تعيينه يعكس فعلًا خيار الأمن الأميركي أولًا
ماكماستر: الجنرال المناسب في المكان المناسب
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
في تحليل مثير للاهتمام،&يرى&القائد العسكري الأميركي السابق بول&مالشاين&أن&تعيين ترامب&الجنرال هربرت ماكماستر&في&منصب مستشار الأمن القومي إشارة طيبة&إلى أن&الرئيس الأميركي دونالد&ترامب يميل نحو انتهاج سياسة أكثر اهتمامًا&بالدفاع عن البلد، منها بنمط التدخلات والتطفلات التي مارستها&ادارات اميركية سابقة بلا نهاية،&من فيتنام&إلى&العراق.&
ولمن&يشكك في ذلك،&يقترح مالشاين قراءة كتاب ماكماستر&"قاموس الواجب: ليندن جونسون وروبرت ماكنمارا ورئيس هيئة الاركان المشتركة والأكاذيب التي أدت&إلى&فيتنام"&Dictionary of Duty: Lyndon Johnson, Robert McNamara, Joint Chief of Staff and Lies That Led to Vietnam،&الصادر&في&عام 1997، والذي&يقدم&فيه&ماكماستر&رؤية&ثاقبة&إلى&الفكرة القائلة&إن&من خلال معجزة التكنولوجيا الحديثة يمكن جعل الحروب آمنة وبالمقدور التنبؤ بمجرياتها بحيث لن نخاطر بالكثير إذا خضنا غمارها.
يكتب ماكماستر كيف&أن&ماكنمارا،&وهو رئيس شركة سابق، فرض على الرئيس جونسون الفكرة القائلة&إن&الولايات المتحدة تستطيع الانتصار على فيت كونغ وقوات فيتنام الشمالية من خلال الذكاء الإداري الخالص.&
&
ليس كافيًا
يكتب ماكماستر:&"استنادًا إلى&الفكرة القائلة&إن الأعمال العسكرية المسيطَر عليها بدقة والمحدَّدة بقوة يمكن التراجع عنها، وبالتالي يمكن تنفيذها بالحد الأدنى من المخاطرة والتكلفة،&فإن الضغط التدريجي أتاح&لماكنمارا وجونسون&أن&يتجنبا مواجهة الكثير من العواقب المحتملة للعمل العسكري".&
هذا لم يكن مجديًا&في فيتنام،&لكن طريقة التفكير نفسها عادت بعد حرب الخليج التي كان ماكماستر قائد قوات فيها.&وبعد ما بدا في البداية انتصارًا&سريعًا&افترض عباقرة واشنطن انهم اختزلوا الحرب&إلى&علم.&لكن ماكماستر أعلن انه يختلف&معهم.&
يقول: "الأمر غاية&في&التعقيد،&وإذا كنتم تظنون&أن&لديكم الحل فأنتم مخطئون،&وأنتم&خطرون".
ماكماستر ليس مسالمًا&بالطبع.&ورغبته المعلنة ليست التخلص من الجيش، بل استخدامه بما يخدم المصلحة الوطنية الضيقة&فحسب. وهو ليس انعزاليًا&بل&واقعي.&وهذا ما يميزه&من بعض المشهود&بعدم كفاءتهم الذين تحدث ترامب عن تعيينهم في&مناصب&حساسة.
كان&أحدهم جون بولتن،&سفير الولايات المتحدة المتلعثم السابق لدى الأمم المتحدة خلال ادارة الرئيس الثالث والأربعين، بوش، الذي يذهب&إلى أن&ما غزته الولايات المتحدة من بلدان حتى الآن ليس كافيًا.&ومن&حسن الحظ&أن&ترامب ترك بولتن يعيش حياته الخاصة.
لا&حاجة إلى جنود!
أما ماكماستر فيرث فوضى صنعها&الذين يواصلون تكرار الأخطاء نفسها التي قادت ليندون بيرد جونسون&إلى&توريط الولايات المتحدة في فيتنام.
حذر ماكماستر&أخيرًا&من طريقة المجمع العسكري&الصناعي،&كما سماه دوايت آيزنهاور،&في استدراج رهط واشنطن&إلى&الاعتقاد أن التكنولوجيا التي يروجونها قادرة على تطويع الحرب بحيث تكاد&أن&تنتفي الحاجة&إلى&جنود بشر حقيقيين فيها.
وقال ماكماستر في كلمة&ألقاها&في فلوريدا&في&عام 2015:&"إن المجمع العسكري&-&الصناعي&ربما&يمثل تهديدًا&أكبر علينا منه في أي وقت في التاريخ".
ويستعرض ماكماستر باستفاضة في كتابه كيف&رفض مستشارو الرئيس العسكريون،&أي رؤساء الأركان المشتركة، أن&يصارحوه&في&شأن عواقب التدخل في&أرض بعيدة لا يعرفون عنها إلا القليل.
المؤمَّل&أن&يكون هذا المستشار أكثر صراحة.&فربما&لا تكون&السياسة الخارجية الأميركية مملة مثل سياسة سويسرا أو النمسا الخارجية،&لكنها بكل تأكيد يجب&أن&تكون أقل تشويقًا.
فن الحرب
لعل&أفكار ماكماستر في الحرب جاءت مباشرة من&كتاب&"صن تزو" الكلاسيكي، "فن الحرب"،&وهو عمل ذو حكمة أزلية اختار&غير المعروفين بعبقريتهم في واشنطن تجاهلها.
يمثل الآتي&نظرة كلاسيكية متبصرة&إلى&ما يُسمى "الحرب على الإرهاب" التي عمرها 15 سنة:&"ما من بلد ربح&في&حرب مديدة،&والذين لا يفهمون المخاطر الكامنة في استخدام الجيش عاجزون عن تحقيق الأفضليات المحتملة للأعمال العسكرية".
اليكم&أيضًا رأي بات لانغ الذي كان من ذوي القبعات الخضر في فيتنام ولديه رؤية واقعية&متكاملة عن&الشرق الأوسط:&"أنا منذ فترة طويلة أعتبر الجنرال ماكماستر أفضل ضباط جيله من كل النواحي المهمة.&لذا أنا في غاية السعادة&أن&الرئيس&ترامب&اختاره لهذه المهمة".
* ترجمة عبد الاله مجيد
&
&