الإجابة تعتمد على من يوجّه اليه السؤال
هل يمكن أن تتراجع بريطانيا عن بريكست؟
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
لندن: تعتمد الإجابة على سؤال إن كان يمكن لبريطانيا العودة عن عملية الانفصال عن الاتحاد الأوروبي على من يوجه إليه هذا السؤال.
رئيسة وزراء بريطانيا أصرّت بعد تفعيل المادة 50 من معاهدة لشبونة الأربعاء على أنها "لحظة تاريخية لا يمكن العودة عنها"، ولكن بعد ذلك بساعات، قال رئيس البرلمان الأوروبي انطونيو تاجاني انه يمكن نظريا إعادة عقارب الساعة الى الوراء ولكن فقط بموافقة الاعضاء السبعة والعشرين الباقين في الاتحاد.
وقال تاجاني "إذا غيرت المملكة المتحدة رأيها لا يمكنها أن تفعل ذلك بمفردها؛ يجب أن تقرر سائر الدول الأعضاء في الاتحاد إن كان يمكنها أن تفعل ذلك أم لا".
وتعكس هذه التصريحات المتعارضة في الظاهر الغموض السياسي والقانوني المتعلق بمعرفة ان كان طلاق بريطانيا من الاتحاد هو طلاق بائن.
فالمادة 50 غير المعروفة التي أصبحت شهيرة الآن غامضة تماما بشأن هذه المسألة وغيرها.
فهي تفيد أن "على أي دولة عضو تقرر الانسحاب أن تخطر مجلس الاتحاد بنيتها".
ثم تضيف "إذا طلبت دولة انسحبت من الاتحاد الانضمام إليه مجددا فينبغي اخضاع طلبها للإجراءات المشار إليها في المادة 49"، في إشارة الى القسم المتعلق بتقديم طلبات جديدة للانضمام.
قالت المحكمة العليا البريطانية إنه "من المتفق عليه" أن الإخطار بالمغادرة "لا رجعة عنه ولا يمكن أن يكون مشروطا"، رغم انها لم تكن تعطي رأيا في هذا الموضوع وإنما بشأن استشارة البرلمان في ما يتعلق ببريكست.
ويبدو أن المفوضية الأوروبية توافق على ذلك، اذ قالت في بيان حول المادة 50 الأربعاء انه "ما ان يتم تفعيل المادة لا يمكن عكسها بصورة منفردة. الإخطار هو نقطة اللاعودة".
ولكن يبدو أن هذا يترك المجال مفتوحا امام الامكانية التي طرحها الإيطالي تاجاني حول موافقة الدول الأعضاء الأخرى لعكس مفعول الابلاغ.
لا يمكن ارغامها على المغادرة&
وطرح البرلمان الأوروبي امكانية ابطال المادة 50 في قرار حول بريكست سيتم التصويت عليه الاسبوع المقبل وان كان ذلك يتعلق بالقول ان "ابطال الإخطار يحتاج لتوفر شروط محددة" ولا يمكن "اساءة استخدامه" بهدف تحسين شروط عضوية المملكة المتحدة الحالية.
وقال خبير قانوني في الاتحاد الأوروبي إن كل العمل الذي جرى لصياغة المادة 50 قبل نحو عشر سنوات كان يركز على تسهيل عملية الانسحاب وإن مسؤولي بروكسل ظنوا أن لا عودة عنها.
ولكن الخبير الذي طلب عدم ذكر اسمه نظرا لحساسية موقعه قال ان هناك اقرارا بأنه يمكن عكس مفعولها في حالات استثنائية.
وهذا ما كان في ذهن محرر المادة 50 جون كير، وهو بريطاني للمفارقة.
إذ قال أمام مجلس اللوردات في فبراير ان "الإخطار وفق المادة 50 ليس أمرا لا رجعة عنه".
واضاف "اذا قمنا بعد أن رأينا جسامة الأمر بتغيير رأينا بشأن الانسحاب، يمكننا بالطبع ذلك ولا يمكن لأحد في بروكسل أن يمنعنا".
وأيده في الرأي جان كلود بيريس المدير السابق للخدمات القانونية في المجلس الأوروبي.&
وقال بيريس الذي يعمل الآن مستشارا في تصريح لفرانس برس "اذا قالت السلطات البريطانية: لم نعد نرغب بفعل ذلك، لا يمكن إرغام دولة عضو على المغادرة. يتم العودة في هذه الحالة من وجهة نظري إلى الوضع القائم".
المزاج السياسي يمكن أن يتغير&
ولا يظهر ان لدى بريطانيا في الوقت الحالي رغبة سياسية في تحدي نتائج الاستفتاء الذي شكل مع ذلك صدمة.
ولكن المحامي البريطاني جوليون موغام الذي رفع دعوى في إيرلندا لارغام محكمة العدل الأوروبية على تقرير إن كان يمكن لبريطانيا أن تعكس مفعول المادة 50، يقول انه لا يزال بالإمكان تغيير الامر.
واضاف "لا يمكن التأكيد أن المزاج السياسي سيبقى على حاله. هناك أدلة قوية على ان الناس بصدد تغيير رأيهم بشأن كلفة بريكست بالنسبة لهم".
وافاد تقرير صادر عن النواب الفرنسيين انه "في حال تعين اتخاذ قرار يبدو أكيدا أن محكمة العدل الأوروبية هي من يقرر حتى وإن كان من بين دوافع بريطانيا للانسحاب هو ضمان سيادتها".
التعليقات
بريطانيا
يونس المغربي -لما استقالة ديفيد كامرون من رئاسة الحكومة ورئاسة حزب المحافظين وتعويضه بتيريزا ماي في رئاسة الوزراء بعد فوزها في انتخابات رئاسة حزب المحافظين فقط وذلك بعد التصويت الشعبي للبريطانيين حول استفتاء الخروج أو البقاء في الاتحاد الأوروبي والذي كانت نتيجته نعم للخروج مع العلم أن تيريزا ماي مثلها مثل ديفيد كامرون كلاهما صوتا لصالح بقاء بريطانيا في الاتحاد الأوروربي، رئيس الوزراء السابق كامرون استقال بعد هذه النتيجة فقامت ماي بتعويضه، بمعنى أن رئيسة الوزراء البريطانية الحالية لم تفز في انتخابات شعبية تقليدية تجمع بين الحزبين الرئيسيين حزب المحافظين وحزب العمال بل قامت فقط بتعويض رئيس الوزراء السابق بعد أن صوت لها أعضاء حزب المحافظين في انتخابات رئاسة هذا الحزب. صوتت بريطانيا لصالح الخروج من الاتحاد الأوروربي إذن وجب تعويض ديفيد كامرون بشخص كان يدعو للخروج من الاتحاد الأوروبي أو على الأقل كان يجب اللجوء لانتخابات رئاسة وزراء مبكرة لكي يقول الشعب البريطاني كلمته.