تكشف خلفيات صانعها وقارئها على السواء
خرائط استفزازية تروي تاريخ بريطانيا
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
الخرائط أكثر من انعكاس للجغرافيا. فهي تقول الكثير عن أنفسنا وعن صانع الخريطة نفسه، بقدر ما تكشفه عن المكان الذي تصفه. ويكون الوصف مزاجيًا مدفوعًا بنزوة رسام الخريطة في بعض الأحيان.&
إيلاف: خبير الخرائط البريطاني آشلي باينتون وليامز اختار مجموعة من أغرب الخرائط لكتابه The Curious Map Book. &ويستطيع الجمهور أن يرى بعض هذه الخرائط في معرض تقيمه المكتبة البريطانية حاليًا ولغاية 1 مارس المقبل. &
جاذبية مؤدلجة
قال بيانتون وليامز إن هذه الخرائط تتيح إلقاء نظرة على تفكير صانعها، ومشاهدها أيضًا. وأوضح في حديث لـ"بي بي سي" أن "من يرسم خريطة يضع رأيه فيها، ولكنه يستهدف جمهورًا يعتقد أنه سيشتريها. وكلما زادت جاذبيتها للسوق، كلما زادت مبيعاتها".&
نستعرض أدناه 11 خريطة من هذه الخرائط الغريبة، كل واحدة منها تلقي ضوءًا على مرحلة مختلفة في تاريخ بريطانيا الحديث. &
أولى هذه الخرائط هي خريطة العالم التي نُشرت عام 1770 بلا أستراليا والقطب الجنوبي، اللذين لم يكتشفهما الأوروبيون بعد وقتذاك. &
وأشار وليامز إلى أنها من أول رُقع اللعب التي ظهرت في انكترا شبيهة بلعبة السلم والثعبان، بحيث إن بعض المربعات تدفعك إلى الأمام، وبعضها الآخر يعيدك إلى الوراء، وبعضها يؤدي بك إلى الهلاك، مثل المربع 99، حيث جزر الباهاما المعروفة بتحطم السفن على شواطئها.&
فكاهة المراحيض
في أواخر القرن الثامن عشر أصبحت الخرائط الكاريكاتورية شائعة. وكانت تُباع بوصفها أعمالًا فنية مطبوعة. ويقول الخبير باينتون إن هذه الخرائط كانت مسلية، وخاصة السلسلة التي رسمها الفنان روبرت دايتون، لأنه فنان مشهور، وكانت أعماله تُنسخ على نطاق واسع. &
نُشرت في تلك الفترة أيضًا خريطة كاريكاتيرية لانكلترا ومقاطعة ويلز تصوّر الملك جورج الثالث، وهو يتغوط على أسطول من السفن المبحرة من بورتسموث إلى فرنسا. وبحسب الخبير وليامز، فإن "هذا النوع من فكاهة المراحيض كان مقبولًا بعض الشيء وقتذاك، ربما أكثر منه الآن". وتتحدث الخريطة عن الحرب التي كانت دائرة بين انكلترا وفرنسا وقتذاك، بعد عقد من السلام أنهته الثورة الفرنسية، وعن المخاوف التي أثارتها في انكلترا من خطر تحولها إلى جمهورية.&
من الخرائط المثيرة للاهتمام خريطة نُشرت في منتصف القرن التاسع عشر بهدف التعليم على غرار الخريطة السابقة التي تستوحي لعبة السلم والثعبان. لكنها هذه المرة لا ترسم أراضي الإمبراطورية البريطانية، بل تعبّر عن تطور مثير حدث في الداخل هو الثورة الصناعية. &
الثورة الصناعية
يقول وليامز "إن الثورة الصناعية لم تكن في ذروتها، ولكنها كانت تقترب منها، وأخذت حقًا تغيّر طريقة انكلترا في تحقيق الثروة"، مشيرًا إلى أن الخريطة تبيّن المناطق التي تتركز فيها صناعة الفولاذ أو الفحم.
الخريطة الأخرى رقعة للعب، هدفها تثقيف الشبان بأهمية شبكة السكك الحديد البريطانية وفوائدها للاقتصاد. يقول وليامز إن خطوط السكك كانت تنتعش في انكلترا وإسكتلندا وإن الثورة الصناعية أسهمت بقسط كبير في انتعاش هذا القطاع، بسبب الحاجة إلى نقل البضائع، وكذلك صعود الطبقة الوسطى وامتلاكها الوقت والمال للسفر الاستجمامي. وفي هذه اللعبة يُعطى المشارك قاطرة تنطلق من محطة في لندن. &
الخريطة الأخرى المثيرة للاهتمام خريطة تتناول الصراع السياسي على مسألة الحكم الذاتي لإيرلندا. وهي تصور رئيس الوزراء المحافظ اللورد سولزبري بوصفه القديس جورج قاهر التنين، الذي له ملامح وليام غلادستون زعيم حزب الأحرار مؤيد الحكم الذاتي.&
&
مصارعة القطط
بحلول عام 1900 كانت الإمبراطورية البريطانية في غمرة حرب البوير. ورغم الحياد الرسمي المعلن كانت غالبية القوى الأوروبية، لاسيما هولندا وألمانيا، مع البوير. ونُشرت وقتذاك خريطة تظهر فيها بريطانيا جنديًا يقاتل قططًا متوحشة مع تصوير القوى الأوروبية الأخرى بأشكال مختلفة حسب موقفها، مثل إيرلندا المتهمة في الخريطة باستغلال الحرب لإنهاء ارتباطها ببريطانيا وإسبانيا وفرنسا، اللواتي تقف موقف المتفرج، فيما تُصور ألمانيا ممثلة بالإمبراطور الذي يبني البوارج الحربية. &
في هذه الأثناء، تحولت روسيا إلى أخطبوط يمد أذرعه إلى شرق أوروبا وآسيا. ويقول وليامز إن "أشياء كثيرة قيلت عن روسيا بوصفها مخلوقًا بشعًا يعيش في الأعماق". وبعد أربع سنوات على نشر هذه الخريطة اندلعت الحرب الروسية ـ اليابانية عام 1905.
أعدّت "إيلاف" هذا التقرير بتصرف عن "بي بي سي".