أخبار

مشاركون : الحمائية والنزعات الشعبوية أكبر خطر على مستقبل العالم 

منتدى "حوارات الأطلسي" يبحث في مراكش مستقبل التنمية في إفريقيا

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

مراكش : اعتبر مشاركون في منتدى "حوارات الأطلسي" بمراكش أن تنامي النزعات الحمائية والشعبوية يشكل أكبر خطر يهدد مستقبل العالم. ودعا المشاركون في المنتدى، الذي ينظمه مركز الأبحاث والدراسات التابع للمجمع الشريف للفوسفات، وتشارك فيه 400 شخصية من 90 دولة بينهم رؤساء دول وحكومات سابقون ووزراء وخبراء، إلى ضرورة تعزيز التعاون بين الدول وتنسيق السياسات الإقتصادية، والسعي لتحقيق نمو متوازن وعادل للاقتصاد العالمي.

وحدر لويز بيريرا دا سيلفا، نائب محافظ بنك التسويات الدولية، من تراجع الإهتمام بالقضايا الدولية وحشرها في أسفل لائحة الأولويات بسبب تنامي التوجهات الشوفينية والحمائية. وقال دا سيلفا: "أتخوف من أن نترك للأجيال المقبلة إرثا ثقيلا من الإشكاليات ومن الأسئلة الشائكة من دون  جواب"، مشيرًا على الخصوص إلى تهرب بعض الأطراف الدولية الوازنة من معالجة التغيرات المناخية ومن تنامي النزعات الحمائية والانغلاقية وتفكك النظام المالي الدولي، والتي اعتبرها مؤشرات على "فشل النظم السياسية للدول المتقدمة". 

متحدثون في المنتدى

ودعا دا سيلفا إلى تعزيز التشاور بين الدولة في مجال الساسات الاقتصادية والنقدية، مشيرًا إلى أن آثار هذه السياسات تتجاوز الحدود، وتكون لها تداعيات سلبية على دول أخرى. وأوصى في هذا الصدد بضرورة إنشاء "منتدى دولي للتشاور والتنسيق حول السياسات النقدية والاقتصادية".

وحول آفاق النمو العالمي ، قال داسيلفا إنه لا يجب الركون للتشاؤم، رغم صعوبة الأوضاع، داعيًا إلى "المقاومة". 

وأوضح أن بإمكان إفريقيا أن تستفيد من التحولات التي يعرفها العالم، خصوصًا التوجه إلى تشجيع الاقتصاد الأخضر ، وتوجيه الاستثمارات إلى مشاريع أكثر رفقا بالبيئة. وقال إن إفريقيا تتوفر على إمكانيات هائلة، خصوصًا وأن بصمة الكربون الإفريقية ضعيفة جدا، ويمكنها أن تستفيد من تدفقات الاستثمارات الخضراء لبناء المستقبل. ودعا داسيلفا الدول الإفريقية إلى العمل على خلق مناخ ملائم لتحفيز القطاع الخاص على الاستثمار في الاقتصاد الأخضر، مشيرًا إلى أن الانتقال الطاقي يتطلب موارد كبيرة لا يمكن للحكومات وحدها أن توفرها.

كما أوصى داسيلفا بإعطاء أهمية خاصة لإصلاح أنظمة التعليم والتكوين لتمكين إفريقيا من اللحاق بركب التحولات الكبرى التي تعرفها الدول المتقدمة في مجال الاقتصاد الرقمي والتكنولوجيا.

من جانبه، اعتبر الخبير الإقتصادي البرازيلي، أن آفاق نمو الاقتصاد العالمي مشرقة، إلا أن "هناك غيوماً تهدد بحجب سمائها، وتندر بأننا مقبلون على دخول منطقة مجهولة". وأضاف كانوتو "لكن علينا أن نستغل الوقت المشمس لنصلح سقف بيتنا". 

وأوضح كونوتو أن "الآفاق الجيدة المرتقبة للإقتصاد العالمي لا تعني أننا سنعود لمعدلات النمو القوية التي عرفناها قبل الأزمة، والتي كانت ناتجة عن الفقاعة المالية وفورة الاستهلاك".

وتوقع كانوتو نموًا للاقتصاد العالمي بنحو 3 في المائة خلال العام الحالي، وقال إن آفاق نمو إفريقيا لا بأس بها مع تحسن أسعار المواد الأولية، وتوجه في بعض البلدان الإفريقية نحو التصنيع، إضافة إلى المبادرات الصينية والاستثمارات الكبرى في البنيات التحتية.

ودعا كانوتو إلى تعزيز الشراكة بين القطاعين العام والخاص في إفريقيا، وضرورة الإعتماد بشكل أكبر على القطاع الخاص في التمويل والاستثمار. وقال "إن المؤسسات المالية الدولية متعددة الأطراف لم تعد قادرة على مسايرة متطلبات التنمية. فالبنك الدولي أصبح يبدو صغيرا جدا أمام هذه الحاجيات، كما أنه أصبح أكثر انتقائية في المشاريع التي يمولها، مع إعطاء الأولوية للمشاريع الخضراء. لذلك فالمطلوب أن يلعب القطاع الخاص والبنوك الجهوية دورًا كبيرًا في تمويل التنمية". وقال إن على الحكومات أن تقوم بالإصلاحات الهيكلية وتهيّء المناخ الملائم للقطاع الخاص لأن المؤسسات المتعددة الأطراف لا يمكنها أن تقدم سوى الاستشارة والخبرة. كما دعا إلى تعزيز آليات وأنظمة الحماية الإجتماعية، مشيرا إلى أنها بنظره تقوي مناعة الإقتصادات الوطنية وتصديها للصدمات الخارجية. وقال: "الدول التي صمدت أكثر أمام الأزمة العالمية الأخيرة هي التي كانت تتوفر على حماية اجتماعية قوية".

