لافتات في شوارع موسكو ترحب بزيارة الملك سلمان
لأول مرة في التاريخ… العاهل السعودي يزور روسيا
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
خاص بإيلاف من موسكو: على الرغم من أن هذه الزيارة هي الرسمية الأولى في تاريخ العلاقات بين البلدين منذ اعتراف الاتحاد السوفياتي السابق بالمملكة العربية السعودية في عام 1926، فقد سبق وسجل الماضي القريب زيارة للملك سلمان قام بها لموسكو في صيف عام 2006 من موقعه كأمير للعاصمة الرياض تلبية لدعوة يوري لوجكوف عمدة موسكو آنذاك، وهي التي حظيت آنذاك باهتمام كبير من جانب رئيس الدولة فلاديمير بوتين الذي استقبل في الكرملين الامير سلمان وعددًا من أعضاء الوفد المرافق له.
وكان الرئيس بوتين سبق ووجه الدعوة الى الملك سلمان خلال لقائه مع ولي ولي العهد الامير محمد بن سلمان حين إلتقاه في سان بطرسبورغ في يونيو 2015، وهي الدعوة التي عاد وجددها في أكثر من مناسبة، ومنها خلال ثاني لقاءاته مع خادم الحرمين الشريفين في تركيا على هامش أعمال قمة العشرين في نوفمبر عام 2015.
وبعيدًا عن تسلسل الزيارات التي توالت لكل من موسكو والرياض منذ أول زيارة قام بها الملك فيصل بن عبد العزيز الى موسكو في عام 1932 وكان آنذاك وزيرًا للخارجية، وعودة نجله الامير سعود الفيصل من نفس منصبه الوزاري كوزير لخارجية المملكة، ليدشن مع الزعيم السوفييتي السابق ميخائيل غورباتشوف عملية استئناف العلاقات بين البلدين في عام 1990 بعد توقف دام لما يقرب من الخمسين عامًا.
وعلى الرغم مما شاب العلاقات من "توتر مكتوم" إبان سنوات الحرب الشيشانية، واندلاع الحركات الانفصالية في منطقة شمال القوقاز في النصف الثاني من تسعينيات القرن الماضي، فقد عادت العلاقات لتسير في خط صاعد، ولتتوالي الزيارات من جانب الزعماء التاريخيين للمملكة العربية السعودية ومنهم الملك عبد الله بن عبد العزيز، في عام 2003 وكان آنذاك وليًا للعهد، والرئيس بوتين للرياض في عام 2007، وهي الزيارة التي تظل الاولى أيضًا لرئيس روسي في تاريخ العلاقات بين البلدين.
إعادة العلاقات الى سابق عهدها
ورغم "الجفوة" التي اعترت علاقات البلدين في اعقاب اندلاع الازمة السورية، وتباين المواقف تجاه مستقبل الرئيس السوري بشار الاسد، فقد عاد البلدان ليعليا "المصالح المشتركة" لاعادة علاقاتهما الى سابق عهدها انطلاقًا من "البراغماتية" التي كانت ولا تزال تحدد ملامح سياسات البلدين تجاه الكثير من القضايا الاقليمية والدولية وفي مقدمتها الازمة السورية، والاوضاع في منطقة الشرق الاوسط وشمال أفريقيا، والموقف من مكافحة الارهاب الدولي.
ومن هذا المنظور تحديدًا يمكن ايجاز الملفات الرئيسية التي سوف تتصدر مباحثات الجانبين خلال الزيارة المرتقبة وفي مقدمتها الازمة السورية والاوضاع في منطقة الشرق الاوسط والعلاقات الاقتصادية بين البلدين، ولا سيما ما يتعلق منها بالاستثمارات المشتركة، والنفط والطاقة بما فيها الطاقة النووية على ضوء ما سبق وتحقق من تقارب واتفاق حول احتمالات التعاون مع روسيا في مجال بناء عدد من المحطات النووية، وكذلك عدد من القضايا الاقليمية والدولية ومكافحة الارهاب والتطرف.
