أخبار

صاحب "ركعة وارسو" الشهيرة

فيلي برانت: مستشار تجاوز المحرمات ولم يستشر أحدًا

-
قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

كان فيلي برانت في أول أيامه السياسية عندما شهد ارتفاع جدار برلين، وكان في آخر أيامه حين شهد انهيار الجدار وتوحد الألمانيتين. وبين الحدثين، كان مستشارًا لألمانيا، ترك بصمته المعروفة في سياسة البلاد وسمعتها.

إيلاف من دبي: في الثامن من أكتوبر 1992، توفي فيلي برانت، المستشار الألماني، الذي حاز جائزة نوبل للسلام، وشغل طويلًا منصب زعيم الحزب الاشتراكي الديمقراطي الألماني، ورحل عن هذه الدنيا تاركًا بصماته في تاريخ ألمانيا وسمعة الحكم فيها.

هربرت فرام
ولد برانت، أو هربرت إرنست مارل فرام (Herbert Ernst Karl Frahm)، في لوبك الساحلية في شمال ألمانيا، في عام 1913، من علاقة غير شرعية بين بائعة ومحاسب، فما عرف أبًا له إلا أحدهم، ويدعى فرام، كان يعطف عليه وعلى أمه وسماه باسمه. في عام 1929، انضم إلى شبيبة الحزب الاشتراكي، ثم إلى حزب العمال الاشتراكيين في عام 1931.

درس التاريخ... وعمل صحافيًا

يعد برانت آخر سياسي اعتلى السلطة في ألمانيا آتيًا من أوساط عمالية حقيقية، ليس لمجرد إنتمائه إلى الحزب الإشتراكي كما هي الحال في كل من تبعه. وهو لم يتعلم كما هي الحال في كل جيله من العمال، إذ إتجه إلى العمل النقابي مبكرًا، ومنه إلى العمل السياسي.

بوصول النازية إلى الحكم في عام 1933، كان هو في العشرين، فهرب سرًا إلى النروج من طريق البحر، حيث تزوج نروجية أنجب منها ابنه الأول، وسمى نفسه فيلي برانت، إذ أراد حفظ سلامته وهو يمارس أنشطته المقاومة للنازية.

درس في أوسلو مادة التاريخ، وعمل صحافيًا، إلا أن الاحتلال الألماني للنروج في عام 1940 أجبره على الهرب ثانيةً، وكان النازيون قد جرّدوه من جنسيته الألمانية.&

أثناء تسلمه جائزة نوبل

في السويد، وجد ملاذًا آمنًا فبقي هناك إلى أن أُعلنت نهاية الحرب العالمية الثانية في 1945. عاد إلى ألمانيا في عام 1946 ممثلًا للحكومة النروجية. وعمل بين عامي 1957 و1966 رئيس بلدية برلين الغربية، وهي الفترة التي شهدت بناء جدار برلين. في عام 1964، صار أمينًا عامًا للحزب الاشتراكي الألماني، وبقي في منصبه هذا حتى عام 1987.

أوست‌ پوليتيك
من عام 1966 وإلى عام 1969، عُيّن وزيرًا للخارجية ليستلم بعدها زمام الأمور، ويصبح مستشار ألمانيا. وكانت سياسته تعتمد على فكرة بأنه يجب على المرء أن يتعرف إلى الحقائق قبل أن يحاول تغييرها. هذا المنطلق سمح لبرانت أن يقوم بتغييرات سياسية داخلية ميزت فترة حكمه. وفي عام 1969 صار مستشارًا لألمانيا.

عرف برانت بسياسة "أوست‌ پوليتيك" الخارجية أي الانفتاح على ألمانيا وأوروبا الشرقيتين، واعترف رسميًا بجمهورية ألمانيا الديمقراطية، وأقام علاقات ديبلوماسية جيدة مع بولندا والاتحاد السوفياتي. وبناءً على هذه السياسة حصل على جائزة نوبل للسلام في عام 1971، اعترافًا بمحاولاته التقريب بين الألمانيتين الشرقية و الغربية. ولعل منحه نوبل للسلام يعكس ما سمت إليه سمعته من رضى في الأوساط الدولية، وهو كان الخصم العنيد للنظام النازي.

إحدى الجداريات في ألمانيا التي تخلد برانت

اتبع برانت سياسة تخفيف حدة التوتر لمنع تفاقم الخلاف مع دول أوروبا الشرقية من جهة، ولإرضاء الدول التي تضررت من ألمانيا النازية من جهة أخرى. وُقعت في عهده مواثيق واتفاقات مع الاتحاد السوفياتي وبولونيا وتشيكوسلوفاكيا. ومن أبرز أفعاله زيارته التاريخية إلى ألمانيا الديمقراطية في مارس 1970 التي تمخض عنها جملة من الاتفاقات، وصفها أعداؤه السياسيون بأنها تنازلات تشكل وصمة عار في تاريخه السياسي.

ركعة في وارسو
في الداخل، عرف بكلمته الشهيرة: "علينا أن نتجرأ لنتناول مزيدًا من الديموقراطية". وهو نجح في نقل المجتمع إلى تبنى عقلية أكثر إنفتاحًا وأقل تزمتًا وبالتدريج، من طريق تعديل القوانين القديمة وفتح الأبواب للإتصال بألمانيا الشرقية التى كانت بمثابة الشيطان. وفي 10 أعوام، صار المجتمع الألماني أقل ميلًا إلى الإضطراب. لكنه بقي هدفًا لسهام منافسيه.

