أخبار

نبذة تاريخية وجولة على المواقف الدولية

القدس مدينة الصلاة والنزاعات

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

القدس: يستعد الرئيس الاميركي دونالد ترمب الاربعاء للاعتراف بالقدس كعاصمة لاسرائيل، في خطوة تعد خروجًا عن الموقف والاجماع الدولي.

وتعد المدينة مقدسة للمسيحيين والمسلمين واليهود، وقلب احد اطول الصراعات في العالم.

ماذا يوجد في القدس؟

تضم مدينة القدس في بضع مئات من الامتار بين جدران البلدة القديمة مواقع مقدسة لمليارات المؤمنين في العالم.

وللقدس مكانة دينية كبيرة لدى المسلمين بسبب وجود الحرم القدسي الذي يضم المسجد الاقصى وقبة الصخرة، وهو اولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين لدى المسلمين

ويعتبر اليهود حائط المبكى او الحائط الغربي (البراق) الواقع اسفل باحة حرم المسجد الاقصى آخر بقايا المعبد اليهودي (الهيكل) الذي دمره الرومان في العام 70، وهو اقدس الاماكن لديهم.

وهناك ايضا كنيسة القيامة التي تعد من اقدس المواقع المسيحية واكثرها أهمية في العالم. وفيها ضريح يعود تاريخه الى القرن التاسع عشر، وبني على الموقع الذي يعتقد أنه قبر المسيح، بحسب الانجيل.

ماذا يقول الجانبان؟

ويقول اليهود إن القدس عاصمتهم التاريخية منذ 3000 عام، لأسباب دينية وسياسية. وبحسب روايات التراث اليهودي، فإن القدس بالاضافة الى وجود الهيكل فيها الذي هدم مرتين، كانت عاصمة مملكة اسرائيل التاريخية التي حكمها الملك داود في القرن العاشر قبل المسيح، وبعدها لمملكة الحشمونيين اليهودية.

وبعد قيام دولة اسرائيل عام 1948، كانت القدس الغربية عاصمتها، بينما بقي الجزء الشرقي تحت سيطرة الاردن.

وبعد حرب الايام الستة في العام 1967، احتلت اسرائيل الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس الشرقية.

وضمت اسرائيل القدس في عام 1980 واعلنتها عاصمتها الابدية والموحدة، في خطوة لم يعترف بها المجتمع الدولي وضمنه الولايات المتحدة.

ويعتبر المجتمع الدولي القدس الشرقية مدينة محتلة.

موقع للتوترات المستمرة

بالنسبة للاسرائيليين والفلسطينيين، فإن القدس لها معنى قومي ووطني مستمر، وبالنسبة للفلسطينيين الذين يحلمون بالاستقلال، فإن الدفاع عن القدس والأقصى هو ما يحشد صفوفهم.

ويعد الحرم القدسي احد الاسباب الرئيسية للتوتر المستمر. ولا يزال لاسباب تاريخية يخضع لاشراف الأردن، ولكن تسيطر قوات الامن الاسرائيلية على كافة مداخله.

وتسمح السلطات الإسرائيلية لليهود بزيارة الباحة في أوقات محددة وتحت رقابة صارمة، لكن لا يحق لهم الصلاة هناك.

ويستغل يهود متطرفون سماح الشرطة الإسرائيلية بدخول السياح الاجانب لزيارة الاقصى عبر باب المغاربة الذي تسيطر عليه، للدخول الى المسجد الاقصى وممارسة شعائر دينية والمجاهرة بأنهم ينوون بناء الهيكل مكانه.

وعززت هذه الزيارات مخاوف الفلسطينيين من قيام اسرائيل بتقسيم المسجد الاقصى زمانيًا ومكانيًا بين اليهود والفلسطينيين، في ساعات الصباح لليهود وباقي اليوم للفلسطينيين.

والوضع القائم الموروث من حرب 1967 يجيز للمسلمين الوصول الى المسجد الاقصى في كل ساعة من ساعات النهار والليل، ولليهود دخوله في بعض الساعات، لكنه لا يجيز لهم الصلاة هناك.

وتكرر الحكومة الاسرائيلية دوما انها ترغب بالابقاء على "الوضع القائم" في المسجد.

واندلعت الانتفاضة الثانية في سبتمبر 2000 بعد زيارة رئيس الوزراء الاسرائيلي السابق ارييل شارون الى باحة المسجد الاقصى.

وفي يوليو الماضي، شهد الموقع اسبوعين من الاحتجاجات العنيفة بعد ان ركبت اسرائيل آلات للكشف عن المعادن على مداخل الموقع.

وتراجعت السلطات الاسرائيلية عن هذا الاجراء بعد ذلك.

نبذة تاريخية

في 29 نوفمبر 1947، أقرت الامم المتحدة خطة لتقسيم فلسطين الى دولتين، يهودية وعربية. ووضع القدس تحت السيطرة الدولية.

