أخبار

رئيسة جهاز حماية البيئة السابقة تعبر عن مخاوفها حيال سياسات ترامب نحو البيئة والمناخ

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

Mohamad Susilo

Wartawan BBC Indonesia

أعربت كريستين تود وايتمان، السياسية الأمريكية من الحزب الجمهوري، عن مخاوفها حيال مستقبل أحفادها السبعة مع وجود دونالد ترامب، الرئيس الأمريكي المنتخب، في البيت الأبيض.

تخشى كريستين وايتمان، الرئيسة السابقة لوكالة حماية البيئة الأمريكية التي تنتمي للحزب الجمهوري، على مستقبل أحفادها من سياسات ترامب المستقبلية تجاه البيئة

واتهمت وايتمان، التي تولت إدارة وكالة حماية البيئة في إدارة جورج بوش الأب، ترامب بتجاهل العلم وما يتوصل إليه من أدلة دامغة.

ويقول أنصار ترامب إن القواعد الخاصة بالبيئة والمناخ تلحق ضررا بالغا بالنشاط التجاري.

وحذرت من أن تهديده بالعدول عن سياسات حماية المناخ، التي أقرها الرئيس الحالي باراك أوباما، يشكل خطرا على مستقبل العالم، لا الولايات المتحدة فقط..

لكن السياسية الأمريكية أكدت أنه يجب على الولايات المتحدة أن تدعم النشاط التجاري وما يصب في مصلحة الاقتصاد الأمريكي دون إلحاق ضرر بالكوكب.

ولا زالت سياسات ترامب نحو المناخ غير واضحة بعد، لكن فريقه الرئاسي تناول بالمناقشة دعم العمل في مناجم الفحم، وإنشاء خطوط أنابيب جديدة لنقل النفط، والسماح بالتنقيب عن النفط والفحم وغيرها من الموارد الطبيعية في المناطق البرية، ومنطقة القطب الشمالي.

وعلى المستوى السياسي، دارت محادثات بين أعضاء فريق الرئيس المنتخب رجحت كفة الانسحاب من الاتفاقية الدولية للمناخ، والعدول عن تنفيذ خطة الطاقة النظيفة التي أطلقها الرئيس الحالي باراك أوباما، وحل وزارة الطاقة ووكالة حماية البيئة أيضا.

بطاقة ترامب

حلت كريستين تود وايتمان ضيفة على عرض وثائقي بعنوان "التغير المناخي: خطة ترامب"، وذلك للتعليق على السياسات المحتملة للرئيس المنتخب.

وقالت، أثناء العرض الذي يُبث عبر إذاعة بي بي سي 4 في الثانية من صباح يوم الثلاثاء: "أرى أن الوضع مثير للقلق عندما يتعرض علم حماية البيئة للاحتقار."

وأضافت: "أشعر بقلق بالغ على مستقبل عائلتي وجميع العائلات حول العالم لأن الطبيعة الأم لا تعرف حدودا جغرافية ولا سياسية، وما يحدث في بلد ما، يمتد أثره إلى أخرى."

يزيد النجاح المحتمل لترامب في خفض تكلفة الطاقة في الولايات المتحدة من التحديات التي تواجه الدول الصناعية الكبى للحفاظ على البيئة

وتابعت: "إننا ندير ظهورنا لما قاله 97 في المئة من العلماء عما يحدث للطبيعة وأثره على الناس، وها نحن قد وصلنا بالفعل إلى نقطة فارقة لابد عندها من أن نحاول إبطاء وتيرة ذلك إذا ما أردنا البقاء في هذا الكوكب."

وأكدت أن ترامب "يخون" تراث الحزب الجمهوري في الحفاظ على البيئة.

ووقعت كريستين، وقت رئاستها لوكالة حماية البيئة الأمريكية في عهد جورج بوش الأب، الاتفاقية الإطارية للأمم المتحدة في ريو عام 1992.

وأشارت إلى أن إبراهام لينكولن، الرئيس الأمريكي السابق، كان الرئيس الأول للولايات المتحدة الذي عمل على حماية الأراضي العامة، كما أسس الرئيس السابق للولايات المتحدة ريتشارد نيكسون وكالة حماية البيئة.

وشددت على أن الحفاظ على البيئة من أكثر المباديء التي يتمسك بها المحافظون.

وتمنت كريستين أن تكون مخطئة فيما تعتقد أن ترامب سوف يتبناه في المستقبل تجاه البيئة والمناخ، لكنه أشارت إلى أن أعضاء إدارته أغلبهم من أصحاب المليارات الناتجة عن أنشطة النفط.

وقالت إن الولايات المتحدة تحتاج إلى توفير ما تحتاج إليه من الطاقة وأن تكون دولة مستقلة فيما يتعلق بمنتجات الطاقة، لكن ذلك لابد أن يتحقق في ضوء مراعاة توازن لحماية الصحة العامة والبيئة، مرجحة أن ترامب لا يبدو أن لديه النية في الدخول في هذه المعادلة.