وصلت الانتقادات التي وجّهها إليه منافسوه إلى ذروتها عندما ركع في ديسمبر 1970 أمام النصب التذكاري اليهودي في أثناء زيارته إلى وارسو. فقد أثار بذلك زوبعة سياسية واسعة في ألمانيا، خصوصًا أن البلاد كانت لا تزال متأثرة بتاريخها النازي المعادي لليهود. لكن ذلك لم يقف حائلًا أمام فوز الحزب الاشتراكي الديمقراطي الألماني بالانتخابات بعد عامين، وبأفضل نسبة (46 في المئة).

برانت في صباه

في عام 1974، أعلمته المخابرات الألمانية أن أحد مساعديه الشخصيين، كونتر كيوم، كان جاسوسًا لمصلحة ألمانيا الشرقية، ما دفعه إلى تقديم استقالته من منصب المستشار. لكنه تابع العمل السياسي مع حزبه إلى أن استقال منه في عام 1987 قائلًا لزملائه: "سأترك دفة القيادة، لكني سأبقى على القارب". وفي 8 أكتوبر 1992، رحل برانت، ودُفن في أونكل، بالقرب من بون، بعدما شهد حلم حياته المتمثل في وحدة الألمانيتين.
&

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
(إمساك بمعروف أوتسريح ..)
هاني -

ويلي برانت وقصة بدايات حياته أوحت إلي بعض التساؤلات .. حقيقة ظاهرة الأبناء غيرالشرعيين المنتشرة في الغرب أما لها من نهاية..صحيح أنها أصبحت أمراً مسلّماً به..لكن على من تقع المسؤولية في هذا الصمت تجاهها في عدم الحد منها.. حقيقة لو تتبعنا جذور أسباب هذه المشكلة لوجدنا أن الكنيسة مع الأسف هي السبب في نشوء هذه الظاهرة وذلك بانتهاجها هذه الأحكام القراقوشية التي تحرم الطلاق والتي استقوها من جملة مااستقوه من النصوص المحرفة التي يعج بها الكتاب المقدس .. حكاية أنه لايجب الطلاق إلا لعلة الزنا الذي تتمسك به الكنيسة حقيقة يدعو إلى الإستهجان وكأنهم بهذا يدعون إلى زيادة معدلات الزانيات والعياذ بالله .. أعتقد أن أول الأولويات التنقيح ولاغيره.

انسان عظيم
علي البصري -

سياسي رائع محب للسلام والديمقراطية قاد المانيا الى مرحلة تهذيب وتجاوز النازية ووضع المانيا في مكانة عالمية من رخاء اقتصادي وتجاوز سلبيات الحرب..

عن التشريع الغريب
mourad mohamed -

للمعلق رقم ١ ..في الغرب كل شئ مكشوف وليس هناك تعاليم في الكتاب المقدس غير العفة والطهارة والزواج بواحدة فقط ..حتى لا تستشري الفساد والخيانة عندما يتخذ الزوج خليلات ويزني بهم تحت مسمى مثنى وثلاث ورباع وما ملكت ايمانكم وهي دعارة مقننة تفسح الباب امام خيانات وعوائل مفككة واولاد مشردين معظمهم يحمل الضغينة والحقد وتصل للقتل احيانا كثيرة للاخوة من امهات اخريات وتطال عمليات الغدر والقتل زوجات الاب للانتقام من فوضى تعاليم جنسية مقززة فرضها اله القران وتخبط وما زال كل من اتبعها هذا ناهيك عن التشريع الغريب الذي ينص ان الولد للفراش بمعنى ان المراة تزني على فراش الزوجية مع رجال غير زوجها والزوج المخدوع ياخذ ابن زوجته من الزنا ويسجله باسمه ..اما الغرب لا يخفون الحقيقة فان كان الولد غير شرعي فان ابوه الحقيقي متكفل بدفع النفقة لغاية بلوغ الولد ١٨ سنة اضافة انه يعرف ابوه الحقيقي

إلى 3
هاني -

يبدو أنك تعيش في كوكب آخر.. ألم تقرأ الاحصائيات المفزعة في بلاد الغرب التي تتحدث عن عدد من يعيش تحت سقف واحد مع عشيقته ومخلفين صبيان وبنات .. ألم تسمع أن غالبية رجال الغرب يتخذون من العشيقات مثنى وثلاث ورباع وخماس وسداس.. ألا تعلم سبب هذه العلاقات المهلهلة ..أهل الشأن يعترفون أن سبب هذا التهلهل مرجعيتهم الدينية التي تكبلهم بأغلال وقيود لا انفكاك منها في مسائل الزواج ..قيمة الزواج المثالية كما في الدين الحنيف جعلته الكنيسة بعبعاً مخيفاً يفر منه كثير الأتباع إلى إقامة مثل هذه العلاقات المظلمة..حقيقة لهم الحق في أن يفروا إلى دياجير هذا الظلام والكنيسة بتعاليمها الخزعبلية قد جعلت من الزواج أحد الأسرارالسبعة المقدسة فيها .