أخبار

أنقرة وواشنطن وموسكو تسعى إلى تحسين التعاون بشأن سوريا

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

اسطنبول: يبحث رؤساء أركان جيوش تركيا والولايات المتحدة وروسيا الثلاثاء في تركيا وسائل تحسين تنسيق الأنشطة في سوريا لتفادي مواجهات بين القوى المتخاصمة التي تدعمها بلدانهم في مواجهة تنظيم داعش.

ويضم الاجتماع الذي ينعقد الثلاثاء والاربعاء رئيس أركان الجيش الأميركي جوزف دانفورد إلى جانب نظيريه الروسي فاليري غيراسيموف والتركي خلوصي آكار، وهو الأول من نوعه على ما يبدو. 

وتأتي محادثاتهم في مدينة أنطاليا الجنوبية في وقت يحرز فيه التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة تقدما في دفع تنظيم الدولة الإسلامية إلى الخروج من سوريا حيث تكثف أنقرة جهودها في محاربة الجهاديين. 

ورغم دعمها لقوى متباينة في النزاع السوري، إلا أن الدول الثلاث تتفق على محاربة تنظيم الدولة الإسلامية فيما لا يزال التوتر العسكري قائما نتيجة معارضة تركيا لمشاركة المقاتلين الاكراد السوريين في القتال ضده. وكانت أنقرة أعلنت أن مدينة منبج التي تسيطر عليها حاليا قوات سوريا الديموقراطية المدعومة من الولايات المتحدة والتي يشكل المقاتلون الأكراد أكبر مجموعة فيها، هي هدفها المقبل في حملتها العسكرية عبر الحدود السورية. 

وسيطرت قوات سوريا الديموقراطية المؤلفة من تحالف فصائل عربية وكردية، على منبج منذ أن نجحت العام الماضي في طرد مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية منها، إلا أنها اشتبكت مؤخرا مع فصائل مقاتلة تدعمها تركيا. 

وأفاد الجيش التركي في بيان "يجري بحث قضايا مشتركة تتصل بالامن الاقليمي وخصوصا سوريا والعراق خلال الاجتماع" دون إعطاء مزيد من التفاصيل. 

واستضافت أنطاليا في السابق عددا من اجتماعات حلف شمال الأطلسي، إضافة إلى قمة مجموعة العشرين عام 2015. من ناحيتها، أكدت وزارة الدفاع الروسية عقد الاجتماع مشيرة إلى أن مباحثات "حول مسائل أمنية في سوريا والعراق مدرجة" على جدول أعماله.

"الارهاب تهديد مشترك"

صرح رئيس الوزراء التركي بن علي يلديريم ان محادثات أنطاليا تسعى إلى تحسين التعاون لتفادي "خطر صدامات غير مرغوبة" مع تدخل بلدان كثيرة في سوريا. وأضاف في كلمة القاها في أنقره ان سوريا تحتاج الى التخلص  "من المجموعات الارهابية كافة" بما يشمل جبهة النصرة سابقا والفصائل الكردية السورية المقاتلة وتنظيم داعش.

قال يلديريم "تهدف الاجتماعات اليوم وغدا (الاربعاء) الى بحث كيفية التنسيق بأفضل طريقة ممكنة وتجنب تأثير كل من الأطراف على عمليات الاخرين والتسبب بتطورات مزعجة أثناء محاربة الارهاب".

وتابع "طبعا تشكل العناصر الارهابية تهديدا مشتركا وتفسد السلام و(امكانية) الحل السياسي في سوريا". يأتي الاجتماع الثلاثي غداة إعلان يلديريم مساء الاثنين أن بلاده لن تتمكن من إطلاق عملية للسيطرة على منبج في شمال سوريا "بدون تنسيق مع روسيا والولايات المتحدة".

ويتباين تصريحه الأخير مع تهديدات أنقرة السابقة بأنها ستضرب المقاتلين الاكراد السوريين الذين تعتبرهم "ارهابيين"، في حال لم ينسحبوا من منبج. 

وانتقد يلديريم الثلاثاء خيار بعض الحلفاء "المؤسف" الذي وقع على فصائل كردية تتهمها السلطات التركية بالاتصال بحزب العمال الكردستاني، بصفتهم شركاء في مكافحة الجهاديين في سوريا.

لكن الوضع في محيط هذه منبج أصبح معقدا في الايام الماضية مع نشر عسكريين أميركيين لضمان تركيز القوات المتنافسة في المدينة ومحيطها على محاربة تنظيم الدولة الإسلامية بدلا من الاقتتال في ما بينها.

أردوغان سيلتقي بوتين

أطلقت تركيا حملة عسكرية داخل سوريا في أواخر أغسطس، حيث دعمت فصائل من المعارضة السورية وتمكنت من طرد تنظيم داعش من عدة بلدات تقع قرب حدودها بينها جرابلس والراعي ودابق والباب. 

إلا أن الحملة التركية تهدف كذلك لوقف تقدم المقاتلين الاكراد الذين تتهمهم أنقرة بأنهم امتداد لحزب العمال الكردستاني المحظور. 

كذلك أبدت تركيا رغبتها في التعاون مع حلفائها للسيطرة على مدينة الرقة، معقل التنظيم المتطرف في سوريا، إلا أنها أوضحت بأنها لن تقوم بأي عملية إلى جانب المقاتلين الاكراد. 

كما أنها تتعاون مع روسيا في الشأن السوري رغم مواقفهما المتناقضة حيال مصير الرئيس بشار الأسد الذي تدعمه موسكو عسكريا وسياسيا. 

ميدانيا سلمت فصائل كردية وعربية تدعمها واشنطن عددا من القرى التي تسيطر عليها في شمال سوريا الى قوات النظام، في خطوة مفاجئة هي الأولى من نوعها، بهدف تجنب المواجهة مع القوات التركية، وفق ما اكد متحدث باسم هذه الفصائل لوكالة فرانس برس الثلاثاء.

من جهة أخرى سيزور الرئيس التركي رجب طيب اردوغان روسيا في 10 مارس حيث سيشارك نظيره الروسي فلاديمير بوتين في ترؤس اجتماع لوزراء بلديهما، لبحث العلاقات الثنائية وملفات اقليمية ودولية خصوصا سوريا، بحسب بيان أصدره مكتبه.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف