هدنة ما بعد الإنتخابات أصبحت هشة للغاية
هل حان وقت الطلاق بين ترامب والثنائي الخطير؟
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
&
إيلاف من نيويورك: يبدو أن فترة الزواج القسري بين دونالد ترامب من جهة، والمؤسسة الحزبية الجمهورية بقيادة الثنائي الخطير بول رايان ورينس بريبوس من جهة ثانية قد دخلت منعطفا حاسما.
العلاقة بين الطرفين اتسمت بالمد والجزر طوال الحملة الانتخابية، والعناوين التي رفعها ترامب لم تلاقي شغفا كبيرا في صفوف المؤسسة الحزبية التي اعتقد اركانها ان شعار تجفيف المستنقع الذي رفعه ترامب سيبدأ من الداخل الجمهوري.
هدنة بعد الفوز
وبعد اشتباكات إعلامية عنيفة سبقت فوزه في الانتخابات، اتفق الطرفان وبشكل غير مباشر على هدنة دخلت حيز التنفيذ في التاسع من تشرين الثاني الماضي، لتبدأ بعدها مساعي تشكيل الادارة الجديدة.
الهدنة أعطت الفرصة للثنائي بريبوس ورايان في التمدد أكثر، فبات الأول كبير موظفي البيت الأبيض، ودعم الثاني موقفه وموقعه في قيادة مجلس النواب، وللدلالة أكثر على تغلغل الرجلين داخل ادارة ترامب الجديدة تكفي الاشارة الى ان بريبوس تمكن من فرض المرشح الذي يريده لرئاسة اللجنة الوطنية للحزب الجمهوري، وذلك على حساب نائب الرئيس مايك بينس.
الثنائي يتمدد داخل الإدارة
ولعب كبير موظفي البيت الابيض الدور الاكبر في وصول رونا رومني ماكدانييل الى رئاسة اللجنة بعدما اقنع ترامب بشخصيتها، ولم يتمكن نائب الرئيس مايك بينس من فعل شيء لأحد ابرز مساعديه المقربين، نيك ايرز الذي فشل أمام السيدة التي ترأست الحزب الجمهوري في ولاية ميتشيغن قبل الانتخابات، وبانت لمساتهما كذلك في اختيار جيمس ماتيس للدفاع، وأشار ماكماستر لخلافة مايكل فلين كمستشار للأمن القومي.
واوحى الثنائي طوال الفترة التي اعقبت الانتخابات أن علاقتهما بترامب هي كناية عن شهر عسل، ولكن قبل سقوط مشروع قانون النظام الصحي المقدم من الجمهوريين، ارتسمت ملامح تغير قادم بعد نشر موقع بريتبارت تسجيلا صوتيا لرايان في شهر أكتوبر 2016 يتحدث خلاله الى مجموعة من نواب حزبه ويحثهم على التصويت في الانتخابات &وفق ما يرونه مناسب لهم، ولم يلزمهم بالعمل لصالح مرشح الحزب دونالد ترامب، وذهب ابعد من ذلك حين أكد انه لن يدافع ابدا عن ترامب.
غضب أنصار ترامب
استذكار مرحلة ما قبل الانتخابات والسقوط المدوي لمشروع الرعاية الصحية أعاد نكأ الجراح وصب أنصار ترامب جام غضبهم على رايان وبريبوس واصفين مشروع القانون بأنه كناية عن (اوباما كير لايت)، وطفح كيلهم من الثنائي عقب تسريب خطة المشروع الجديد ووصل الهجوم الى ذروته مع فشل رايان بالتعامل مع النواب الجمهوريين.
ولعب الاعلاميون المقربون من ترامب دورا كبير في اثارة نقمة انصار الرئيس على رايان وبريبوس، وكان شون هانيتي صريحا عندما قال ان مجلس النواب لا يساعد الرئيس الذي يبذل جهودا كبيرة في سبيل تطبيق أهداف حملته الانتخابية.
شعبية الرئيس مستهدفة
ووفق اعتبارات المقربين من ترامب، فإن مشروع قانون رايان الصحي يهدد رئاسة ترامب، ويكسر تحالفه مع الناخبين الذين ينتمون الى طبقة العمال، والطبقة الوسطى، وكبار السن الذين يستفيدون من المساعدات الفدرالية.
وتجدر الاشارة الى ان ترامب الذي يستند الى أصوات الناخبين التي حصل عليها في الانتخابات الرئاسية، ودعم قسم كبير من الحكام الجمهوريين للولايات، قادر على على فرض اسماء جمهورية جديدة في الكونغرس في الدورة الانتخابية المزمع إجراؤها عام 2018.
الأيام القادمة ستوضح الأمور
ورغم ان الرئيس لم ينتقد علنا رايان بعد، واشاد بدوره عقب فشل المشروع، غير ان تغريدته يوم السبت التي دعت الى متابعة برنامج القاضية جانين على قناة فوكس نيوز، حيث طالبت فور بدء الحلقة رايان بالاستقالة من منصبه، أكدت ان العلاقة الهشة وصلت الى طريق مسدود وان العودة الى مرحلة البرودة في التعاطي مع بعض من ابرز القادة قادمة لا محالة.
رايان الذي التقى يوم الاثنين بنائب الرئيس مايك بينس وقيادة ترامب كما تواصل مع الاخير ايضا، اوحى بأن العلاقة مع ترامب لم تتغير، بل على العكس فأن فشل مشروع قانون النظام الصحي جعلهما اقرب الى بعضهم البعض.
وبين تصريحات رايان ونقمة انصار ترامب عليه، ستساهم الملفات التي ستطرح قريبا كالاصلاح الضريبي والجدار الحدودي والبنى التحتية في بلورة صورة العلاقة أكثر بين الثنائي الجمهوري الذي ينتمي الى المؤسسة والرئيس المستند على الطبقات الشعبية.