أخبار

تبنيها شركات ألمانيا وهولندية ودنماركية

جزر اصطناعية لإنتاج الطاقة من الريح

-
قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

إيلاف من برلين: تعتبر منطقة بحر الشمال من أفضل المناطق التي تهب فيها الرياح بشكل مستمر، وتعد بإنتاج الطاقة بشكل كبير، لكن معظم السواحل والمياه غير صالحة لنصب المراوح الكهربائية الكبيرة. ويبدو أن الحل هو بناء جزر اصطناعية في عرض البحر تجمع بين إنتاج الطاقة، وصيانة حقول مراوح الهواء، والسياحة.

وتخطط شركات إنتاج الطاقة الكبرى مثل"تينيت" (رأسمال ألماني-هولندي) و"اينرجينيت" (الدنمارك) لبناء أولى هذه الجزر في مكان ما من بحر الشمال بين الجزر البريطانية والدنمارك.

وتقول مصادر هذه الشركات إن الجزيرة ليست عائمة وإنما ثابتة على أرض البحر. إذ عثر الباحثون على منطقة من البحر بين انكلترا والدنمارك قريبة جداً من سطح الماء. وهي منطقة كبيرة ترتفع مساحتها إلى مساحة ولاية ميكلنبورغ فوربومرنز الألمانية الواقعة على بحر الشمال. &

منطقة لا يزيد عمق البحر فيها عن 15 متراً

ومعروف أن مساحة هذه الولاية تبلغ 23 ألف كم مربعاً، ويسكنها نحو 1,2 مليون إنسان. وهذه المساحة "الضحلة" من البحر عبارة عن تل رملي يرتفع من قاع البحر، ولا يزيد عمق الماء في أماكن كثيرة منه عن 15 متراً.
وهذه المنطقة ملائمة جداً لنصب مراوح إنتاج الطاقة من الريح، لكن الكلفة ستكون عالية، ثم انها بعيدة جداً عن السواحل ويتطلب الأمر مد الكابلات لمسافات بعيدة في عرض البحر. وعلى هذا الأساس فإن بناء جزيرة كاملة على المنطقة هو أفضل الحلول.

وتقول مصادر شركة"تينيت" إن عقد بناء الجزيرة مع"اينرجينيت" تم توقيعه، وستبدأ أعمال البناء قريباً، وتنتهي في 2035، لتشيد جزيرة مساحتها عدة كيلومترات. تنصب المراوح الكبيرة، بعد تشييد الجزيرة، في مناطق البحر الضحلة القريبة، وتكون الجزيرة بمثابة مركز لتوزيع الطاقة وصيانة المراوح وبنائها.

مدارج للطائرات أيضاً

تحتوي الجزيرة على ميناء داخلي محمي جيداً ضد تقلبات البحر، وعلى ورش لصناعة المراوح، وورش لتصليح المراوح، وعلى مخازن لأدوات احتياطية. ولكن، أيضاً، على مناطق سكنية للعاملين عليها وكراجات للسيارات ومخازن لبيع الأغذية والملابس وما إلى ذلك.

والمهم أيضاً هو أن المهندسين سيبنون مدرجين لإقلاع وهبوط الطائرات فيها، سيحولان الجزيرة إلى محطة"استراحة" للرحلات الجوية البعيدة. وطبيعي ان يكون المدرج في خدمة الطائرات التي تنقل العاملين على الجزيرة، والزوار، بين البحر والشواطئ.

ولأن الجزيرة ستكون قريبة من شواطئ الدنمارك وشمال ألمانيا وهولندا وبريطانيا، فانها ستكون محطة لتزويد معظم هذه الشواطئ بالكهرباء. وينتظر أن تكون مثالاً يحتذى به في بناء جزر مماثلة في مناطق البحر غير العميقة الأخرى في العالم.

تزويد100 مليون مسكن بالكهرباء

وتوقع ماتياس فيشر، المتحدث باسم شركة "تينيت" ان تتحول الجزيرة إلى مركز لجمع وتوزيع طاقة مراوح هواء ترتفع إلى70-100 غيغاواط. وترتفع طاقة الإنتاج عند وجود رياح مؤاتية إلى كهربائية تكفي لتزويد100 مليون مسكن بالطاقة.

وأكد فيشر أن الشركات"مصممة تماماً" على تنفيذ المشروع، ولا يبقى سوى الاتفاق على التفاصيل المتعلقة بالصيانة والكلفة وغيرها. وتخوض الشركات مباحثات الآن حول إمكانية تنفيذ المشروع، وتخطط للعمل بشكل مركز بهدف اكمال بناء الجزيرة في العام2035.

وتنبع أهمية الجزيرة من حقيقة أنها ستحتوي على"المحولات" التي تحول الطاقة المنتجة من المراوح إلى كهرباء تنتقل عبر الأسلاك. وهذه المحولات ثقيلة ويبلغ وزن الواحد منها أكثر من20 ألف طن، وتحتاج إلى سفن خاصة لنقلها ونصبها. وعادة توضع هذه المحولات في رأس المروحة، لكن وجود الجزيرة سيعني وضعها على أرض الجزيرة وتخليص المراوح من ثقل مهم.

ألمانيا تتصدر

تتصدر ألمانيا أوروبا في مجال إنتاج الطاقة من الرياح ، لكن الدول الاسكندنافية هي صاحبة الأرقام القياسية في أكبر حقول المراوح وأكبر هذه المراوح. ويجري في ألمانيا انتاج44% من طاقة الهواء المنتجة سنوياً على المستوى الأوروبي.

وتقول دائرة البيئة الاتحادية إن ألمانيا تصدرت أوروبا في بناء المحطات الجديدة حيث شيدت 44% من هذه المحطات في العام2014 على الأراضي الألمانية. وهناك في ألمانيا اليوم أكثر من25 ألف محطة لإنتاج الطاقة من الريح يشكل انتاجها9% من إجمالي الطاقة المنتجة. وبلغ إنتاج هذه المحطات مجتمعة في العام السابق نحو50 تيراواط ساعة، ويشغل قطاع إنتاج الطاقة البديلة من الريح نحو138 ألف مهندس وموظف وعامل، وأصبح بالتالي من أكبر أرباب العمل في ألمانيا.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف