أخبار

عبارات خادشة للحياء وأخرى خارجة عن المألوف

سيارات العراق تتحول إلى جداريات!

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

بغداد: أكثر ما يلفت الانظار في الشارع العراقي هي الكتابات على زجاج السيارات، حيث أصبحت بمثابة الجدار الحر الذي يكتب السائق عليه ما يشاء من كلمات وجمل حتى وإن كانت الكلمات خارجة عن المألوف أو خادشة للحياء.

وأخذت الكتابات على زجاج السيارات في بغداد تأخذ منحى آخر، تخرج عن الكلمات البسيطة التي لا تتجاوز أن تحمل عناوين بعض الاغنيات أو أسماء دلع لرجال ونساء مثل (محبوبة فلانة ومحبوبة فلان).

بعض العبارات تحولت الى مساحة كبيرة سانحة لكتابة ما يطلبه مزاج صاحب السيارة من طرافة وعتاب وشغف وغزل بريء وصولاً الى الشعر الشعبي وامثال وكلمات مليئة بالسخرية وتعبيرات عن حالات نفسية تصل الى حد البذاءة وخدش الحياء.

والادهى في ذلك كله، أن يكتب على زجاج سيارات بخط واضح وحروف كبيرة ما لم تألفه البيئة العراقية والتقاليد المتعارف عليها، فمثلا كتب احدهم على خلفية سيارته (الزواج ممنوع) ومعه رقم هاتف جوال، وعبارات بذيئة وخادشة للحياء لايمكن ذكرها، بل أن احدهم الصق على مؤخرة سيارته رسمًا كاريكاتوريًا اباحيًا.
 
 أدعية 

أكثر الكتابات التي خطها اصحاب السيارات هي الادعية الدينية أو آيات من القرآن مثل: يارب سترك، اللهم احفظها واحفظ من فيها، لا تنسى ذكر الله، الامان يا صاحب الزمان، قل اعوذ برب الفلق، نور عيني يا حسين، توكلت على الله وبه نستعين، هذا من فضل ربي، هل صليت على محمد وآل محمد اليوم، الشكر لله، اذكر ربك اذا نسيت وغيرها.

ضد المرأة والزواج

ربما هذه الكتابات تحتل المرتبة الثانية في الكتابات المنتشرة، وهي في مجملها ضد الزواج وضد المرأة مثل: لوكان عند النساء وفاء لخلق الله منهن أنبياء، اثق بشمس الشتاء ولا اثق بقلوب النساء، الله اعطاك عقل تزوجت ليش؟ أصرف عليها بنزين واتونس ولا اصرف عليها مكياج وانجلط، الزواج لو مو جريمة ما جان حطوا بيه شهود، نصيحة للشباب: اموت بكيه (نوع سيارة) ولا اعشق ابنية، صير عاقل ولا تتزوج، وراء كل رجل مديون امرأة، امسح مكياج صاحبتك يطلع جبار ابن عمتك! 

 

 

العراق وبغداد

للعراق وبغداد حصة كبيرة في الكتابات، حيث تنتشر عبارة (ابكيتني يا عراق) واللهم اغث بلادنا يالله واحفظها وتفرج ياعراق، لك الله يا عراق، بلادي وان جارت علي عزيزة، بغداد لا تتألمي، منصورة يا بغداد، كلنا العراق.

ونال السياسيون في  العراق الكثير من الكتابات مثل: اللهم اشبع ساسة العراق / لن يشبعون ابدا.. ذلك والله جوع قديم، شلع قلع كلهم حرامية، السياسيون مثل حفاظات الاطفال يجب تغييرهم باستمرار لنفس السبب!، البرلمانيون مثل كهنة الموت ياكلون وينامون.

 

 

الحسد.. وتهديد 

للحسد أيضًا مكان على زجاج السيارات لكنه وصل الى حد التهديد والاساءة مثل العبارة بالعامية (عينك..ولك) الى عدد من العبارات الأخرى مثل: اللهم اجعل حسدهم في جسدهم، وعضة أسد ولا نظرة حسد، و كافي يا عين هي (سايبا) وبالدين، اللهم اعطهم ما يتمنون لنا وزدهم ولاتفرح يا شامت بعدني بخير. 

 

 

كرة القدم 

لكرة القدم حصة أيضًا، وهو صراع آخر في الاغلب بين مشجعي الاندية الثنائية االعراقية او الاجنبية اطرفها: (اذا وصلت سرعتك الى التسعين تذكر راموس) في اشارة الى نجم ريال مدريد سيرجيو راموس الذي دأب على تسجيل الاهداف في الدقائق الاخيرة من المباريات.

طرائف الكتابات

هناك كتابات طريفة لا يمكن التعليق عليها الا بالابتسامة مثل: بسم الله الرحمد الرحيم يا بني اركب معنا ولا تكن من الكافرين، بس اصعد رحمة لوالديك كلشي موجود واني بخدمتك، اوذاك الذي كتب على سيارته الصغيرة (تكبر وتصير همر)، حتى هدف حياتي طلع تسلل، او يسمي سيارته (ابو شوارب)، اقنعني انك تحبني.. واقنعك برج ايفل بالمحمودية (مدينة جنوبي بغداد).

وهناك العديد من الكتابات الأخرى مثل: عندما تنتهي المصالح، يصبح الحلو مالح، وذلك الذي كتب على سيارته يمتدحها بشكل مستفز (من كثر هيبتك ما ساقتك نسوان) او ذاك الذي وضع زجاجا مظللا وكتب عليه (ههه اشوفك وما تشوفني).

