شي جينبينغ يصبح "أقوى زعيم صيني منذ ماو تسي تونغ"
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
صوت الحزب الشيوعي الصيني لصالح إدراج اسم الرئيس شي جينبينغ وفكره في دستور الحزب، مما يرفع منزلته إلى تلك التي يتمتع بها مؤسس الحزب الزعيم الراحل ماو تسي تونغ.
وجرى التصويت - الذي جاء بالاجماع - على ضم "فكر شي جينبينغ" في دستور الحزب عند اختتام المؤتمر العام الأخير للحزب الشيوعي.
وكان الرئيس شي قد سعى إلى تعزيز قبضته على السلطة منذ توليه منصب الرئاسة في عام 2012.
وتعني هذه الخطوة أن أي تحد قد يحصل للرئيس شي سيعد من الآن فصاعدا تهديدا لحكم الحزب الشيوعي.
وكان أكثر من ألفي مندوب قد حضروا اجتماعا عقد في قاعة الشعب الكبرى في بكين للتصويت على "تضمين فكر شي جينبينغ حول الاشتراكية ذات الخصائص الصينية للمرحلة الجديدة" في دستور الحزب الشيوعي الصيني.
وعند انتهاء عملية التصويت، سئل المندوبين عما إذا كانت لديهم أي اعتراضات، فردوا "كلا"، حسبما قال مراسلون حضروا الجلسة.
يذكر أن ايديولوجيات العديد من زعماء الحزب الشيوعي الصيني السابقين كانت ضمنت في دستور الحزب، ولكن لم يسبق لأي من تلك الأيديولوجيات أن وصفت بأنها "فكر " - عدا فكر مؤسس الحزب والدولة ماو تسي تونغ.
فلم يسبق أن ربطت أسماء الزعماءبايديولوجياتهم إلا في حالتي ماو تسي تونغ ودنغ شياو بينغ، ولم يضاف اسم دنغ إلى الدستور إلا بعد وفاته.
ما هي أهمية الخطوات الأخيرة؟
كاري غريسي، محررة الشؤون الصينية، بكين
سيتعين على تلاميذ المدارس وطلاب الجامعات والموظفين في المصانع الحكومية أن ينضموا إلى أعضاء الحزب الشيوعي الذين يبلغ عددهم 90 مليونا في دراسة "فكر شي جينبينغ" المتعلق بالعصر الجديد للاشتراكية بخصائص صينية.
ويعد تعبير "العصر الجديد" الأسلوب الذي يستخدمه الحزب للاشارة إلى بدء المرحلة الثالثة من تاريخ الصين المعاصرة.
فالمرحلة الأولى التي تزعمها ماو كان هدفها توحيد البلاد عقب حرب أهلية طاحنة، أما المرحلة الثانية التي قادها دنغ فركزت على إثراء البلاد. وتتسم المرحلة الثالثة التي يقودها الرئيس شي بتعزيز الوحدة والثراء وجعل الصين أكثر انضباطا داخليا وخارجيا.
في الوهلة الأولى، قد يبدو للقارئ أن "فكر شي جينبينغ" لا يتعدى كونه خطابا غامضا. ولكنه يصف المبادئ الشيوعية التي آمن بها الرئيس شي طيلة فترة حكمه.
تؤكد المبادئ الـ 14 "لفكر شي جينبينغ" على الدور الذي ينبغي أن يضطلع به الحزب الشيوعي الصيني في التحكم بكل المفاصل في البلاد، وتتضمن أيضا:
الدعوة للقيام "باصلاحات جذرية وشاملة"، و"تطوير أفكار جديدة"؛ وعد بتحقيق "تعايش منسجم بين الإنسان والطبيعة"، وهي دعوة لتحسين عملية الحفاظ على البيئة وقد تشير إلى هدف الحكومة الصينية في جعل الطاقة المتجددة هي مصدر الطاقة الرئيسي في البلاد؛ تركيز على "الهيمنة التامة للحزب على جيش الشعب"، وهي دعوة تتزامن مع أكبر زيادة في عدد الضباط الكبار في تاريخ الصين المعاصر حسبما يقول محللون؛ تركيز على أهمية مبدأ "دولة واحدة ونظامين"، وعلى أهمية إعادة توحيد الأقاليم مع الوطن الأم في إشارة واضحة الى هونغ كونغ وتايوان. ما هي الأمور الأخرى التي جرت في المؤتمر؟قضى أكثر من ألفي مندوب فترة الأسبوع التي عقد فيها المؤتمر في اختيار قادة الحزب في الأقاليم والحكام ومديري بعض المصالح الحكومية.
وفي يوم الثلاثاء، انتهى المندوبون من اختيار تشكيلات بعض الهيئات المهمة مثل اللجنة المركزية للحزب والمفوضية المركزية للانضباط.
ما الذي سيحدث لاحقا؟تقرر اللجنة المركزية الجديدة يوم الأربعاء تشكيلة المكتب السياسي للحزب.
ورغم أن بعضا من المندوبين لهم رأي في هذا الأمر، ففي حقيقة الأمر يخضغ انتخاب اعضاء المكتب السياسي لرغبات قيادة الحزب إذ لا يسع للمندوبين إلا التصويت لمرشحين تم اختيارهم سلفا.
وفي يوم الأربعاء أيضا، سيكشف الحزب عن تشكيلة هيئته العليا، المكتب الدائم للمكتب السياسي. ومن المتوقع على نطاق واسع أن يحتفظ الرئيس شي بموقعه القيادي في الحزب، بينما تنحى حليفه البارز وقائد حملة مكافحة الفساد وانغ تشيشان عن موقعه في المكتب الدائم.
وسيخضع اولئك الذين سيختارون لعضوية اللجنة الدائمة لتمحيص دقيق. ويقول محللون إن تشكيلة اللجنة ستشير إلى الفترة التي ينوي فيها الرئيس شي البقاء على قمة هرم السلطة في الحزب (من المتوقع أن يظل شي في منصبه إلى عام 2022) وإلى أي خليفة محتمل له.
وبينما تميزت الفترة التي حكم فيها شي الصين بتنمية اقتصادية ملحوظة وتوجه نحو التحديث وتعزيز موقع الصين على المسرح الدولي، شهدت في نفس الوقت زيادة في التسلط والرقابة وتقويض حقوق الانسان.