العثماني: هدفنا تقليص الهوة الرقمية بين المغرب والعالم المتقدم
تسليم جوائز الدورة الـ 11 لـ"امتياز 2017"
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
الرباط: في حفل رسمي ترأسه سعد الدين العثماني، رئيس الحكومة المغربية، تم اليوم الثلاثاء بالرباط، تسليم جوائز التميز والتشجيع للمتوجين برسم الدورة الحادية عشرة للجائزة الوطنية للإدارة الإلكترونية “امتياز” 2017، بتنظيم من وزارة إصلاح الإدارة والوظيفة العمومية.
و تهدف جائزة"امتياز" التي دأبت الوزارة على تنظيمها منذ سنة 2005 إلى تثمين و تشجيع الجهود والمبادرات البناءة في مجال الإدارة الإلكترونية، وتحفيز الإدارات على تطوير الخدمات العمومية الإلكترونية المقدمة للمواطنين والمقاولات، فضلا عن إذكاء قيم التنافس الإيجابي في هذا المجال بين مختلف مكونات المرفق العام، من خلال أربعة أصناف رئيسية تهم بالأساس المحتوى الإلكتروني ، والتطبيقات الذكية ، والخدمات الإجرائية الإلكترونية ، والمشاركة المجتمعية الإلكترونية.
تسليم الجوائز للمتوجين
في صنف المحتوى الإلكتروني، عادت جائزة امتياز للتشجيع إلى إدارة الجمارك والضرائب غير المباشرة، الموقع الإلكتروني ADIL، و فيما يخص الخدمات الإجرائية الإلكترونية، كانت جائزة التشجيع من نصيب الوكالة الحضرية لمدينة تازة- الدراسات الرقمية لطلبات الترخيص في مجال التعمير، فيما نالت الوكالة المستقلة لتوزيع الماء والكهرباء بمراكش- الفضاء الافتراضي للزبناء، جائزة امتياز الخاصة بلجنة التحكيم، سلمها سفير سلطنة عمان بالمغرب لمديرها صلاح الدين المنتصر.
و في صنف التطبيقات الذكية، نال تطبيق"موعدي" الخاص بالمراكز الاستشفائية التابع لوزارة الصحة جائزة امتياز للتشجيع، و التي تسلمها عبد القادر اعمارة، وزير الصحة بالنيابة، و عادت جائزة امتياز للتميز إلى التطبيق الخاص بمواقيت القطارات، للمكتب الوطني للسكك الحديدية، فيما تم حجب جائزة المشاركة الإلكترونية بسبب عدم توفر المبادرات الأكثر تميزا في هذا الصنف.
تنافس بين الكفاءات
وفي كلمة له ألقاها بالمناسبة، قال سعد الدين العثماني، رئيس الحكومة"ان التحولات المعرفية الكثيرة والمتسارعة تفرض علينا تحقيق المزيد من التقدم في المجال، من أجل تحفيز الإبداع في مجال الإدارة الإلكترونية وتطوير الخدمات لمصلحة المواطن وهو ما حرصت على تنفيذه كل الحكومات المتعاقبة، لذا فالهدف الذي نسعى إليه من خلال إنشاء الجائزة هو إحداث تنافس قوي بين مختلف الكفاءات والإدارات المحلية، ونحن نحمل على عاتقنا مسؤولية توجيه التحول الرقمي لكي يكون في الاتجاه السليم، فالأرشيف المركزي لا يمكن العمل عليه إلا بوجود تطبيقات متقاربة".
و أعلن العثماني عن إنشاء وكالة رقمية جديدة، وهي مؤسسة وطنية، تم التطرق لها في اول مجلس إداري عقد قبل أيام، تعمل على التحول الرقمي في مجالات مختلفة منها الاقتصاد الرقمي والتحولات العلمية في المجال الرقمي، تضم العديد من الخبراء وكفاءات من المجتمع المدني والقطاع الخاص.
و اعتبر رئيس الحكومة المغربية أن التحدي الذي يطرح بشدة حاليا يكمن في عمل المملكة على تقليص الهوة الرقمية بينها وبين العالم المتقدم، وهو ما يشكل أكبر مدخل لتقليص الهوة الحاصلة في البحث العلمي، باعتباره يساهم في تسريع التقدم والتطور، ليصبح المغرب منافسا بين الدول الصاعدة.
تطوير البرامج الرقمية
و أضاف العثماني قائلا"هاجسنا في الحكومة هو تطوير البرامج الرقمية، بالنظر لفاعلية الإدارة الرقمية في محاربة العديد من الظواهر السلبية من ضمنها الفساد، و لدينا سنة 2018 مفاجآت عديدة في المجال بالتعاون مع متدخلين كثر، منها الوكالة الرقمية الجديدة كما ذكرت، والتي ستأتي بمقترحات جديدة فيما يخص الإدارة الرقمية، ستسهل على المواطنين التواصل و مواكبة حساباتهم".
