بعد أن ظل يقبع في الصفحات الأخيرة
أزمة قطر دفعت بالكاريكاتير إلى واجهة الصحف السعودية
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
إيلاف من الرياض: أكد رسامو كاريكاتير سعوديون ان الحضور الكثيف للصحف السعودية خلال الأزمة مع قطر دفع بالكاريكاتير الى الواجهة مُشكّلًا رأس الحربة، بعد ان ظل يقبع في الصفحات الاخيرة، فيما قال آخرون ان ردود الفعل حيال الرسومات المنشورة اتسمت في بداية الازمة بالنقد والاتهام بالتحريض والاساءة، لكنها سرعان ما لاقت تأييدًا بعدما تكشفت الحقائق عبر الأحداث المتتالية.
ومع اندلاع الازمة الخليجية، شهدت الصحف السعودية موجة صعود وانتشار للكثير من الرسوم الكاريكاتيرية والتي غلبت على معظمها صفة الانتقاد والسخرية وكشف الاعيب، فيما لاقت هذه الرسومات تداولًا يوميًا بين رواد مواقع التواصل الاجتماعي، بسبب قدرتها على ايصال الرسالة بما يفوق المقالات والتقارير الصحافية.
مسؤولية وطنية
سليمان المسيهيج، الكاريكاتير بصحيفة الرياض، اوضح ان "رسامي الكاريكاتير بالسعودية تعاطوا مع الأزمة الخليجية من الباب الوطني ومن باب المسؤولية التي تقع على عاتقهم كإعلاميين في انتقاد السياسات الخاطئة والمتخبطة لحكومة قطر"، مشيرًا في حديثه لـ"إيلاف" ان "الرد على حملات الدوحة المغرضة جاء بأسلوب فكاهي وساخر بهدف اختزال وتلخيص القضية وتبسيطها للمتلقي".
وقال المسيهيج ان "رسوماته كانت تركز على انتقاد الخطابات السياسية المبطنة والهجومية والقرارات الخاطئة، بهدف التوضيح للقارئ مجريات تلك السياسة التي تهدف الى شق الصف الخليجي والتدخل في شؤون دول مجلس التعاون ودعم الارهاب ومجاراة السياسة الايرانية وسياسة الاخوان المسلمين".
من جانبه، اكد الكاريكاتير امجد رسمي من صحيفة الشرق الاوسط, أن الازمة الخليجية احتلت مساحة مهمة لدى غالبية الرسامين، الامر الذي دفعهم ليعبروا عن مواقفهم او مواقف صحفهم تجاه هذه الازمة, لافتًا الى أهمية الصحف السعودية والاماراتية والمصرية، اذ اعتبرها من اكبر الصحف واهمها، مشيرًا الى ان جميع هذه الصحف المذكورة كانت تتبنى موقفًا واحدًا تجاه الأزمة.
وقال رسمي في حديثه لـ"إيلاف" إن رسامي الكاريكاتير في تلك الصحف تعرضوا لانتقادات لاذعة بعد التعبير عن آرائهم ضد سياسة قطر, واضاف الى أنه سبق له التعبير برسومات انتقد فيها سياسة قطر قبل نحو 15 عامًا في صحف اسبوعية اردنية، ما استدعى غضبًا كبيرًا آنذاك، اذ توالت عليه ردود فعل غاضبة تمثلت في الشتم والانتقادات اللاذعة تجاه رسومات كشفت عن سياسة الدوحة المتخبطة.
رأس حربة
من جهته، اوضح الكاريكاتير فهد الخميسي من صحيفة الاقتصادية، ان "الحضور الكثيف والقوي للصحف السعودية خلال الأزمة مع قطر دفعت بالكاريكاتير السعودي الى الواجهة مشكّلا رأس الحربة، بل ونشرت كثيرًا من الرسومات على صدر الصفحات الأولى لعديد من الصحف"، مشيرا في حديثه لـ"إيلاف" ان صحيفة الاقتصادية كانت سباقة في ذلك.
وقال فهد الخميسي ان الكاريكاتير غالبا ما كان يقبع في الصفحات الأخيرة، لكن ولقوة مضمونه الذي تعاطى مع الأحداث بشكل متفاعل وسريع تم تصديره للمقدمة على طريقة "المانشيتات" الصحفية، مبينًا ان "ردود الفعل انتقلت من مربع الاختلاف في بداية الازمة، الى مربع الاقتناع والدعم مع تكشف الحقائق بشكل متتالي ومنها العلاقة القطرية الايرانية، وأكاذيب قناة الجزيرة، وكثير من القضايا التي عبرنا عنها من خلال الرسومات".
متفقًا مع ما ذهب اليه الخميسي، قال الصحافي والكاريكاتير بصحيفة عكاظ عبدالله جابر، ان "ردود الفعل حيال رسومات الكاركتير المنشورة في الصحف السعودية اتسمت في بداية الازمة بالنقد والاتهام بالتحريض والاساءة، لكنها سرعان ما لاقت تأييدًا بعدما تكشفت الحقائق عبر الأحداث المتتالية"، مشيرًا في حديثه لـ"إيلاف" انه رسم ما يعبر عن "رأيه في سياسات الدوحة وتجاوزاتها واساءتها لكل الدول الخليجية والعربية".
تفوّق الصحافة الورقية
واكد جابر حرصه على اهمية توافر مواصفات معينة لدى الكاريكاتير السياسي، منها أن يمتلك حسًا نقديًا وساخرًا، وأن يكون مطلعًا ومتابعًا للأحداث والمستجدات اليومية، كما يجب عليه مراعاة واجبه اتجاه هذه الرسالة وهو ابداء رأيه الشخصي الذي قد يتفق أحيانا مع المسؤول وأحيانا مع صوت المواطن، مؤكدًا انه يحق لكل متلقٍ نقد ما يقدم له بطريقته متقبلًا ما يراه صحيحًا، والغض عن النقد غير المنطقي.
تجدر الاشارة، انه وبحسب مراقبين اعلاميين، فقد تفوقت الصحافة الورقية بالسعودية على نظيرتها الإلكترونية في تغطية "الازمة الخليجية"، سواء في الكم، اي من خلال حجم المواد الاعلامية المنشورة، او في الكيف أي من خلال طرح الملفات والتحليلات والتحقيقات الصحفية والاستقصائية، وهو الامر الذي كان غائبًا في الصحف الالكترونية التي ركزت على متابعة الاخبار بعيدًا من تقديم أي تحليلات ملموسة، وهو ما حدا مراقبين الى المطالبة بتطوير قدرات العاملين في الصحافة الالكترونية.