محصول الأفيون في أفغانستان وصل إلى مستويات قياسية
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
كابول: حقق المزارعون الأفغان هذه السنة محصولا استثنائيا من الأفيون في ارتفاع بنسبة 87% نتيجة اتساع المساحات المزروعة إلى مستويات قياسية، وفق ما أفاد تقرير نشر الأربعاء.
وبلغت قيمة الأفيون الذي أنتجه المزارعون حوالى 1,4 مليار دولار، بزيادة 55%، وفق هذه الدراسة السنوية التي يصدرها مكتب الأمم المتحدة لمكافحة المخدرات والجريمة، وهي عائدات تساهم في تمويل حركة التمرد التي تزعزع الاستقرار في أفغانستان.
وعزا التقرير هذه الزيادة إلى تزايد انعدام الاستقرار وضعف سيطرة الدولة والفساد وقلة الإمكانات المتاحة على صعيد الوظائف والتربية.
ويقارب الإنتاج المحتمل للأفيون هذه السنة تسعة آلاف طن أي حوالى ضعف مستوى العام الماضي (4800 طن) بحسب التقرير الذي أعدته الوكالة التابعة للأمم المتحدة بالتعاون مع وزارة مكافحة المخدرات في أفغانستان.
وازدادت المساحات المزروعة بنسبة 63% لتصل إلى مستوى قياسي قدره 224 ألف هكتار موزعة على 24 ولاية، بفارق كبير عن المستوى القياسي السابق البالغ 224 ألف هكتار عام 2014، كما أن المردود في ارتفاع أيضا.
وحدها عشر ولايات أفغانية تعتبر خالية من زراعة الأفيون.
وحذر التقرير بأن "مستويات زراعة الخشخاش العالية والاتجار غير المشروع بالمواد الأفيونية سيعززان على الأرجح انعدام الاستقرار وحركة التمرد وسيزيدان التمويل الذي تحظى به المجموعات الإرهابية في أفغانستان".
وتابع أن "المزيد من الهيرويين العالية النوعية والمتدنية الكلفة ستصل إلى الأسواق العالمية، ما سيؤدي على الأرجح إلى تزايد الاستهلاك والأضرار المرتبطة بها".
وسجلت جميع الولايات الرئيسية المنتجة للخشخاش تقريبا زيادة كبيرة في المساحات المزروعة ولا سيما ولاية هلمند الجنوبية التي بلغت الزيادة فيها 79%.
انحسار الفرص الاجتماعية والاقتصادية
وتتركز حوالى 60% من زراعة الخشخاش في ولايات جنوب البلاد حيث تنتشر حركة طالبان ولم تجر أي حملة لاستئصالها.
وتبقى هلمند الولاية الأولى المنتجة للأفيون (44% من الإنتاج)، تليها قندهار وبادغيس وفرياب وأوروزغان ونانغرهار.
في المقابل، سجلت حملة استئصال زراعة الأفيون كذلك زيادة حيث شملت 750 هكتارا في 14 ولاية (مقابل 355 هكتارا في 7 ولايات عام 2016)، لكنها تبقى ضعيفة بالمقارنة مع تزايد المساحات المزروعة.
وأنفقت الجهات المانحة الدولية مليارات الدولارات على حملات مكافحة المخدرات في أفغانستان خلال السنوات العشر الأخيرة، سعيا لإقناع المزارعين بالتوجه إلى زراعات أخرى مثل الزعفران، لكن هذه الجهود لم تسفر عن نتائج كبرى.
بموازاة ذلك، ارتفع عدد مدمني المخدرات بقوة في أفغانستان بعدما كان زهيدا في ظل نظام طالبان (1996-2001).
كما ترتبط زيادة مساحات الأراضي المزروعة بالأفيون بتراجع دعم الأسرة الدولية الذي أدى إلى انحسار الفرص الاجتماعية والاقتصادية المتاحة في المناطق الريفية، وفق التقرير.
كما لفت التقرير إلى أن تقدم الزراعة ولا سيما استخدام أنظمة الري بواسطة الألواح الشمسية والأسمدة ومبيدات الحشرات، قد تكون ساهمت في جعل زراعة الأفيون أكثر مردودية وبالتالي مربحة أكثر، حتى في المناطق الصحراوية.
وضاعف عناصر حركة طالبان وتنظيم الدولة الاسلامية هجماتهم في الأسابيع الأخيرة مستهدفين قوات الأمن وأماكن العبادة وشبكة تلفزيونية، في عرض قوة يتزامن مع تعزيز الولايات المتحدة وجودها العسكري في هذا البلد.