وافق زعماء الحركة الصهيونية على الخطة بينما رفضها القادة العرب، ما ادى الى اندلاع العنف بين العرب واليهود.

وبعد انتهاء الانتداب البريطاني واندلاع الحرب العربية الاسرائيلية عام 1948 عند قيام دولة اسرائيل، تم اعلان القدس الغربية عاصمة لها، بينما بقيت القدس الشرقية تحت سيطرة الاردن.

احتلت اسرائيل القدس الشرقية في عام 1967، واعلنتها عاصمتها الابدية والموحدة في 1980 في خطوة لم يعترف بها المجتمع الدولي وضمنه الولايات المتحدة.

الموقف الاسرائيلي

كررت الحكومة الاسرائيلية الثلاثاء موقفها قائلة إن "القدس هي عاصمة الشعب اليهودي منذ 3000 عام وعاصمة اسرائيل منذ 70 عامًا"، مؤكدة ان المدينة بشطريها الغربي والشرقي، "موحدة".

الموقف الفلسطيني

ترغب السلطة الفلسطينية، المحاور الرئيسي للمجتمع الدولي واسرائيل في جعل القدس الشرقية عاصمة للدولة الفلسطينية المنشودة. وتطالب حركة حماس الاسلامية التي لا تعترف باسرائيل، والتي تسيطر على قطاع غزة بالقدس عاصمة لدولة فلسطين.

موقف الولايات المتحدة

أقرّ الكونغرس الاميركي في عام 1995 قانونًا ينص على "وجوب الاعتراف بالقدس عاصمة لدولة اسرائيل"، ويطالب بنقل السفارة من تل أبيب الى القدس.

ورغم ان قرار الكونغرس ملزم، لكنه يتضمن بنداً يسمح للرؤساء بتأجيل نقل السفارة ستة اشهر لحماية "مصالح الامن القومي".

 وقام الرؤساء الاميركيون المتعاقبون بيل كلينتون وجورج دابليو بوش وباراك اوباما بصورة منتظمة بتوقيع أمر تأجيل نقل السفارة مرتين سنويا، معتبرين أن الظروف لم تنضج لذلك بعد. وهذا ما فعله ترمب في يونيو الماضي.

وكان ترمب تعهد في حملته الانتخابية بنقل السفارة، ولكنه قام بالتأجيل في يونيو الماضي من اجل "اعطاء فرصة" امام السلام. 

وأعلنت الرئاسة الفلسطينية مساء الثلاثاء إن ترمب ابلغ نظيره الفلسطيني محمود عباس في مكالمة هاتفية نيته نقل السفارة الاميركية من تل ابيب الى القدس.

كما أبلغ ترمب الثلاثاء العاهل الاردني الملك عبد الله الثاني نيته المضي قدمًا في نقل سفارة الولايات المتحدة في اسرائيل الى القدس، على ما افاد الديوان الملكي الاردني في بيان.

المجتمع الدولي

لم يتغير موقف المجتمع الدولي منذ عقود. لا تعترف الامم المتحدة باحتلال وضم القدس الشرقية، وتعتبرها منطقة محتلة. وتعتبر القانون الاسرائيلي لضم القدس عام 1980 مخالفًا للقانون الدولي.

ويؤكد المجتمع الدولي ان الوضع النهائي للقدس يجب ان يتم التفاوض عليه بين الطرفين.

ولا تزال الرؤية الدولية المعتمدة هي ان تكون القدس عاصمة لاسرائيل وعاصمة للدولة الفلسطينية المستقلة.

ويدعو قرار الامم المتحدة رقم 478 الصادر عام 1980 كافة الدول التي لديها تمثيل دبلوماسي في القدس الى سحب بعثاتها من المدينة.

قبل ضمّ القدس الشرقية عام 1980، كانت هناك سفارات لـ13 دولة في القدس: بوليفيا وتشيلي وكولومبيا وكوستاريكا وجمهورية الدومينيكان والاكوادور والسلفادور وغواتيمالا وهايتي وهولندا وبنما والاوروغواي وفنزويلا.

وقامت هذه الدول بعدها بنقل سفاراتها الى تل ابيب حيث توجد سفارات الدول الاخرى.

روسيا

سارعت وسائل الاعلام الاسرائيلية في وقت سابق من هذا العام للاحتفاء ببيان صادر عن الحكومة الروسية، والذي قال للمرة الاولى بالتحديد إن "القدس الغربية هي عاصمة اسرائيل".

وبدا هذا الامر في البداية كأنه تحول في السياسات، وحظي بالثناء من قبل بعض المسؤولين الاسرائيليين. ولكن كان له أثر عملي ضئيل على الارض.

واعترف البيان ايضا بـ "القدس الشرقية كعاصمة للدولة الفلسطينية المستقبلية".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف