طالب الاطراف بعدم توجيه الاهانات
دي ميستورا يمنع الهواتف في مفاوضات جنيف
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
بيروت: لا هواتف نقالة ولا تسجيلات ولا اهانات واحترام السرية الكاملة، قواعد وضعها المبعوث الدولي الى سوريا ستافان دي ميستورا لوفود الحكومة والمعارضة السورية المشاركة في مفاوضات جنيف ما يعكس التوتر في كواليس الامم المتحدة وفنادق المدينة السويسرية.
وقدم دي ميستورا لوفد الحكومة السورية ووفود المعارضة الثلاث ورقة تتضمن العناوين التي يأمل البحث فيها في جنيف، وهي الحكم والدستور والانتخابات.
ولم يكتف المبعوث الدولي في ورقته بجدول الاعمال بل وضع امام المشاركين سلسلة من القواعد الصارمة، آملا ان يلتزموا بها جميعا.
وطالب دي ميستورا في ورقته من الاطراف "احترام توجيهاتي في ما يتعلق بسريّة الاجتماعات والوثائق والحوارات والاتصالات".
وتتضمن قواعد دي ميستورا "احترام الأطراف الأخرى المشاركة، ولا يحقّ لأي طرف الطعن في شرعية الآخرين"، فضلا عن "ضمان عدم تسجيل محتوى الاجتماعات او الحوارات دون إذن مسبق".&
كما اكد المبعوث الدولي انه "لن يسمح باصطحاب أجهزة الهاتف المحمول داخل قاعة المفاوضات"، طالبا "استخدام لغة وسلوك مقبول والامتناع عن توجيه الإهانات والتقليل من شأن الآخرين، والاعتداء اللفظي أو الشخصي على الآخرين سواء داخل الاجتماعات أو خارجها".
ويبدو ان دي ميستورا يأمل من خلال ورقته هذه تفادي حصول اي توتر يعيق جولة المفاوضات الحالية بين طرفين يتواجهان سياسيا وعسكريا في نزاع مستمر منذ ست سنوات.
الا ان التوتر بدا واضحا منذ الجلسة الافتتاحية التي اعلن فيها دي ميستورا بدء المفاوضات بحضور وفد الحكومة السورية ووفود المعارضة الثلاثة المتمثلة بوفد الهيئة العليا للمفاوضات ومنصتي القاهرة وموسكو.
وقال مصدر دبلوماسي اوروبي "كان (بشار) الجعفري يبدو غاضبا، وينظر الينا بطريقة قاسية حرفيا".
وبعد كلمته التي دعا فيها الاطراف الى تحمل "مسؤولية تاريخية"، توجه دي ميستورا الى وفد المعارضة لتحيتهم، فيما سارع رئيس الوفد الحكومي بشار الجعفري الى مغادرة القاعة.
وتردد وفد الهيئة العليا للمفاوضات منذ البداية بالمشاركة في الجلسة الافتتاحية احتجاجا على دعوة دي ميستورا "منصة القاهرة"، التي تضم عددا من الشخصيات بينهم المتحدث السابق باسم وزارة الخارجية جهاد المقدسي، كما "منصة موسكو" التي تضم معارضين مقربين من روسيا ابرزهم نائب رئيس الوزراء الاسبق قدري جميل.
الا ان الضغوط الدولية كانت اقوى منه، ودفعت بوفد المعارضة الاساسي للمشاركة في الافتتاح، ليجلس الى جانب وفدي المنصتين وفي الجهة المقابلة الوفد الحكومي.
وقال مصدر مقرب من وفد الهيئة العليا للمفاوضات "كانت هناك ضغوط كبيرة عليهم من المبعوثين الدوليين الداعمين لهم، بريطانيون والمان وفرنسيون واتراك... دفعوهم للمشاركة في الجلسة الافتتاحية".
مهمة ليست سهلة
ويجري جزء كبير من الاتصالات في كواليس الفنادق التي تنزل فيها الوفود وخارج مقر الامم المتحدة. ويشارك فيها مبعوثون لدول عدة داعمة للمعارضة بينها قطر وتركيا وفرنسا.
ومنذ اليوم الاول من المفاوضات، يتواجد المبعوث الاميركي الخاص الى سوريا مايكل راتني في جنيف، وقد عقد لقاء مع وفد المعارضة منذ اليوم الاول.
ويقول مصدر دبلوماسي اجنبي ان تقديم المشورة للمعارضة "ليس بالامر السهل، الوضع فوضوي بعض الشيء".
وعادة ما يكون وفد الهيئة العليا للمفاوضات الذي يضم ايضا ممثلين عن الفصائل المعارضة منقسما حول الاستراتجية التي يجب اتباعها في مواجهة وفد الحكومة.
وبالاضافة الى الاجتماعات اليومية مع مبعوثي الدول الداعمة، دخلت روسيا، ابرز داعمي دمشق، على الخط بدورها.
ويعقد وفد الهيئة العليا للمفاوضات مساء الاثنين لقاء مع مسؤولين روس، بينهم نائب وزير الخارجية غينادي غاتيلوف، وفق ما اكدت مصادر معارضة لفرانس برس.
وقال مصدر في المعارضة السورية ان "الاجتماع جاء بطلب من الروس، وسنطلب فيه تثبيت وقف اطلاق النار والضغط على النظام للتفاوض على المرحلة الانتقالية".
واعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الخميس ان هدف روسيا هو "استقرار السلطات الشرعية". كما اعتبر مبعوثه الى جنيف ان طلب المعارضة رحيل الرئيس السوري بشار الاسد "سخيف".
ومنذ بدء مسار التفاوض قبل أكثر من ثلاث سنوات، تطالب الحكومة السورية بالتركيز على مكافحة الارهاب، في حين تصر المعارضة على بحث تفاصيل العملية الانتقالية وفي مقدمها تأليف هيئة حكم انتقالي ذات صلاحيات كاملة من دون أي دور للأسد.
وبعد تفجيرات حمص الدامية التي استهدفت مقرين امنيين السبت وادت بحياة العشرات، سارعت دمشق مجددا لطلب وضع الارهاب اولوية على جدول الاعمال، الامر الذي اعتبره المعارضة مماطلة من قبل النظام لعدم بحث الانتقال السياسي.
وبحسب المصدر دبلوماسي "نعود في كل مرة الى المربع ذاته" في اشارة الى الجولات السابقة التي طرحت فيها المواضيع نفسها وانتهت من دون اي تقدم يذكر.
واضاف "يحاول (دي ميستورا) جاهدا تجنب الانهيارات والحفاظ على توازنه كما لو انه يمشي على حبل معلق، وهم رغم ذلك عرضة للانتقادات. انه امر صعب للغاية".