أخبار

عقد لقاءً مع السيسي في قصر الاتحادية ويزور الأزهر والكنيسة

عون في مصر لمواجهة الإرهاب ودعم الجيش اللبناني

-
قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

&"إيلاف&" من القاهرة: استقبل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، اليوم الإثنين، الرئيس اللبناني ميشال عون في قصر الاتحادية بالقاهرة، وعزفت الموسيقى العسكرية السلامين الوطنيين لمصر ولبنان.

وعقد الرئيسان اجتماعًا تناول الملفات الثنائية، ومنها الحرب على الإرهاب، وازمة اللاجئين، والملف السوري، إضافة إلى الملف الاقتصادي، وتعتبر الزيارة هي الأولى للرئيس اللبناني منذ انتخابه، ضمن جولة خارجية تضم الأردن، يلتقي خلالها الملك عبد الله الثاني.

وتضم زيارة عون إلى مصر، زيارة الأزهر الشريف، وعقد لقاء مع الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، وزيارة الكاتدرائية الأرثوذكسية، وعقد لقاء مع البابا تواضروس الثاني، كما يزور عون مقر الجامعة العربية، ويعقد اجتماعاً مع الأمين العام أحمد أبو الغيط، لبحث القضايا التي سوف تتناولها القمة العربية المقبلة في العاصمة الأردنية عمان، في شهر مارس المقبل.

وعقد الرئيسان مؤتمرًا صحافيًا مشتركًا بعد انتهاء الاجتماع، وقال السيسى، إن "مصر ستواصل دعمها للبنان الشقيق، وستقدم كل الدعم لجهود القيادة اللبنانية للحفاظ على استقرار لبنان، وأضاف: "لبنان الحر القوي المستقر يعد عامل قوة للأمة العربية".

وأشار إلى أن "مصر ستواصل دعمها على كافة الأصعدة للشعب اللبناني"، وقال موجهًا حديثه لعون: "كلي ثقة أن ولايتك ستعزز وضع لبنان كبلد للتعددية السياسية والتعاون الثقافي، الذي تحكمه أسس التوافق بين القوى السياسية المختلفة".

الحفاظ على إستقرار لبنان

ولفت إلى أن "مصر سعت دومًا للحفاظ على استقرار لبنان ومؤسساته وتواصلت على مدار الفترة الماضية مع القوى اللبنانية لاعتماد الحوار أساسًا لحل الخلافات، وكانت مصر من أولى الدول التي رحبت بالحوار في لبنان، مؤكدًا أن لبنان نموذج رائد في المنطقة لتسوية السياسات داخليًا".

وأوضح أن المباحثات مع نظيره اللبناني، "تناولت سبل تعزيز العلاقات بين البلدين خاصة في مجالات التجارة والاقتصاد، وتطوير العلاقات بين البلدين، والقضايا الإقليمية التي تهم البلدين كمكافحة الإرهاب والأزمة السورية وأزمة اللاجئين وضرورة وقوف البلدين معًا لمواجهة الإرهاب"، مشيرًا إلى أنه "عرض على الرئيس اللبناني ميشال عون استعداد مصر لدعم قدرة الجيش اللبناني".

وأكد السيسي على عمق العلاقات بين مصر ولبنان، وقال: "علاقة بلدينا ما هي إلا تتويج للتواصل القائم بين الشعبين المصري واللبناني، لما لهما من حضارة بالغة على عمق التاريخ، أسفرت عن ترابط قوي واتفاق في الرؤى بشأن القضايا المختلفة".

وقال الرئيس اللبناني ميشال عون في المؤتمر الصحافي، إن "المباحثات تناولت ضرورة مواجهة الإرهاب، بعدما تضرر البلدان مصر ولبنان من الظاهرة، وأكدنا أن الأديان السماوية وما تحمله من تعاليم، بريئة من كافة أعمال التطرف والجنوح للإرهاب"، مشيرًا إلى أن "المباحثات ركزت على ضرورة إيجاد حل سياسي للأزمة السورية، والعمل على تطوير العلاقات بين البلدين خلال الفترة المقبلة".

وقال عون: "لم آتِ الى مصر لإقامة علاقات معها، ولكن أتيت للتأكيد على العلاقات بين البلدين، وهذه فرصة جيدة لتطويرها في كثير من المجالات".

ووجه عون، دعوة رسمية للسيسي، إلى "زيارة لبنان خلال الفترة المقبلة"، رد الرئيس المصري: "بشكرك وإن شاء الله أكون في لبنان".

ووفقًا للسفير محمد عيسى، مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق، فإن زيارة عون إلى مصر مهمة للغاية، وتأتي في ظرف دقيق، مشيرًا إلى أن الزيارة تهدف إلى التنسيق مع مصر في مختلف القضايا التي تهم البلدين والمنطقة العربية.