من جانبه ، قال دومينيك ستروس كان، الوزير الفرنسي السابق ومدير مجموعة باناراس الدولية" أوافق على أننا نتجه إلى تحسن الوضع الإقتصادي العالمي، لكن بشكل متفاوت بين الدول"، مشيرا إلى أن 25 في المائة من الإقتصاديات في العالم ما زالت تعيش تحت سقف الأزمة، الشيء الذي سيزيد من حدة الفوارق. وحذر ستروس كان من التوجه الانخفاضي للأجور في البلدان المتقدمة، الذي يرى أنه سيشكل خطرًا على الطلب والاستثمار، إضافة إلى إشكالية انخفاض الانتاجية التي تواجهها الاقتصادات المتقدمة.

وقالت أوبياجيلي كاترين إزيكويسيلي، كبيرة المستشارين لدى المبادرة الإفريقية للتنمية الاقتصادية والسياسة، إن على كل بلد إفريقي أن يجد منهجه الخاص ورؤيته الخاصة في مجال التنمية. وأضافت "إذا لم نتمكن من وضع تصورات واستراتيجيات خاصة بنا فإننا نفتح المجال أمام الخارج لوضعها نيابة عنا". وأشارت  إزيكويسيلي إلى أن "إفريقيا ارتكبت العديد من الأخطاء. لذلك لا يجب توجيه أصابع الإتهام إلى الخارج في ما تعاني منه". ودعت  إزيكويسيلي القادة الأفارقة إلى تعزيز الديمقراطية وإشراك المواطنين في وضع المخططات التنموية بدل الإعتماد على "الأندية الطفيلية". 

وقالت  إزيكويسيلي إن 12 مليون شاب يصلون كل سنة إلى سوق العمل في إفريقيا، وأنها ستصبح في 2050 القارة التي تضم أكبر عدد من الشباب. وأضافت: "هذا الواقع سيف ذو حدين. وكل شيء يتوقف على ما سنفعله بهؤلاء الشباب". وقالت إن على الحكومات الإفريقية أن تستثمر في الإنسان وفي الكفاءات بقدرما تستثمر في البنيات التحتية. غير أنها أشارت إلى أن هذا الخطاب ظل يتردد في إفريقيا لمدة طويلة دون حدوث شيء، متسائلة عن السبب. وأوضحت أن العائق الأساسي أمام إفريقيا هو ضعف الإلتزام السياسي. وقالت "الإرادة السياسية لا يجب أن تبقى عندنا مجرد شعار". .

وقالت إزيكويسيلي  أن على كل بلد إفريقي أن يجد منهجه الخاص ورؤيته الخاصة في مجال التنمية. وأضافت "إذا لم نتمكن من وضع تصورات واستراتيجيات خاصة بنا فإننا نفتح المجال أمام الخارج لوضعها نيابة عنا". وأشارت  إزيكويسيلي إلى أن "إفريقيا ارتكبت العديد من الأخطاء. لذلك لا يجب توجيه أصابع الإتهام إلى الخارج في ما تعاني منه". 

وأكدت  إزيكويسيلي أنها متفائلة بشأن مستقبل القارة الإفريقية، شريطة تطوير الديمقراطية والتوجه نحو تعزيز الحرية الإقتصادية، مشيرة إلى أن القارة بلغت مرحلة النضج وأنها تقف على عتبة نقطة التحول.

وقالت  إزيكويسيلي إن 12 مليون شاب يصلون كل سنة إلى سوق العمل في إفريقيا، وأنها ستصبح في 2050 القارة التي تضم أكبر عدد من الشباب. وأضافت: "هذا الواقع سيف ذو حدين. وكل شيء يتوقف على ما سنفعله بهؤلاء الشباب". وقالت إن على الحكومات الإفريقية أن تستثمر في الإنسان وفي الكفاءات بقدرما تستثمر في البنيات التحتية. غير أنها أشارت إلى أن هذا الخطاب ظل يتردد في إفريقيا لمدة طويلة دون حدوث شيء، متسائلة عن السبب. وأوضحت أن العائق الأساسي أمام إفريقيا هو ضعف الإلتزام السياسي. وقالت: "الإرادة السياسية لا يجب أن تبقى عندنا مجرد شعار" ، داعية إلى إفساح المجال أمام المواطنين الواعين من أجل تحمل المسؤولية والمساهمة في وضع الخطط والاستراتيجيات بدل وضعها من طرف "أندية متطفلة"، على حد قولها.

من جانبه ، دعا عبد الحق باسو، الباحث في مركز الدراسات التابع للمجمع الشريف للفوسفات، إلى تجاوز النظرة التجزيئية لمشاكل إفريقيا، مشيرًا إلى أن كل واحد من التجمعات الإقليمية الإفريقية (غرب إفريقيا، شمال إفريقيا، شرق إفريقيا، جنوب إفريقيا، وسط إفريقيا) ينظر إلى التجمع الآخر كأنه منفصل عنه وأن ما يجري فيه لا يهمه. وقال باسو: " علينا أن ندرك أننا كلنا أفارقة ومصيرنا واحد، وأنه بتضافر جهودنا سنستطيع مواجهة كل التحديات، بما فيها آفات الإرهاب والتخلف والفقر". وقال باسو: "إن إفريقيا تتوفر على المؤهلات اللازمة لمواجهة هذه الآفات والإنتصار عليها. فقط ما ينقصنا هو التنظيم والتعاون من أجل استعمال هذه المؤهلات على الوجه الأكمل". ودعا إلى وضع التعاون الأمني والإقتصادي في خدمة النهضة الإفريقية وتنميتها.
 

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف