فرنسا: هل اصرار فيون على الاستمرار استراتيجية رابحة ام انتحار؟
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
باريس: قبل 52 يوما من الجولة الأولى من الانتخابات الفرنسية يثير قرار مرشح اليمين فرنسوا فيون المضي قدما في حملته على الرغم من كل متاعبه مع القضاء جدلا حتى داخل معسكره.
ففي داخل حزب "الجمهوريين" يؤكد أشد مؤيديه أن لا بديل عنه، وأنه ليس هناك من "خطة ب". واكد الخميس زعيم كتلة اليمين في مجلس الشيوخ برونو روتايو "إنه ليس متعصبا لترشيحه، إنه يتحمل المسؤولية، إنه يؤدي الواجب".
ولكن آخرين يترددون ومنهم من يعتقدون مثل السناتور برونو جيل ان الانتخابات وإن لم "تكن خسارتها محتومة (...) فإن الفوز فيها يصبح أصعب بمرور الوقت".
وذهب رئيس الوزراء السابق اليميني دومينيك دو فيلبان إلى حد القول أن فرنسوا فيون بإصراره على المضي في ترشيحه "يجر معسكره نحو الهاوية".
تحدث فيون عن "اغتيال سياسي" لدى إعلانه الأربعاء عن احتمال توجيه التهمة إليه قريبا في قضية الوظائف الوهمية مؤكدا انه سيمضي حتى النهاية.
ويدور التحقيق حول صحة وظائف المساعدين البرلمانيين التي شغلتها زوجته وابنه وابنته.
وقال المحلل مارسيال فوكو مدير مركز "سيفيبوف" لابحاث السياسات ان فيون "اختار استراتيجية الدفاع حتى النهاية، تأخر الوقت كثيرا للعودة إلى الوراء"، أما الصحافة فأجمعت تقريبا على اعتبار استراتيجيته "انتحارية".
ورغم تاكيد فيون تماسك قاعدته، فإن أعداد من ينفضون عنه في ازدياد. وأنشأت صحيفة "ليبراسيون" اليسارية "عدادا" لمن يتخلون عن فيون ونشرت قائمة تضم "حتى الآن" 39 اسما بينهم الوزير السابق ومساعد مدير حملته برونو لو مير. ويجري اعداد نداء من رؤساء بلديات كبرى المدن الفرنسية للمطالبة بانسحابه.
وقال عضو في حزب الجمهوريين لفرانس برس "قبل شهر كنا نسعى للاتفاق على خطة ب، على أن يتم سحبه والتفكير في من يخلفه، المهم بالنسبة لكافة تيارات الحزب هو تجنب أن يلحق بنا العار في انتخابات الرئاسة".
ولكن الوقت داهم لتنفيذ هذه الفرضية، اذ يتعين الحصول على تأييد 500 من أعضاء المجالس البلدية لدعم ترشيح اي متقدم قبل 17 آذار/مارس إضافة إلى 737 توقيعا جمعها فيون حتى الآن.
ودعا النائب اليميني جورج فينيك الخميس النواب إلى المناداة بترشيح آلان جوبيه الذي خسر امام فيون في انتخابات اليمين التمهيدية.
- حرب زعماء -
ولكن خيار جوبيه لا يلقى اجماعا وفيون الذي تولى رئاسة الوزراء في عهد نيكولا ساركوزي يحتفظ بالشرعية لفوزه بغالبية كبيرة من أصوات الحزب ويستفيد من الانقسام في معسكره، وفق المعلقين.
وقال جان بوتو المحلل في معهد الدراسات السياسية في بوردو، جنوب غرب فرنسا، إن "الزعامات الكبيرة في حزب الجمهوريين منغلق كل منهم على كتلته وهذا يتيح لفيون أن يكون المرشح اليوم وحتى 17 اذار/مارس برأيي".
وقال مارسيال فوكو "علينا أن نفكر في حزب لديه تركيبة عمودية وهرمية بدلا عن زعامات"، بانتظار ذلك، تبقى حملة فيون الذي يقدم نفسه بوصفه ليبراليا مضطربة اذ تم استقباله لدى زيارته المعرض الزراعي الاربعاء بهتافات "فيون رئيسنا" وصيحات "لص، أرجع المال".
وقال فوكو إن "حججه للمضي بترشيحه قلما تجد آذانا صاغية لدى الفرنسيين وكذلك لدى جزء من ناخبيه المفترضين".
وبين استطلاع نشرت نتائجه الخميس ان فرنسيا واحدا من كل اربعة يؤيدون الابقاء على ترشيحه.
وتبين كافة الاستطلاعات ان مرشحة اليمين المتطرف مارين لوبن والوسطي ايمانويل ماكرون سيتقدمان على فيون في الدورة الأولى. وبذلك، لن يصل إلى الجولة الثانية في 7 ايار/مايو.
وفي حين لم يمنعه احتمال توجيه التهمة اليه من البقاء في السباق، فإن استراتيجيته في الشك بنزاهة القضاة اثارت سيلا من الانتقادات من خصومه لكن هذه الانتقادات لم تلق صدى لدى الرأي العام اذ قال 73% من الفرنسيين انه ينبغي أن يأخذ العدل مجراه.