمنع الشعوب من المطالبة على الصعيد العالمي بإلغاء الإنفاق العسكري و بتحويل الميزانيات التسليحية إلى الخدمات الأساسية كالتعليم و الصحة و مكافحة أسباب الفقر ؟ هذا تابو في كل العالم حاليا . من المتسبب في هذا التابو ، و كيف وقع ترسيخه في شتى الحركات السياسية اليمينية و اليسارية و في مختلف الحكومات التقديمة و الرجعية ؟ لماذا يعجز المثقفون عن تركيز إهتمام شعوبهم و حكوماتهم على ضرورة إتفاق جميع الدول على إلغاء مؤسساتها العسكرية و ليس فقك على تقليص نفقاتها التسليحية و الحربية ؟ لا يمكن تبرير صمت الشعوب و السياسيين و المثقفين على هذا الموضوع الحيوي سوى بأن تضليلا أو تخديرا أو إستعبادا يهيمن على غالبية وسائل الإعلام و أكثرية المؤسسات الثقافية و مجمل الأحزاب و الحكومات في العالم . إنها نظرية المؤامرة التي يحاول المرء أن ينأى بنفسه عنها .