بعضها قد يتجه إلى النشر الالكتروني
عدوى التوقف تصل إلى صحف ورقية سعودية
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
واشنطن: يؤشر توقف صحيفة "الحياة" اللندنية عن الصدور لأيام، خلال الأسبوع الماضي، إلى حجم الأزمة المالية الخانقة التي تعاني منها الصحف السعودية.
ووصف صحافيون سعوديون في حديث إلى "إيلاف" الأزمة التي تمر بها الصحف في بلادهم بـ "الكارثية"، ولم تسلم منها حتى مؤسسات وشركات إعلامية كبرى، كانت حتى وقت قريب الأغنى والأكثر دخلاً في منطقة الشرق الأوسط.
بعكس دول عربية كثيرة، لا تملك الحكومة السعودية المؤسسات الصحافية في البلاد، باستثناء جريدة "أم القرى" الرسمية التي تتولى نشر المراسيم الحكومية.&وكان خالد المالك رئيس هيئة الصحافيين السعوديين ورئيس تحرير صحيفة "الجزيرة" نشر سلسلة مقالات في نوفمبر الماضي سلطت&الضوء على ما أسماها "الأزمة" التي تعاني منها الصحف السعودية، بسبب الانخفاض الحاد في دخلها، "بعد خفض الكثير من الشركات للموازنات التي تخصصها للإعلان".
وأكد المالك على ضرورة أن تتحد المؤسسات الصحافية في البلاد مع وزارة الإعلام لمواجهة الأزمة.&وتصدر في السعودية 12 صحيفة ناطقة بالعربية، إضافة إلى طبعات محلية تصدرهما صحيفتا "الحياة" و"الشرق الأوسط "السعوديتان، اللتان تتخذان من لندن مقراً.
وقال مسؤول في صحيفة سعودية فضل عدم ذكر اسمه، لـ"إيلاف"، "إن الأزمة المالية غير مسبوقة ولم نعهدها حتى في نهاية تسعينات القرن الماضي، حينما انخفض سعر برميل النفط إلى نحو ثمانية دولارات".
وذكر مدير تحرير في صحيفة تصدر في الرياض، وتطبع وتوزع في دول عدة، لـ"إيلاف"، "أن الشركة التي يعمل فيها هي من بين ثلاث مؤسسات صحافية على الأكثر في البلاد مازالت متماسكة وتدفع رواتب موظفيها من الرسميين والمتعاونين&في مواعيدها".
وكشف مدير التحرير الذي فضل عدم الكشف عن اسمه "أن هناك صحفًا أخرى لم تدفع رواتب موظفيها لمدد تصل إلى أربعة أشهر، وقررت تسريح عدد كبير منهم".
ولاحظ الدكتور ناصر البراق رئيس قسم الصحافة في كلية الإعلام والاتصال في جامعة الإمام محمد بن سعود في الرياض، "أن الصحف السعودية تعيش أزمة حقيقية على المستويات كافة".
ورأى "أن الصحف في بلاده لا تعاني أزمة مالية فقط، بل تعاني من فشل في صناعة المحتوى المميز، ونقص في الكوادر الجيدة، وهو ما دفع القرّاء إلى هجرها".
وأضاف البراق "لا أؤيد دعم الحكومة لمؤسسات صحافية تدار بعقلية تقليدية". وأكد "أن على هذه المؤسسات &يجب أن ترتقي بأدائها لتواكب تطلعات جيل تقني صاعد لا يلتفت إلى الورق".
ونصح البراق الذي كان ملحقاً ثقافياً في سفارة بلاده في المغرب المؤسسات الصحافية "بالإتجاه إلى تطوير محتوى منصاتها الرقمية، والاستغناء عن الطبعة الورقية التي تكلفهم مبالغ طائلة".