وأضاف لـ"إيلاف" أن الملف السوري يأتي على رأس تلك القضايا المشتركة، فضلًا عن الحرب على الإرهاب، وإجهاض المشروع الطائفي الذي تسعى بعض القوى في المنطقة والعالم إلى فرضه على الدول العربية، منوهًا بأن اللقاء سيعمل على تكثيف التعاون بين البلدين في المجالات الأمنية والاستخباراتية لتبادل المعلومات في ما يخص الحرب على الإرهاب.

تفعيل الاتفاقيات الاقتصادية

ولفت إلى أن الملف الاقتصادي يعتبر من أهم الملفات أيضًا، لاسيما في ظل وجود أكثر من 15 اتفاقية اقتصادية، لكنها غير مفعلة على أرض الواقع، مشيرًا إلى أن لقاء الرئيسين سوف يعمل على تفعيل تلك الاتفاقيات، ومنها اتفاقيات في مجال السياحة والكهرباء والتبادل التجاري، والبنية التحتية.

ونبّه إلى أن الزيارة تعمل على تنسيق المواقف أيضًا بين البلدين، مع اقتراب القمة العربية في الأردن يوم 29 مارس المقبل، وأهمية لم الشمل العربي، والتوحد لمواجهة الإرهاب.

بينما قال اللواء فؤاد حسين، الخبير في شؤون مكافحة الإرهاب الدولي، إن الملف الأمني هو الأهم في هذه المرحلة، مشيرًا إلى أن قمة الرئيسين السيسي وعون، تسعى إلى تكثيف التعاون في المجال الأمني، والاستفادة من خبرة مصر في مجال مكافحة الإرهاب.

وأضاف لـ"إيلاف" أن الرئيس السيسي أعلن أنه يدعم الجيوش العربية في مواجهة الجماعات الإرهابية، ومنها الجيش والقوى الأمنية المدنية اللبنانية، خاصة أنها تواجه حربًا شرسة تستهدف جر لبنان إلى المستنقع السوري، وإعادة عقارب الساعة إلى الوراء، حيث الحرب الأهلية، وخلق عمليات اقتتال طائفي.

وأشار إلى أن الجيش اللبناني سوف يستفيد من الدعم المصري في مجال مكافحة الإرهاب، وتزويده بالخبرات اللازمة في هذا المجال.

وذكر أن اللقاء يعمل على إحياء مشروع القوة العربية المشتركة الذي دعا إليه الرئيس السيسي، وعقد رؤساء أركان الجيوش العربية لقاءات لتدشينها، ثم توقفت المباحثات بسبب خلافات وجهات النظر بين بعض البلدان.

دور مصر في استقرار لبنان

ووصف أمين الهيئة القيادية في حركة الناصريين المستقلين اللبنانية "المرابطون" العميد مصطفى حمدان، زيارة الرئيس ميشال عون، اليوم الاثنين، إلى مصر بأنها الزيارة الأهم ولقاء القمة الأقوى على الصعيد العربي، مشيرًا إلى أن كل اللبنانيين ينتظرون النتائج الإيجابية الهامة لتلك الزيارة واللقاء المثمر بين الرئيسين عبد الفتاح السيسى وميشال عون.

وقال&حمدان، لوكالة الأنباء المصرية الرسمية، إن مصر لها الدور الأكبر والأهم في استقرار لبنان وانتخاب رئيس الجمهورية، مشيرًا إلى أنها دائمًا حريصة على استقرار كل دول المنطقة.

وأوضح أن مصر تعد، على الصعيدين الاستراتيجي والتاريخي، هى الداعمة لوحدة اللبنانيين وصيانة الأمن والاستقرار على أرضه، مؤكدًا أن هناك تقديرًا كبيرًا من جانب كل اللبنانين للدور المصري، خاصة بعد وصول الرئيس عبد الفتاح السيسى إلى الحكم، مضيفًا أن الرئيس السيسي هو الداعم الأول لصيانة الأمن القومي العربي.

ولفت إلى مطالبة الرئيس السيسي بإنشاء قوة عربية موحدة لدحر الإرهاب، موضحًا أن مكافحة الإرهاب سيكون الموضوع الأكثر أهمية الذي سيناقشه الرئيسان نظرًا لأهميته الكبيرة لحماية الأمة العربية، خاصة أن "مصر ولبنان يتعرضان لجرائم هؤلاء الإرهابيين والمخربين الذين لا حدود لتواجدهم ولا حدود لممارسة إرهابهم خدمة لمشاريع تقسيم الأمة العربية".

ورأى العميد حمدان أن هناك رؤية استراتيجية موحدة بين مصر ولبنان في ما يتعلق بقضية فلسطين، وخاصة حق العودة بالنسبة للفلسطينيين إلى أرضهم، لذلك كل هذه الأمور تؤكد الأهمية الكبرى لزيارة الرئيس عون إلى مصر.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف