دور التركمان في صفوف الحشد الشعبي في العراق
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
ترفرف أعلام بألوان عديدة على مجمع عسكري في مدخل قرية تازة التركمانية في كركوك، التي استهدفها تنظيم الدولة بالأسلحة الكيماوية في العام الماضي.
فهناك العلم العراقي بألوانه الأحمر والأسود والأبيض، والعلم التركماني بالأزرق، والعديد من الأعلام الدينية الملونة التي يرفعها الجماعات الشيعية.
وبعض اللافتات مكتوبة بالتركية، وقد كتب على إحداها: " لقد عشت ومت من أجل الوطن، لذلك دفنت في قلوبنا، وليس في باطن الأرض".
هذا هو مركز فوج القائم، وهو أحد الأفواج التركمانية داخل الحشد الشعبي.
وكانت قوات الحشد الشعبي قد تشكلت عقب دعوة المرجع الشيعي الأعلى في العراق للعراقيين بأن يقاوموا تنظيم الدولة في عام 2014 لدى مهاجمة التنظيم لمدينة الموصل.
وفي بداية عملية تكوين الحشد الشعبي لم يحصل على الدعم الكامل من التركمان. ولكن البعض شارك فيه منذ البداية وشرعوا في تكوين ألوية تركمانية داخله.
وبمرور الوقت بات اللواءان الـ 16 و52 داخل الحشد مشكلين من قوات تركمانية فقط.
وخلال الثلاث سنوات الماضية كسب الحشد الشعبي المزيد من تأييد التركمان في العراق.
دور مهموقال زكي مورالتي قائد فوج القائم الذي تحدثت له بي بي سي في تازة " هناك سبعة آلاف من المقاتلين التركمان في الحشد الشعبي، لقد شكلنا الفوج الأول بعد فتوى السيد علي السيستاني."
وأضاف قائلا: "إن التركمان لعبوا دورا مهما داخل الحشد وفي القتال ضد تنظيم الدولة، وتم تشكيل لوائين تركمانيين فهناك اللواء 16 ويعمل في كركوك واللواء 52 ويعمل في أميرلي وطوز خورماتو وآزم، ولدينا ما يتراوح بين 4 و5 آلاف مقاتل".
وتابع قائلا: "وبالإضافة لذلك لدينا مقاتلون تركمان في مختلف الألوية، فهناك حوالي 1500 في الموصل، وما بين ألفين وثلاثة آلاف في تلعفر، وفي المجمل لدينا نحو 7 آلاف تركماني في الحشد الشعبي".
وقال مورالتي إن مئات التركمان لقوا حتفهم وأصيب نحو ألف منهم في صفوف الحشد الشعبي خلال القتال ضد تنظيم الدولة، مشيرا إلى أن التنظيم قتل العديد من المدنيين التركمان أيضا.
وشدد مورالتي على أن الحشد الشعبي لا يقاتل نيابة عن الشيعة فقط كما أنه يضم أعضاء من غير الشيعة.
وقال: "نعم تشكل الحشد بفتوى السيد السيستاني في النجف وهو زعيم شيعي، ولكنه دعا كل العراقيين وليس الشيعة فقط، السنة والشيعة والأكراد والعرب، فنحن جميعا نواجه تنظيم الدولة. فعلى سبيل المثال لدينا قوات أيزيدية قرب تلعفر. ولدينا سنة في بعض الألوية فالحشد ضد العدو الذي يهدد العراق. فكيف نقول أنت عراقي شيعي واجه العدو، وأنت عراقي سني لا توقف العدو؟".
حزب سياسيوحزب حق التركماني القومي هو الحزب السياسي التركماني الوحيد الذي له قوة عسكرية في الحشد الشعبي، وأغلب أعضاء هذا الحزب من التركمان السنة.
ويقول سامي كولسوز، نائب رئيس الحزب الذي يتمركز في كركوك، انهم انضموا للحشد منذ البداية، مشيرا إلى أن وجودهم في الحشد يظهر أنه لا يقاتل من أجل الشيعة فقط.
ويضيف قائلا إن العديد من الأحزاب التركمانية انتقدت قرارهم بالانضمام للحشد في البداية، ولكنه أضاف أن أغلب الأحزاب التركمانية في العراق تدعم الحشد الشعبي اليوم.
وتعرض الحشد الشعبي لانتقادات من قبل دول عديدة ومنظمات حقوق إنسان لانتهاك حقوق الإنسان.
