جدد موقفه الرافض لمشاركة الاتحاد الاشتراكي في الحكومة
ابن كيران: مستعدون لنضحي برئاسة الحكومة من أجل الوطن
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
«إيلاف» من الرباط: قال عبد الإله ابن كيران، رئيس الحكومة المكلف، وأمين عام حزب العدالة والتنمية، إن "لا شيء يمكن أن يعلو على مصلحة الوطن والمواطنين"، وأضاف "أضع بين عيني رهانات الحزب، لكن أستطيع أن أجزم أن أهدافنا الأولى، وإن كان للحزب مكانة فيها كما لا يخفى، فإن رفعة الوطن وتقدمه وتنميته ومناصرة المبادئ والقيم بالنسبة للوطن تبقى أهم وأكبر".
وأكد ابن كيران، في عرضة للتقرير السياسي أما أعضاء المجلس الوطني لحزب العدالة والتنمية في دورته الـ11، المنعقد اليوم السبت ببوزنيقة (قرب العاصمة الرباط)، أن الديمقراطية هي أساس استقرارالبلاد وإشعاعها الخارجي، وأضاف موضحا على أن الأمر عندما يتعلق بمصلحة الوطن فإن "حزب العدالة والتنمية ينادي الوطن أولا".
وزاد ابن كيران موضحا في كلمته القوية، أنه "إذا اقتضى الأمر أن نضحي حتى برئاسة الحكومة فنحن مستعدون، والمهم هو أن يكون الوطن بخير"، وذلك في رد غير مباشر على ما يروج من قراءات فيالإعلام المغربي، تقول بأن ابن كيران، أصبح غير مرغوب فيه.
وأعرب أمين عام حزب العدالة والتنمية، عن اعتزازه بما حققه خلال السنوات الخمس الماضية مع حلفائه من إصلاحات، وأعلن أنه سيظل وفيا لـ"المنهج القائم على النضال من أجل الإصلاح السياسي والإقتصادي والإجتماعي والتصدي لكل أشكال الفساد والإستبداد"، الذي قال إنه "سعى ويسعى للوقيعة بين القوى الوطنية الإصلاحية الوفية للمشروعية ولمؤسسات وثوابت الأمة".
وعاد ابن كيران، للتذكير بأحداث الربيع العربي وما عاشه المغرب إبان تلك المرحلة من اضطرابات، مشددا على أن حزبه رفع شعار الإصلاح في إطار الاستقرار والتزم بهذا الخط بـ"كل شجاعة ومسؤولية خلال الربيع العربي، حين رفض عن وعي الانسياق مع الموجة والخضوع لإغراء الاحتجاج غير المحسوب العواقب"، وأضاف هذا "يجعلنا نعتز في حزب العدالة والتنمية أننا تمكنا مع حلفائنا في الأغلبية الحكومية وبفضل حكمة وتبصر جلالة الملك حفظه الله وبقيادته من المساهمة في إشعاع المغرب وتعزيز تميزه كبلد مستقر وآمن يتقدم في مسلسل الإصلاح ويتمكن من جلب استثمارات نوعية وضخمة ويهتمبفئاته ومجالاته المهمشة".
وأشار ابن كيران الى أن السنة المنصرمة شهدت أمورا مشرقة في مسار "البناء الديمقراطي ببلادنا وفي مشهدنا السياسي، حيث ارتفعت مناعة المواطنين ووعيهم ضد الأساليب التي سعت للتأثير في إرادتهم وتوجيه اختياراتهم" ، معتبرا أن ذلك، مؤشر على حدوث تحولات إيجابية داخل مجتمعنا، مسجلا في الآن ذاته أن البعض "لم يدرك أن زمن التوجيه والتأثير في اختيارات المواطنين قد ولى من خلال أدوات الضبط التقليدية"، وذلك في إشارة إلى وزارة الداخلية وأجهزتها التي اتهمتها عدد من الأحزاب بدعم مرشحي حزب الأصالة والمعاصرة في انتخابات 7 أكتوبر الماضي.