تعاون روسي - سعودي
ومن اللافت في هذا الصدد أن يعود الكثيرون من المراقبين في العاصمة الروسية الى ما سبق وقاله الملك سلمان بن عبد العزيز خلال زيارته السابقة لموسكو في عام 2006 حول "سعادته بزيارة موسكو التي قال "إنه يشعر بأنه ليس غريبًا فيها"، الى جانب ما طرحه من "رؤى حول سبل تطوير وتعميق العلاقات بين البلدين من خلال تركيزه على ان المرحلة الاولى لأية مشاريع تعاون تتطلب دائما العلاقات الحميمة والثقة المتبادلة فضلاً عن الاتصال الشخصي الذي يلعب دورًا هامًا في هذه القضايا".
وكان أكد ايضا "ان المملكة تنظر باهتمام الى التعاون الروسي السعودي"، وقال "انه يرحب ويشجع بل ويرغب في أن يدخل رجال الاعمال الروس الاسواق السعودية وأن يشاركوا في المناقصات المطروحة بنفس قدر مشاركة رجال الاعمال السعوديين في الاسواق الروسية"، مشيرًا إلى أن لقاءاته مع الرئيس بوتين ورئيس الحكومة الروسية وعمدة العاصمة تناولت كل هذه القضايا، فيما أكد على عدم وجود أية تحفظات على دخول رجال الاعمال الروس الى الاسواق السعودية، وأشار الى بعض من تاريخ العلاقات التي بدأت في عام 1926 يوم كان الاتحاد السوفييتي أول دولة اعترفت بالسعودية.
لقاءات سابقة بين محمد بن سلمان وبوتين
وكان بوتين سبق وأكد أيضًا في عام 2016 خلال لقائه مع الامير محمد بن سلمان ولي العهد على "ان بلاده تعلق اهمية كبرى على التعاون متعدد الجوانب مع المملكة، وأنه يرى من المستحيل حل أي قضية في المنطقة دون التعاون معها"، إضافة الى ما قاله حول انه يعتبره "شريكًا موثوقًا فيه يمكن الاتفاق معه والتأكد من تنفيذه لما يجرى الاتفاق حوله".
ولعل ذات هذه التوجهات هي التي عاد وأكدها الامير محمد بن سلمان في ختام لقائه مع الرئيس بوتين في يونيو 2015 والذي أسفر عن توقيع ست اتفاقيات "استراتيجية"، ومنها اتفاقية التعاون في مجال الاستخدام السلمي للطاقة النووية ومشاركة روسيا في بناء 16 مفاعلاً نووياً، إضافة الى مجالات الفضاء والتعاون العسكري والاسكان.
وفيما يعلق الكرملين الكثير من آماله تجاه تحقيق التسوية السياسية السورية المنشودة، يتوقف المراقبون في موسكو عند ما قاله سيرجى لافروف وزير الخارجية الروسية حول أن "السعودية جادة بالفعل في جهودها من أجل تسوية الازمة السورية، وأن الرياض دعمت عملية المشاورات السورية في الاستانة"، وهو موقف ينسحب على عملية إقامة مناطق خفض التوتر في سوريا ويفتح الباب أمام سرعة احتمالات التوصل الى الحلول المنشودة من جانب كل الأطراف المعنية.
لافتات ترحيبية في شوارع موسكو
في ظاهرة ثمة من يعتبرها «غريبة»على موسكو وتقاليدها، ظهرت لافتات الترحيب بزيارة خادم الحرمين الشريفين عاهل المملكة العربية السعودية لموسكو، والتي يبدأها بعد غد ولمدة تستغرق اربعة ايام. اللافتات انتشرت على جانبي الطريق من مطار العاصمة "فنوكوفو-1" الى موسكو وتقول:"الصندوق الاستثماري الروسي السعودي يرحب بخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود في روسيا".