القوات العراقية تسيطر على موقع جسر في غرب الموصل
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
بغداد: سيطرت القوات العراقية الاثنين على موقع الجسر الرابع في جنوب غرب الموصل، من قبضة تنظيم داعش، في خطوة رئيسة لاستعادة السيطرة على كامل المدينة، اخر اكبر معقل للجهاديين في العراق.
وبدأت القوات العراقية التي تقاتل بدعم التحالف الدولي بقيادة واشنطن، منذ ثمانية ايام عملية لاستعادة "الساحل الايمن" من الموصل، حيث اخر اكبر معقل للجهاديين في البلاد.
وقال العميد يحيى رسول المتحدث باسم قيادة القوات المشتركة لفرانس برس ان "قطعات الرد السريع التابعة للشرطة الاتحادية، حررت حي الجوسق، وسيطرت على الجسر الرابع من الجهة اليمنى للساحل الايمن (غرب الموصل) وبهذا اصبح الجسر مسيطرا عليه من الضفتين".
وكان العقيد فلاح الوبدان من قوات الرد السريع التابعة لوزارة الداخلية اعلن الاحد ان "قواتنا تنفذ عملية مهمة بالتقدم باتجاه الجسر" في اشارة للجسر الرابع. ويرى الوبدان ان تأمين ضفة النهر قرب الجسر الرابع سيسمح لوحدات الهندسة بتركيب جسر الى الجانب الاخر ما سيمكن قواته من زيادة الضغوط على الجهاديين.
واكد رسول ان "القوات الامنية حررت احياء الجوسق والطيران والمأمون وقطعاتنا تخوض معارك في وادي حجر" وجميعها في الجانب الغربي من المدينة. واضاف ان القوات العراقية تخوض "حاليا حرب شوارع شرسة وفي مناطق مبنية بعد ان تم كسر الخطوط الدفاعية للعدو".
بدوره، قال القائد العام لعملية "قادمون يا نينوى" الفريق عبد الامير يارالله لفرانس برس في منطقة تلول العطشانة ان "القوات تتقدم كما هو مخطط لها بشكل عام، وتفعل ذلك بسرعة". وتمكنت القوات الامنية من تحقيق تقدم في اطار معركة استعادة الجانب الغربي من الموصل، حيث ينتشر نحو الفي جهادي ويتواجد نحو 750 الف مدني.
وكانت قبل شهر استعادت سيطرتها على الجانب الشرقي من المدينة في اطار معركة واسعة النطاق بدأت في 17 اكتوبر. وتمثل سيطرة القوات الامنية على موقع الجسر، خطوة مهمة للاسراع في تركيب جسر وفتح محور لمرور قوات باتجاه القسم الجنوبي من الجانب الغربي، لتكثيف الضغط ضد معاقل الجهاديين هناك.
وحققت القوات العراقية مكاسب سريعة عبر هجوم انطلق من المحور الجنوبي للموصل في 19 الشهر الجاري بعد توقف للعمليات استمر نحو شهر، ولم تواجه خلالها سوى مقاومة محدودة خلال استعادتها مجمع المطار وقاعدة الغزلاني العسكرية.
ورغم التقدم التدريجي في عمق الجانب الايمن، من المتوقع ان تواجه القوات الامنية مقاومة اكثر شدة في عمق احياء تعد معاقل رئيسية للجهاديين في هذا الجانب من المدينة.
آخر معاقل الجهاديين
تلعب المروحيات والطائرات العراقية والدولية دورا رئيسيا في تقدم القوات خلال العمليات الاخيرة، لكن الدعم سيكون محددا بسبب كثافة السكان المدنيين في الجانب الغربي من المدينة. والجانب الغربي للمدينة يعرف محليا بالساحل الايمن، حيث ظهر زعيم تنظيم داعش ابو بكر البغدادي علنا للمرة الاولى عام 2014 معلنا "دولة الخلافة" في العراق وسوريا.
ويرجح ان تدفع الشوارع الضيقة التي لا تسمح بمرور غالبية المركبات العسكرية التي تستخدمها القوات العراقية، الى خوض حرب شوارع محفوفة بالمخاطر. وتمثل استعادة الموصل، ضربة حاسمة لتنظيم داعش كونها اخر اكبر معقل له في العراق، بعد اكثر من عامين ونصف عام من سيطرته على ثلث مساحة العراق في هجوم كاسح في يونيو 2014.
وتقلصت مناطق سيطرة الجهاديين في العراق كما هي الحال في سوريا، ولم يتبق لهم سوى بعض الجيوب المتفرقة في البلدين.
وتسلم الرئيس الاميركي دونالد ترامب الثلاثاء التوصيات التي وضعها البنتاغون ليختار منها المناسب لتسريع القضاء على تنظيم داعش، وستكون مناسبة له لتطبيق ما كان وعد به خلال حملته الانتخابية.
والخطة التي اعدها وزير الدفاع جيمس ماتيس سيناقشها الان ابرز المسؤولين في الادارة الاميركية. وتثير المعارك في الجانب الغربي من الموصل، مخاوف على مصير نحو 750 الف مدني باتوا محاصرين وسط نقص متواصل في الاغذية والادوية.
من جهته، دق برنامج الاغذية العالمي التابع للامم المتحدة ناقوس الخطر بناء على شهادات اشخاصا فروا مؤخرا من احياء غرب الموصل. وقالت المسؤولة عن العراق سالي هادوك "اكدت عائلات ارتفاع اسعار المواد الغذائية بشكل حاد" الى درجة "لا يمكن تحملها".
واضافت "في الحالات القصوى، فان بعض الناس ليست لديهم إمكانية الحصول على الغذاء". بدورها، تستعد الامم المتحدة لاستقبال نحو 250 نازح او اكثر من سكان غرب المدينة.
حتى الان، تمكنت بضع مئات من العائلات من الخروج تزامنا مع استعادة القوات الامنية بعض الاحياء خلال الايام القليلة الماضية.
ولا يزال عدد كبير منهم غير قادر على مغادرة منازلهم بسبب استخدام الجهاديين للقسم الاكبر كدروع بشرية، فيما يواصل بعضهم المجازفة ومخاطر التعرض لمسلحي التنظيم للنجاة بحياته.
وقد يكون بعض السكان من انصار الجهاديين ومستعدين للقتال الى جانبهم في اخر مواجهات يخوضونها ربما خوفا من الاعتقال في حال هروبهم من المدينة.