ويقول زكي مورالتي إن هذه دعاية سوداء. ويضيف قائلا: " إن أطقم تليفزيونية صاحبتنا طول العمليات، وشاهد الجميع كيف نعامل المدنيين بما في ذلك أقارب مقاتلي تنظيم الدولة".
موقف تركياهل تغير موقف تركيا تجاه الحشد الشعبي؟
فلطالما انتقد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الحشد الشعبي باعتباره "منظمة إرهابية طائفية".
لقد بدأت علاقات أنقرة ببغداد وطهران تتحسن وخاصة بعد استفتاء انفصال كردستان العراق، فربما تتغير لهجة أنقرة.
وهناك مؤشرات ملموسة قليلة على احتمالية ذلك.
فقد تم الكشف مؤخرا عن صورة للسفير التركي في بغداد وهو يمسك علم الحشد الشعبي خلال مؤتمر في العراق، وتم مناقشة هذه الصورة على نطاق واسع في وسائل التواصل الاجتماعي بتركيا.
وأيضا بدأت الجبهة التركمانية العراقية، أكبر الأحزاب السياسية التركمانية في العراق والذي لديه علاقات خاصة بتركيا، استخدام لهجة إيجابية نحو الحشد الشعبي.
وقال زعيم الحزب مؤخرا إنهم والحشد الشعبي يخوضون نفس الحرب.
وأعرب زكي مورالتي قائد فوج القائم عن اعتقاده بأن تركيا سيكون لها في المستقبل القريب موقف إيجابي تجاه الحشد الشعبي.
ولم ينكر مورالتي إن هذا الموقف له علاقة بالتطورات في المنطقة. وقال:" في البداية ارتكبت تركيا بعض الأخطاء، لقد كانت في حرب مع سوريا وعلاقتها متوترة بإيران وغير متوافقة مع العراق وقد أخذ العنف يتصاعد في تركيا أيضا، ولكن الآن وبفضل الله بدأت تركيا تتوافق مع إيران والعراق، وآمل أن يحدث ذلك مع سوريا أيضا".
وأضاف قائلا:" إن الجيشين التركي والعراقي يجريان تدريبات عسكرية مشتركة الآن، وبالنسبة لنا نحن التركمان فإن توافق تكريا والعراق هو أفضل شيء يمكن أن يحدث".
"حاربنا مع الأكراد"
وكركوك، التي يوجد بها العديد من المقاتلين التركمان ضمن الحشد الشعبي فضلا عن حضور مميز للجالية التركمانية، جزء من المناطق المتنازع عليها بين الحكومة العراقية وحكومة إقليم كردستان العراق.
وبعد أن أجرت أربيل استفتاء الانفصال عن العراق في كركوك أيضا حثت بغداد القوات الكردية على مغادرة المدينة.
وفي حالة تدخل القوات العراقية فإن تورط الحشد الشعبي احتمال وارد بقوة.
وقال زكي مورالتي إن قيادتهم في بغداد وسيتبعون تعليماتها أيا كانت. ولكنه أردف قائلا إنه لا بغداد ولا أربيل ستستفيد من حرب أهلية.
وتابع قائلا: "في هذه المنطقة لم يحدث أي توتر بين الحشد الشعبي والبيشمركة حتى الآن، فنحن نحارب معا ضد تنظيم الدولة لسنوات، ونحن لا نفضل حدوث توتر مع البيشمركة".
وأضاف قائلا: "لا أتوقع حدوث ذلك ولكن إذا وقعت حرب أهلية بين بغداد وأربيل فإن العراق سيتعرض لدمار شديد".
وجذبت الجماعات السياسية التركمانية مؤخرا المزيد من التعاطف مع الحشد الشعبي فيما ينضم المزيد والمزيد من الشباب التركمان لصفوف الحشد الشعبي الذي يدفع مرتبات أيضا.
ولا يبدو مستقبل الحشد الشعبي في عراق ما بعد تنظيم الدولة واضحا. ولكن يبدو أن المنظمة ستلعب دورا مهما في رسم مستقبل العراق كما أن التركمان ربما يلعبون أيضا دورا بارزا في مستقبل العراق فيما يتعلق بالتطورات التي لها علاقة بهم وبالحشد الشعبي.
التعليقات
سيتم تحويله لحرس ثوري!!..
عربي من القرن21 -كما في أيران , وأقوى نفوذا من الجيش وتحت أمرة المرجعية الشيعية !!؟..ودمتم تحت رعاية اللطميين الفاسدين حتى النخاع !!!..