وأضاف ابن كيران "من الأمور المشرقة حرص جلالة الملك على تقديم نموذج حي في احترام الدستور وتفعيل مقتضياته من خلال تعيين الأمين العام لحزب العدالة والتنمية رئيسا للحكومة تفعيلا لمقتضيات الفصل 47 من الدستور، وقطعا حاسما منذ وقت مبكّر لكل التأويلات التي راجت قبل وبعد الانتخابات".
ولم يفوت قائد الحزب المتصدر للانتخابات البرلمانية الأخيرة الفرصة في توجيه رسائل سياسية مشفرة لخصومه ومعارضيه، إذ خص حزب الاتحاد الاشتراكي بنصيب وافر من انتقاداته وتهكمه عليه حين قال" هناك حزب يريد أن يشارك في الحكومة ولم ينادي عليه أحد"، وأضاف أن هذا الحزب حصل على "20 مقعدا وحزب العدالة والتنمية في جهة الرباط فقط حصل على 22 مقعدا"، وضاف "كلامي مع أخنوش والعنصر وأنتظر أن يجيبوني، إذا لم يجيبوني ساعتها أنا أعرف ما سأقوم به"، وهو ما يعني أن ابن كيران، مازال متمسكا بموقفه الرافض لمشاركة الاتحاد الاشتراكي في الحكومة المزمع تشكيلها.
وجدد ابن كيران تأكيده على أن أي حل ممكن للخروج من أزمة تشكل الحكومة التي تجاوزت أربعة أشهر، وقال" لا بد ان يكون الحل محترما لإرادة الناخبين والمواطنين المشاركين في الانتخابات، وإلا فلن يكون للديمقراطية معنى"، مسجلا "سنواصل مشاورات تشكيل الحكومة في إطار ما أعلنا عنه سابقا ولا رغبة لنا في انتخابات سابقة لأوانها"، كما أبرز أن حزبه حقق "نصرا معتبرا وتفاعل الناخبون معه لمواصلة الإصلاح"، لافتا الى أن ما سماها "حملات التضليل والافتراء والتضليل طيلة الخمس السنوات الخمس الماضية كلها فشلت".
كما نوه ابن كيران، في كلمته بعودة المغرب للاتحاد الإفريقي تحت قيادة الملك محمد السادس "لقد عشنا وعاش المغاربة قاطبة لحظة تاريخية مليئة بالاعتزاز والفخر ، ونحن نتابع استعادة المغرب لمقعده بالاتحاد الإفريقي بعد أن تجاوبت معظم الدول الإفريقية مع الطلب المغربي، والاستقبال الكبير الذي حظي به جلالة الملك في القمة الافريقية"، معتبرا أن هذه العودة تتوج مسار "عمل كبير في العمق قاده جلالة الملك حفظه الله، على توطيد علاقات التعاون وفق مقاربة تحترم الدول الافريقية والإنسان الإفريقي، وعلاقات اقتصادية وثقافية وإنسانية وروحية عميقة ومثمرة مبنية على الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة، لذلك احتضنت افريقيا المؤسساتية المغرب بكل تلقائية".
يذكر أن أشغال الدورة الجارية للمجلس الوطني لحزب العدالة والتنمية ، ينتظر أن تشهد نقاشا ساخنا بين أعضاء (برلمان) الحزب، وخاصة ما جاء في التقرير السياسي للأمين العام، وكذا العرقلة التي يواجهها في مساعي تشكيل الحكومة الجديدة بعد أزيد من أربعة أشهر على تكليفه من طرف الملك محمد السادس.
كما سينتخب المجلس الوطني اللجنة الوطنية للإعداد للمؤتمر المقبل لحزب العدالة والتنمية، في ظل الظروف السياسية التي تمر منها البلاد، والذي يرتقب أن ينتخب فيه أمين عام جديد، خلفا لعبد الإله ابنكيران، بعد استنفاذه لولايتين على رأس الحزب، حيث لا يسمح قانونه الداخلي بتولي منصب الأمانة العامة لأكثر من ولايتين.