شكوك تحيط بالإدارة الجديدة

أعرب كثير من العلماء عن مخاوف تجاه اختيارات ترامب لأعضاء إدارته الجديدة، إذ قلل بعض أعضاء الفريق الرئاسي من أهمية علم المناخ قبل توليهم المناصب فعليا، لذلك تساور العلماء مخاوف حيال توجهاتهم بعد البدء في ممارسة مهام أعمالهم في الإدارة الجديدة للبلاد.

وعلى سبيل المثال فإن ريك بيري، الحاكم السابق لولاية تكساس والمرشح الحالي لحقيبة الطاقة، على سبيل المثال، كان قد دعا من قبل لإلغاء الوزارة التي من المقرر أن يترأسها في وقت قريب.

كما رُشح سكوت برويت، لرئاسة وكالة حماية البيئة، وهو نفس الشخص الذي دعا من قبل إلى وقف العمل ببرنامج أوباما للطاقة النظيفة الذي يساعد الولايات المتحدة على الوفاء بتعهداتها للأمم المتحدة فيما يتعلق بانبعاثات الكربون.

تعهد ترامب بإعادة هيكلة صناعة الفحم في الولايات المتحدة

ورشح ترامب ريكس تيلرسون، الرئيس التنفيذي لشركة إكسون موبيل، لوزارة الخارجية الأمريكية، وهو نفس الشخص الذي يخضع لتحقيقات في مزاعم تضليله حاملي الأسهم بشأن مخاطر أنشطة شركته على البيئة.

ويقول مؤيدو ترامب إن وكالة حماية البيئة تتجاوز حدود صلاحياتها، ولابد من السيطرة عليها.

وقال نيك لوريس، من جمعية التراث الليبرالية، لبي بي سي نيوز إن "سكوت بروين قاد حملة من الانتقادات الحادة لوكالة حماية البيئة، وهي الاتهامات التي تضمنت توحش الوكالة، وإفراطها في فرض قواعد جديدة دون داعي ودون أي فائدة تعود على البيئة."

وأضاف: "أنه (بروين) يريد أن يعيد حماية البيئة إلى الدولة حيث يمكن التعامل بشكل أفضل مع التحديات البيئية التي تواجه البلاد."

في المقابل، أعربت كريستين وايتمان عن أملها في أن تكون الإدارة الجديدة أقل تطرفا في التعامل مع قضايا البيئة والمناخ مما بدت عليه أثناء الحملة الانتخابية وتشكيل الفريق الانتقالي، وأن تتحول إلى اتجاهات أكثر اعتدالا.

وقالت إنه بمجرد دخول بروين إلى الوكالة، سوف يجد الوضع أصعب مما تصور بكثير وأكثر تعقيدا، مؤكدة أنه سوف يصطدم بمستويات كثيرة من القواعد التي تفرضها الوكالة لحماية البيئة، ولن يجد قوانين عفى عليها الزمن وتحتاج إلى تعديل فقط، بل من بينها ما يحتاج إلى الإلغاء واستحداث قواعد جديدة.

قد تؤدي سياسات ترامب المحتملة نحو البيئة إلى فشل الولايات المتحدة في الوفاء بالتزاماتها نحو الأمم المتحدة فيما يعتلق بانبعاثات الكربون

تكهنات صعبة

يصعب التكهن في الوقت الحالي بالأثر الذي قد يحدثه ترامب على السياسة الدولية للمناخ، فبعد ظهور نتيجة الانتخابات الرئاسية الأمريكية مباشرة، سارعت الصين، والاتحاد الأوروبي، وألمانيا، وعدد من الدول النامية إلى التأكيد على التزامها الاتفاقية الدولية للمناخ الموقعة في باريس العام الماضي، وما نصت عليه فيما يتعلق بانبعاثات الكربون.

ولا يبدو أن ترامب سوف يتمكن من الوفاء بوعوده الانتخابية فيما يتعلق بإعادة هيكلة صناعة الفحم، إذ توجه أغلب المستثمرين إلى الغاز الطبيعي وغيره من مصادر الطاقة النظيفة الأقل تكلفة.

لكن حال نجاح ترامب في توفير جزء كبيرة من فاتورة الطاقة الأمريكية والعمل على هبوط أسعار الطاقة في الولايات المتحدة - يرى محللون أنه سوف ينجح في خفض أسعار الطاقة إلى معدلات تحت المستويات المعمول بها في الصين في الوقت الراهن - سوف تعاني دول أخرى أثناء منافسة الولايات المتحدة في الصناعات الثقيلة.

ومع التزام جميع الدول الموقعة على الاتفاقية الدولية للمناخ وسط غياب الولايات المتحدة، سوف يواجه العالم اضطرابا شديدا على صعيد المحافظة على البيئة والعمل على الحد من التغير المناخي.

مع ذلك، لا زال من المبكر أن نحكم على أثر ترامب على البيئة والمناخ، خاصة في ضوء سعي حثيث من قبل الصين، ثاني أكبر اقتصادات العالم، لتبوأ مكانة مميزة من حيث حجم الجهود التي تستهدف حماية البيئة، وهو ما يُتوقع ألا يرضي الرئيس الأمريكي المنتخب حال تقاعسه عن الوفاء بالالتزامات الأمريكية نحو المناخ.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف