لماذا يطالب سياسيون ألمان بمنع دخول أردوغان الى بلادهم؟
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
قال وزير الخارجية الألماني، زيغمار غابرييل، إن "العلاقات الألمانية-التركية تواجه أحد اكبر التحديات في تاريخها الحديث" وذلك بعد يوم واحد من اتهام صحفي ألماني رسميا في تركيا بإعداد "مواد دعائية إرهابية والحض على الكراهية".
وأثار اعتقال الصحفي دنيز يوجِل، مراسل صحيفة دي فيلت الألمانية، موجة غضب في أوساط السياسيين الألمان فضلا عن غضب شخصيات إعلامية بارزة.
ودعا بعض السياسيين إلى إعادة النظر حتى في زيارات الرئيس التركي المقبلة إلى ألمانيا التي ينوي القيام بها كجزء من حملته الانتخابية المقبلة.
من هو يوجِل ؟
ويعد يوجِل البالغ من العمر 43 عاما أول مراسل ألماني يعتقل في تركيا كجزء من حملة الاعتقالات الواسعة التي تشنها السلطات التركية في أوساط الاعلاميين، وأسفرت عن اعتقال أكثر من 150 صحفيا تركيا في الأشهر الاخيرة.
ويعمل يوجل، الذي يحمل الجنسيتين التركية والالمانية، مراسلا لصحيفة دي فليت منذ مايو/أيار 2005.
وقد ظل محتجزا منذ 14 فبراير/شباط، في انتظار تقديمه للمحاكمة.
لماذا اعتقل يوجِل؟
أتهم يوجِل بعضوية منظمة إرهابية ونشر مواد دعائية وإساءة استخدام المعلومات، بحسب المحامي الذي ترافع عنه.
وتتعلق القضية بتقرير أعده يوجِل عن عملية قرصنة إلكترونية على البريد الالكتروني لبيرات الببيرق، وزير الطاقة التركي وزوج ابنة الرئيس أردوغان.
وقام موقع ويكيليكيس بنشر هذه الرسائل الالكترونية المقرصنة، التي يناقش بعضها إحكام السيطرة على المؤسسات الإعلامية التابعة للدولة والتأثير في الرأي العام باستخدام حسابات كاذبة على موقع التواصل الاجتماعي تويتر، بحسب تقرير صحيفة دي فليت.
واعتقل أيضا ستة صحفيين من العاملين في وسائل الإعلام التركية بسبب قضية التسريب التي يطلق عليها اسم "قضية ريدهاك".
وقضت محكمة في اسطنبول في 27 فبراير/شباط ببقاء يوجِل قيد الاعتقال لدى الشرطة في انتظار محاكمته، أي بعد نحو اسبوعين من تسليمه نفسه من اجل استجوابه بشأن الاتهامات الموجهة إليه.
ولم يعرف بعد متى سيكون موعد محاكمته.
ردود الفعل في ألمانيا
استدعت ألمانيا السفير التركي في 28 فبراير /شباط للاحتجاج على اعتقال يوجِل.
وقال وزير الخارجية غابرييل إنه لا توجد بلاد تدعي أنها ديمقراطية وتحترم حقوق الإنسان يمكن "أن تسيء استخدام" نظامها القضائي لتلاحق الصحفيين، بينما شجب الرئيس الألماني يواخيم جاوك ما وصفه بـ "الهجوم على حرية التعبير".
ووصفت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل الخطوة التركية بأنها "مخيبة"، مشددة على أن برلين تصر على "معاملة عادلة وقانونية" ليوجل.
ويطالب عدد من البرلمانيين الألمان بنوع من الرد يصل الى حد منع دخول الرئيس أردوغان إلى المانيا، التي تضم أكبر جالية تركية في أوروبا، والتي سعى أردوغان لمخاطبتها في سياق حملته من اجل استفتاء على التعديل الدستوري في تركيا الشهر المقبل.
ونقلت صحيفة بيلد عن النائب اليساري زيفيم دادلين قوله إنه "لا يمكن أن تقوم الحكومة التركية بحملة انتخابية للديكتاتورية والموت" في ألمانيا.
وتأتي تلك الدعوات بعد أيام من خطاب ألقاه رئيس الوزراء التركي، بن علي يلدرم، في تجمع في اوبرهاوزن، شمالي غرب ألمانيا.
وفي غضون ذلك، نظم صحفيون في ألمانيا وخارجها تجمعات للاحتجاج على الاتهامات الموجهة ليوجِل، كما كرست الصحف الألمانية صفحات كاملة للدعوة لإطلاق سراحه.
طبيعة العلاقات الألمانية التركيةوتوترت العلاقات الألمانية التركية منذ شن تركيا لحملة دهم كبرى أسفرت عن اعتقال آلاف الاشخاص من العاملين في الخدمة المدنية وسلكي الشرطة والقضاء في أعقاب محاولة الانقلاب الفاشلة في يوليو/تموز الماضي.
كما أغلق حزب أردوغان (العدالة والتنمية) الحاكم 170 منبرا صحفيا ضمن حالة الطوارئ المعلنة في البلاد، كما اعتقل أكثر من 100 صحفي، وشجب منتقدوه هذه الإجراءات بوصفها محاولة لإسكات المعارضين.
وتحقق السلطات الفيدرالية الألمانية في مزاعم تجسس عملاء أتراك في المانيا على أشخاص يشتبه بتأييدهم لحركة فتح الله غولين، الداعية التركي الذي يعيش في منفاه الاختياري في الولايات المتحدة، والذي يتهمه أردوغان بالوقوف وراء المحاولة الانقلابية الأخيرة.
ما هو الموقف التركي من حرية الصحافة؟تحتل تركيا المرتبة 151 من بين 180 بلدا في قائمة منظمة مراسلون بلا حدود لحرية الصحافة.
ومنذ المحاولة الانقلابية الأخيرة، أغلق 170 منبرا صحفيا، من ضمنها صحف ومجلات ومحطات تلفزيونية ووكالات أنباء، حسب رابطة الصحفيين الأتراك.
كما سجن نحو 150 صحفيا، وسحبت الهويات الصحفية من نحو 700 صحفي.
ومن بين المعتقلين عدد من محرري وكتاب صحيفة "حريت" التي تعد أعرق صحيفة علمانية في تركيا.