من الحصار الخانق إلى القصف العشوائي والألغام
تعز عشية الأضحى: عذابات تضج بالحزن والقهر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
تستقبل محافظة تعز، ثالث اكبر محافظات اليمن سكانًا، عيد الاضحى المبارك،&وهي تتصدر سجل المعاناة الانسانية بين المحافظات اليمنية، حيث&لا تزال ترزح تحت استهداف المليشيات الانقلابية، وذلك عبر حصار خانق وقصف عشوائي لم يستثنِ حتى المستشفيات.
إيلاف من عدن: عيدٌ بأي حال عدت ياعيد؟ هذا هو لسان حال تعز الجريحة، التي تستقبل عيد الاضحى المبارك وهي تواصل حصاد عام ونصف من القتل والدمار والحصار، وهو المسلسل اليومي الذي تتصدره مشاهد القصف العشوائي على المدن والقرى، بينما يكابد التعزيون التدهور المريع في الوضع المعيشي والصحي والبيئي والخدماتي.
معاناة&
في هذا الإطار، كشف رئيس منظمات فلذات للطفولة المحامي نجيب قحطان عن مقتل 750 طفلاً بسبب الحرب التي تشنها الميليشيات الانقلابية في محافظة تعز، بينهم 15 طفلاً قتلوا بسبب الالغام الارضية.
ولفت قحطان في تصريح لـ"إيلاف" الى انه، ومنذ اندلاع الحرب قبل عام ونصف، عانت تعز وأهلها الويلات والعذاب بسبب الحرب العبثية التي طالتها.
وأضاف: "المعاناة كبيرة جدًا، وتتلون صورها بكافة ألوان الطيف، فهنا&القتل، وهنا القصف، وهنا الحصار ايضًا. في تعز إغلاق المنافذ وإغلاق المدارس وإغلاق المستشفيات وإغلاق المؤسسات الحكومية والمحاكم، ومع كل ذلك اغلقت الحياة في تعز".&
واستطرد قائلاً: "بلغ عدد الاطفال الجرحى في تعز 1300 طفل بسبب الحرب حتى الآن، وتعد هذه الاحصائية الاكبر على مستوى عموم اليمن، بالإضافة الى موت&13 طفلاً بسبب انعدام الاوكسجين في مستشفيات تعز بسبب الحصار، فهناك مئات الجرحى &يعانون ويستغيثون من اجل العلاج، وهناك اصابات جراحية شديدة&لا تحتمل التأخير، وينصح الجراحون بمعالجتها السريعة خارج اليمن، وبعضها توفى وهو على سرير المعالجة، &كما أن قصف الميليشيات لم يستثنِ المستشفيات".
حصار خانق&
وتطرق قحطان الى معاناة ابناء تعز من ويلات الحصار الظالم، الذي فرضته عليهم&ميليشيات الحوثي وصالح ،&قائلاً: "اضحت الحياة في تعز حياة مليئة بالتعب والمعاناة جراء الحصار، فبينما كان الوقت الذي يستغرقه المواطن للخروج من داخل المدينة الى منطقة الحوبان - مدخل مدينة تعز- &يستغرق بالسيارة من 10 الى&15 دقيقة، اصبح الآن بسبب اغلاق المنافذ والحصار يحتاج&الى وقت يتراوح ما بين&5 الى&7 ساعات، ناهيك عن عدم امان الطريق بسبب الاشتباكات التي قد تحدث فجأة أو الاستهداف من قبل رصاص القناصة" .
واختتم المحامي قحطان بالقول إن تعز تحولت خلال عام ونصف الى مدينة اشباح تنعم بالموت اكثر من الحياة .
وضع مأساويّ&
قال الصحافي&تيسير السامعي إنه منذ عام ونصف ومدينة تعز تعيش وضعًا مأساويًّا كارثيًا، بالإضافة إلى حصار خانق وقصف متواصل واشتباكات مستمرة .
وفيما نوّه السامعي في تصريحه لـ"إيلاف" الى التحسن الطفيف الذي طرأ على بعض المناطق في تعز، بعدما&تمكن الجيش الوطني والمقاومة الشعبية&من فك الحصار بشكل جزئي على &الجهة &الغربية، بيد&&أنه استدرك بأن ذلك التحسن&لا يزال محدودًا، مشيرًا الى أن عملية&الدخول والخروج من المدينة لا تزال صعبة للغاية، لا سيما في المناطق الشرقية والشمالية، موضحًا بأن الساكنين في منطقة الحوبان، التي لا تبعد عن المدينة سوى بضعة كيلومترات بحاجة الى قرابة 8 ساعات من اجل الوصول الى وسط المدينة، لأنهم يضطرون الى أن يسلكوا طرقاً فرعية شديدة الوعورة.
وتطرق السامعي الى الحالة المعيشية للسكان، مشيرًا الى&ارتفاع اسعار المواد الغذائية في ظل تدني الدخل وعدم قدرة المواطنين على الحصول على رواتبهم خاصة في ظل استعدادات الأهالي لإستقبال عيد الاضحى المبارك.
وحذر الصحافي التعزي من خطورة قيام الميليشيات الانقلابية بزرع الالغام&الارضية في عدد من مدن وقرى محافظة تعز، وما تشكله من خطورة كبيرة على حياة المواطنين، منوّهًا الى قيام فرق خاصة تتبع للأمم المتحدة بمحاولة ازالة تلك الالغام، الا أن الخطر&لا يزال قائمًا.
&
الألغام&
قالت منظمة هيومن رايتس ووتش إن الألغام التي يزرعها المسلحون الحوثيون والقوات المولية للرئيس اليمني السابق تحصد أرواح المدنيين في البلاد.
وقالت المنظمة في أحدث تقرير لها، صدر الاسبوع الماضي، ووزع على وسائل الاعلام: "بينما&لا تزال الأرقام الإجمالية لضحايا الألغام في تعز غير متاحة، قتلت الألغام الأرضية 18 شخصًا على الاقل وأصابت أكثر من 39 في محافظة تعز بين مايو 2015 وأبريل 2016".
ودعت المنظمة الحوثيين وقوات الرئيس السابق علي عبد الله صالح أن يوقفوا فورًا استخدام هذه الأسلحة، وعلى جميع أطراف النزاع في اليمن الالتزام بمعاهدة حظر الألغام لعام 1997، التي انضمت لها اليمن في 1998.
ادانة الميليشيات&
وتابعت المنظمة الدولية في تقريرها: "احتل الحوثيون وحلفاؤهم الموالون للرئيس السابق صالح أجزاء من تعز، انطلاقًا من مارس 2015 حتى مارس 2016، منها مناطق وثقت فيها هيومن رايتس ووتش سقوط ضحايا مدنيين جراء الألغام المضادة للأفراد. خبراء إزالة الألغام الذين دخلوا هذه المناطق مؤخرًا، بعد انسحاب الحوثيين والقوات الحليفة لها، أزالوا ودمروا الألغام من مناطق حيث لم يُعرَف وجود الألغام قبل النزاع".
وقالت هيومن رايتس ووتش إنه يجب على صنعاء عدم انتظار التحقيق في استخدام الحوثيين وحلفائهم للألغام الأرضية، واتخاذ خطوات فورية لضمان توقف القوات التابعة لها عن استخدام الألغام المضادة للأفراد، وتدمير أي مخزونات في حوزتها، وإلحاق العقاب المناسب بكل من يستخدم أسلحة عشوائية.
&