وزيرا خارجيتي تركيا والسودان يتحدثان عن أمن البحر الأحمر
أردوغان: من سواكن نستعيد "أنقاض" العثمانيين!
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
نصر المجالي: مع تصاعد الجدل والمخاوف الإقليمية من وضع السودان لجزيرة سواكن تحت تصرف تركيا، نفى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن تكون بلاده تخطط لبناء قاعدة بحرية على ساحل البحر الأحمر بالسودان.
وقال الرئيس التركي بعد عودته إلى بلاده من جولة إفريقية إن أنقرة تخطط لاستعادة ما وصفه بأنقاض عهد العثمانيين في المنطقة، نافياً تقارير عن إقامة ميناء عسكري أو قاعدة بحرية في ميناء سواكن السوداني.
وكان أردوغان أعلن خلال زيارته إلى السودان، موافقة الرئيس السوداني عمر البشير، على تولى أنقرة تعمير وإدارة جزيرة سواكن على البحر الأحمر، وكانت الجزيرة المكان الوحيد الذي زاره خارج الخرطوم.
وقد أثارت التصريحات حول جزيرة سواكن جدلاً واسعاً وانتقادات لاذعة وخاصة من قبل وسائل إعلام مصرية وخليجية، وتحدث البعض عن حلف يجمع تركيا وإيران وقطر، الأمر الذي نفاه المسؤولون السودانيون والأتراك بشدة.
تخصيص
وكان اللافت أنه رغم أن الرئيس السوداني عمر البشير وافق على قيام تركيا بإعادة ترميم جزيرة سواكن التاريخية التي كانت تعتبر أحد أبرز المراكز السياسية والاقتصادية للدولة العثمانية في الشرق الأوسط، وتضم ميناء سواكن الهام، هو أن أردوغان استخدم إلى جانب ذلك مصطلح "تخصيص" الجزيرة".
وفسرت أوساط عديدة استخدام هذا المصطلح أن السودان وافق على أن تكون الجزيرة تحت تصرف تركيا وإدارتها لفترة غير محددة أو معلنة، وهو الأمر الذي أثار مخاوف وغضباً مصرياً ظهر بشكل واضح في وسائل الإعلام المصرية، وسعوديا صامتاً حتى الآن.
هذه المخاوف استندت إلى احتمالية أن يكون الحديث عن "تخصيص" الجزيرة وإعادة ترميم الآثار العثمانية فيها ليس إلا مقدمة للتأسيس لنفوذ تركي يحضر له أردوغان في السودان يُتوقع أن يتوج خلال الفترة المقبلة بالإعلان عن بناء قاعدة عسكرية تركية في هذا البلد.
يذكر أن ميناء سواكن هو الأقدم في السودان ويستخدم في الغالب لنقل المسافرين والبضائع إلى ميناء جدة في السعودية، وهو الميناء الثاني للسودان بعد بور سودان الذي يبعد 60 كلم إلى الشمال منه. واستخدمت الدولة العثمانية جزيرة سواكن مركزًا لبحريتها في البحر الأحمر، وضم الميناء مقر الحاكم العثماني لمنطقة جنوب البحر الأحمر بين عامي 1821 و1885.
اتفاقات عسكرية
وعلى هامش زيارة اردوغان، كان وزير الخارجية السوداني ابراهيم غندور أعلن أن السودان وتركيا وقعا اتفاقيات للتعاون العسكري والأمني، لافتاً إلى أنه من بين هذه الاتفاقيات "إنشاء مرسى لصيانة السفن المدنية والعسكرية".
وأضاف غندور أن وزارة الدفاع السودانية منفتحة على التعاون العسكري مع أي جهة، ولدينا تعاون عسكري مع الأشقاء والأصدقاء، ومستعدون للتعاون العسكري مع تركيا.. "وقعنا اتفاقية يمكن أن ينجم عنها أي نوع من أنواع التعاون العسكري".
ومن جهته، قال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو انه "تم توقيع اتفاقيات بخصوص أمن البحر الأحمر"، مؤكدًا أن تركيا "ستواصل تقديم كل الدعم للسودان بخصوص أمن البحر الأحمر"، لافتاً إلى أن "أنقرة مهتمة بأمن أفريقيا والبحر الأحمر".
وأضاف جاويش أوغلو: "لدينا قاعدة عسكرية في الصومال ولدينا توجيهات رئاسية لتقديم الدعم للأمن والشرطة والجانب العسكري للسودان (…) ونواصل تطوير العلاقات في مجال الصناعات الدفاعية".
التعليقات
الأرتيقة والإمارة سواكن
محمد قول أرتيقة -الأرتيقة والإمارة[عدل]كان علم الدين بن أحمد (باسوفير) بن علي بن عبد الله الداعي أول أمير من الأرتيقة على سواكن وذلك بأمر من الظاهر بيبرس البندقداري عام 664 هـ بعزل الأمير البلوي آنذاك وتعيين علم الدين عليها فحكمها خمسون عاما فدانت البلاد لحكم هذه الجماعة من أهل السلطة والقضاء والتجارة. وكانت هناك علاقة صداقة بين شريف مكة محمد نجم الدين أبي نمي الأول وأمير سواكن علم الدين وختمت هذه العلاقة بالمصاهرة فقد تزوج شريف مكة أبونمي من ابنة صديقه أمير سواكن علم الدين وأنجب من هذه الزيجة زيد الأصغر بن أبي نمي.ولكن زيد هذا عاش في كنف جده لأمه علم الدين في سواكن وقد ذكره النسابة ابن عنبة المتوفي عام 828 هـ في كتابه (عمدة الطالب في أنساب آل أبي طالب) حيث قال ((عز الدين زيد الأصغر بن أبي نمي ملك سواكن وكانت لجده لأمه وهي من بني الغمر بن الحسن المثنى)). ثم بعد ذلك صدر أمر من السلطان المملوكي بتعيين زيد الأصغر بن أبي نمي حاكما على سواكن عام 719 هـ فحكمها عامين ثم ذهب إلى العراق وأصبح نقيب الطالبيين هناك ودفن بالنجف. عادت الإمارة مرة أخرى لقبيلة بلي القضاعية بعد زيد بن أبي نمي لفترة ثم عادت مرة أخرى للأرتيقة بقيادة عبد الله بوش الأرتيقي. بعد رجوع الإمارة للأرتيقة حكموا سواكن قرونا متواصلة حتى أيام الاستعمار البريطاني الذي حارب الأرتيقة لوقوفهم ودعمهم للثورة المهدية وتأيديهم للمجاهد عثمان دقنة, فقام الإنجليز بإلغاء الإمارة فأصبحت عمودية ثم قام المستعمر ببناء مدينة بورتسودان عام 1905ميلادي وقطع السكة الحديد عن سواكن وتوصيلها ببورتسودان واعتماد بورتسودان كميناء رئيسي للسودان فهجرت سواكن وأصبحت مدينة أشباح.