ليمان لـ"إيلاف المغرب": الموقع فريد من نوعه في المغرب العربي
اكتشاف حي أثري لصناعة الخزف بسلا يعود إلى عهد الموحدين
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
«إيلاف» من الرباط: قال حسن ليمان، الاستاذ بالمعهد الوطني لعلوم الآثار والتراث بالرباط إن الموقع الأثري الذي عثر عليه اخيرا في بناية"دار البارود" بمدينة سلا المغربية، يضم العديد من أفران صناعة الخزف، تعود لفترات مختلفة من التاريخ، و بالتحديد للحقبة الموحدية.
و أضاف ليمان ، في اتصال مع"إيلاف المغرب" أن الموقع يضم أفرانا خاصة تظهر لأول مرة في المغرب، وتدعى بـ"أفران الأعمدة"، تعود للقرنين 11 و12، إضافة إلى أفران أخرى تعود للقرن 17.
كما أوضح ليمان الذي يشغل عضو فريق حفريات الإنقاذ لدار البارود أن الاكتشاف كان نتيجة لبناء مشروع مركب ثقافي في موقع"دار البارود"، والذي انخرطت فيه وزارة الثقافة، وكالة أبي رقراق فضلا عن أطراف أخرى، مؤكدا أن الأسس الأولى للبحث بالموقع أظهرت وجود بقايا لأفران، أوراش للعمل وسكن في المنطقة، لذلك طالبت وزارة الثقافة باستمرار البحث، وتم تعيين فريق من معهد الآثار والتراث يضم 4 باحثين رفقة طلبة آخرين في المجال، بالنظر لأهمية الموقع، ومن أجل القيام بحفريات به.
و يعتبر عضو فريق البحث أن الموقع الأثري المكتشف فريد من نوعه في المغرب العربي عامة، لكونه أول حي حرفي يتم اكتشافه، كما أنه يمثل جزءا من ذاكرة مدينة سلا، ويبرز أهمية الخزف الإسلامي.
و ذكر ليمان "تم توقيف أشغال مشروع المركب الثقافي حاليا، وفي آخر تقرير سنتقدم به لوزير الثقافة الاثنين المقبل، نطلب من خلاله استكمال الحفريات لإبراز أهمية هذا الموقع، كما نقترح خطة في مشاورات مع الأطراف الرئيسية للمشروع، فالأهم أن نوثق للموقع من ناحية التصاميم والرفوعات الهندسية، هكذا نحافظ على الذاكرة ونبرزها للساكنة في خطوة لربط الماضي بالحاضر".
و حول ما إذا كانت هناك مخاوف لدى الباحثين في علوم الآثار من إهمال الموقع الذي يعتبر غير مسبوق من حيث نوعه وحجمه، أضاف المتحدث"سنقوم بإقناع الوزير بأهمية الموقع، وفي هذا الإطار، نقترح إدماجه في مشروع المركب الثقافي، في محاولة لرد الاعتبار له، من خلال تشييد متحف خاص بالموقع الأثري".
و يعودانشاء "دار البارود" الى القرن 19، حيث أسس في عهد السلطان عبد الرحمان بن هشام، كمستودع لتخزين الذخيرة و الأسلحة والعتاد العسكري.