و أشار العثماني إلى مشكلة العدالة المجالية في علاقتها بالإدارة الرقمية، في ظل وجود مدن رئيسة كبرى كالرباط والدار البيضاء ومراكش وغيرها، تشهد تطورا ملحوظا في هذا المجال ، وتتميز بإنشاء استثمارات حديثة، في مقابل مناطق أخرى لم تستفد بعد من التقنيات الحديثة، و هو ما يجعل الحكومة واعية بهذا الأمر الذي تضعه ضمن اهتماماتها، وفق تعبيره.
و زاد رئيس الحكومة المغربية قائلا"هدفنا تكسير الهوة بين المدن والقرى في هذا الإطار، عن طريق إيصال هذه الخدمات لأقصى جهة، وهو ما نقوم بالعمل عليه فعليا من خلال عقدنا للجنة التدبير الأسبوع الماضي، ونواصل حاليا القيام بعدد من البرامج بهدف توسيع شبكة الاتصالات، و إيصال الصبيب العالي والعالي جدا لعدد من المناطق البعيدة".
إذكاء التنافس الإيجابي
من جهته، قال محمد بن عبد القادر، الوزير المنتدب لدى رئيس الحكومة المكلف إصلاح الإدارة والوظيفة العمومية إن جائزة"امتياز" تمثل فرصة لإذكاء التنافس الإيجابي بغية الرفع من جودة الخدمات المقدمة، مما ينعكس على تظور النجاعة بشكل عام.
و أفاد الوزير بن عبد القادر أن الدورة الحالية للجائزة تميزت بمشاركة 21 مرشحا في أربعة أصناف، تمت دراستها بشكل دقيق من طرف لجنة تضم أعضاء أكفاء وخبراء يمثلون القطاع العام والخاص، مما أسفر عن تتويج ست مبادرات.
و أضاف بن عبد القادر"المغرب انخرط بشكل فاعل في استعمال تكنولوجيا المعلومات التي شهدت تطورا تدريجيا تحت قيادة الملك محمد السادس، لتصبح التكنولوجيا الحديثة رافعة للتنافسية، حيث فاق عدد المشتركين في خدمات الأنترنت 55 بالمائة ، في حين يتوفر ثلث المغاربة على الهواتف الذكية، حسب تقرير للوكالة الوطنية لتقنين المواصلات، ومن هنا يتجلى الدور المحوري الذي تلعبه تكنولوجيا المعلومات من أجل تطوير مختلف المعاملات والمشاركة المواطنة المرتبطة بمجالات التعليم والصحة والحكامة الرشيدة والتطوير الاقتصادي".
احتياجات المرتفقين
وأشار المتحدث ذاته إلى أن الوزارة المعنية تسعى بتعاون مع وزارة الصناعة إلى دعم التحول الرقمي وتوفير خدمات عالية الجودة انطلاقا من احتياجات المرتفقين، برقمنة الخدمات الإلكترونية واتخاذ تدابير لترسيخ تكنولوجيا المعلومات، إضافة إلى إنجاز مشاريع مواكبة، منها البوابة الوطنية الموحدة للشكاوى التي تأتي لتعزيز قنوات تفاعل الإدارة مع المتعاملين معها، وكذا المنصة الحكومية من أجل تبادل البيانات بين مختلف الإدارات وتقديم الدعم والخبرات لمختلف القطاعات الوزارية.
و زاد بن عبد القادر قائلا"ان الدورة الحالية من"امتياز" هي استكمال لمسيرة تميز على مدى 11 سنة، تكللت بالنجاحات المتتالية، فإلى حدود سنة 2016، عرفت الجائزة مشاركة 192 مشاركة متميزة".
و جائزة "امتياز" هي جائزة رمزية، عبارة عن تذكار يحمل اسم الجائزة وسنة تنظيمها.ويتم منح جوائز التميز للمشاريع والمبادرات التي تهم الإدارة الإلكترونية، والتي نجحت في التعريف بها، وكذا الاعتراف بالجهود المبذولة من قبل فرق العمل التي تشرف على هذه المشاريع. ويجري انتقاء أحسن الخدمات عن بعد بناء على نظام للتباري، من قبل لجنة انتقاء تتكون من أعضاء يتمتعون بكفاءة كبيرة وصيت في مجال الإدارة الإلكترونية والاتصال والإعلام والذين يمثلون قطاعات عمومية وخاصة فضلا عن فعاليات المجتمع المدني.