عبارات غريبة

هناك عبارات غريبة وبلا معنى احيانا مثل (اذا خيروني بين الموت وفراقك.. سأختار فراقك.. جا هو الموت لعبة)، أو (بر الوالدين أهم من طاعة أمك وأبوك !!) والاغرب بينها هذه العبارة (لا تحزني يا أمي سوف اقتل أبي).

 


 
عقد نفسية

من جانبه، أكد استاذ علم النفس جمال راضي أن هذه الكتابات من واقع مجتمع، وقال: "اعتقد أن من الظواهر السيئة التي افرزتها الحروب هذه الظاهرة من دون أي وازع من ضمير للتمييز بين الغث والسمين والرديء والجيد والظريف والقبيح، فبعد أن كنا من النادر ان نشاهد سيارة عليها عبارات طويلة صرنا نقرأ عبارات شديدة القبح وبذيئة".

وأضاف: "ربما هؤلاء الذين يكتبونها في عمر المراهقة لكنني ارى كبارًا في السن، واعتقد انهم يعانون من عقد نفسية سببها مشاكل اجتماعية خاصة بهم، وهذه الكتابات تنم عما في دواخلهم من مشاعر مكبوتة يفجرونها على زجاج السيارات من غير ان يأبهوا بالاخرين ومشاعرهم، واعتقد ان القضية ليست حرية شخصية او ما يقال ديمقراطية، هذا كلام الجهلة لان للحرية الشخصية حدوداً يجب على الفرد ألا يتجاوزها ابدا".

خرق قانون المرور

أما مفوض المرور علي كاظم فقد أكد أن هذه الكتابات غير قانونية، ويحاسب عليها القانون، وقال: تعتبر هذه الكتابات خرقًا واضحًا لقانون المرور ولقواعد سير المركبات.

وأضاف: هذه العبارات قد تشتت ذهن السائق وتقوده الى ارتكاب مخالفات مرورية.

وتابع: قانون المرور يفرض غرامات على السائقين الذين يضعون هذه الكتابات بغض النظر عن سلبيتها او ايجابيتها، قيمة الغرامة هي خمسة عشر الف دينار عراقي (نحو 12 دولاراً).


 

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
الحقيقة
عبدالزهره -

احنا أبناء الرافدين من قديم عقولنا متفتقة .. مانحب السلام اللي هاي يتحجوون عليه كل البشر .. يابا احنا شعب من ساع ما طيحنا الملكية واحنا في نعيم يحسدنا عليه كلات العرب.. باوعوا زين شكثر الفضائيات مالتنا اللي تحولت إلى جداريات كلياتها تشتم في هذا وتلعن في ذاك .. باختصار احنا بلد الشقاق مثل ما قال هيج الحجاج .

تخلف فظيع
jan -

في القرن 21 حيث تعيش شعوب العالم في مرحلة الاكتفاء الذاتي فيما يخص الاحترام والتقدير والتسامح والتعليم والمساواة والتقدم والحضاره والتطور البشري ومثل هذه الشعوب تعود بممارساتها اليوميه الى عالم الغابه, الى التخلف والاقتراب من حالة الحيوان, في التفكير وفي المنطق الحياتي.هذه التصرفات ليست وليدة ذكاء, بل هي قمة التخلف والابتعاد عن اللحاق بعجلة التطور البشري خلقيا, نفسيا واجتماعيا. فاي شعب اخر حصل له ما يحصل في العراق, لكان اخذ الحياة بجديه جدا لاخذ العبر عن المأسي التي يعيشها وليس جعلها رمزا للتفكه والتمسخر . هذا شعب ليس جاد في الحياة, تنقصه تربيه منذ الولادة في احترام الاخر, دينيا, عقائديا, وجوديا و فلسفيا... ولكن مع الاسف هؤلاء البشر يعيشون كما يقال في العامه : من قلة الموت

LOL
Wahda -

Funny, I like Iraqis sense of humor

لوسمحت
محمد -

شكرا علئ تعليقك الهمجي

ثقافات ومخلفات العسكريتار
بسام عبد الله -

هذا ما خلفته الديكتاتورات العسكرية المتدنية الأخلاق والعلم والثقافة . زرعت التخلف والحقد والكره والقتل والدمار والسلب والنهب على مدى نصف قرن ، وجاءت بعدهم محاكم التفتيش الدينية التي هي أكثر تخلفاً ودجلاً لتكمل المشوار في دفن الشعوب. رحم الله أيام زمان عندما كنا نقرأ العبارات الفكاهية على الباصات وسيارات التكسي مثل : أنا السكانيا أغني .. إسأل الفولفو عني، وأيضاً : مر وعدي .. بس أوعى التحدي ، وأذكريني دائماً ومقاطع من الأغاني مثل ياظالمني وحبك نار ....

مقال معبر
سيروان1 -

هذة الكتابات نوع من انواع التعبير بغض النضر عن المعاني او المواضيع ,كرسوم على جدران الشوارع في الغرب ,استمتعت قراءة هذا المقال .شيئ من اسلوب صحفي جديد. تحياتى للكاتب

أرض الواقع
اقدام -

لا أعتقد وجود شعب أكثر من الشعب العراقي مر بهذه المآسي من حروب وقتل وغزو وتهجير وسلب ونهب. .... الخ من سنة 1981 ولغاية هذا اليوم فما يكتب على السيارات يعبر عن الحقيقة المظلمة التي هم فيها فهم يسيرون في نفق مظلم لا أمل لهم بالسياسيين الذين يقودون البلاد وهذا شيء فعلا مؤلم