أخبار

شل العنف الحركة في العاصمة وحصد قتيلين الأربعاء

مؤيدو مادورو ومعارضوه يتواجهون في شوارع كراكاس

-
قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

تظاهر آلاف من معارضي وأنصار الرئيس الفنزويلي الاشتراكي نيكولاس مادورو الأربعاء في شوارع كراكاس، حيث قتل شخصان بالرصاص، وسط أجواء من التوتر الشديد.

إيلاف - متابعة: قالت إنغريد شاكون (54 عامًا) التي شاركت في التظاهرة المناهضة للحكومة لفرانس برس: "يجب إنهاء هذه الديكتاتورية. لقد تعبنا. نريد انتخابات، ليخرج مادورو من السلطة، لأنه دمّر البلاد. لست خائفة".

هذا التحرك هو السادس للمعارضة منذ بداية إبريل بغية المطالبة بانتخابات مبكرة واحترام البرلمان، المؤسسة الوحيدة التي يهيمن عليها المعارضون. لكن هؤلاء منعوا الأربعاء من دخول وسط العاصمة، حيث تظاهر أنصار مادورو.

اعتقالات بالمئات
في ثلاثة أسابيع، أسفرت موجة التظاهرات عن ستة قتلى وعشرات الجرحى. وتندد المعارضة بقمع تمارسه قوات الأمن التي اعتقلت أكثر من مئتي شخص.

من جهتها، قالت المدرّسة نانسي غوزمان، التي شاركت في التظاهرة الداعمة للسلطات، لفرانس برس، "نحن إلى جانب مادورو بقوة انطلاقًا من ولائنا لقائدنا الأبدي" الرئيس الراحل هوغو تشافيز.

وسط هذا التوتر، قضى شاب في السابعة عشرة بعد إصابته برصاصة في رأسه في سان برناردينو في شمال غرب كراكاس، وفق مصدر طبي. جرى ذلك عندما ألقى مجهولون على دراجة نارية قنابل مسيلة للدموع على تظاهرة للمعارضة، وفق ما أفاد شهود فرانس برس. كما قتلت امرأة تبلغ 23 عامًا في غرب فنزويلا، بحسب مدّعين عامين ومنظمة غير حكومية.

وقال مصدر في مكتب الإدعاء العام لفرانس برس إنه "تم إطلاق الرصاص على المرأة في رأسها"، فيما أفادت منظمة بروفيا الحقوقية غير الحكومية أن المرأة قضت "في سياق التظاهرات" التي اندلعت في البلاد.

وأغلقت نحو عشرين محطة مترو والعديد من المتاجر في كراكاس، فيما منع جنود وشرطيون المعارضين من سلوك الشوارع الرئيسة المؤدية إلى وسط العاصمة.

دعوة إلى ملاحقة رئيس البرلمان
تصاعد التوتر فجأة مساء الثلاثاء مع إعلان الرئيس مادورو تفعيل "خطة زامورا" من أجل "دحر الانقلاب وتصاعد أعمال العنف".

وقبل ساعات من بدء التظاهرات، ندد الرئيس الفنزويلي مجددًا بمحاولة انقلاب، موجّهًا اتهاماته تحديدًا هذه المرة إلى الولايات المتحدة. وقال مادورو خلال اجتماع في قصر ميرافلوريس في كراكاس، نقلته الإذاعة والتلفزيون، إن "الولايات المتحدة" وتحديدًا "وزارة الخارجية أعطت الضوء الأخضر للتدخل في فنزويلا".

لكن تحالف المعارضة في "طاولة الوحدة الديموقراطية" رفض هذه الاتهامات، وندد "بالحروب الوهمية لمادورو ومؤامراته التي لا وجود لها". كذلك دعا مادورو إلى ملاحقة خوليو بورخيز رئيس البرلمان، الذي تسيطر عليه المعارضة منذ 2015، بتهمة "الدعوة إلى انقلاب".&

وكان رئيس البرلمان دعا القوات المسلحة الثلاثاء إلى البقاء "وفية" للدستور والسماح للمعارضين بالتظاهر سلميًا الأربعاء، تعقيبًا على إعلان قائد الجيش ووزير الدفاع فلاديمير بادرينو لوبيز الاثنين "وفاء غير مشروط" لمادورو.

وقف القمع... لا ثورة
وأكد بورخيز أنه لا يطلب من العسكريين القيام بـ"تمرد" ولا "انقلاب"، بل أن "يوقفوا التجاوزات" و"المضايقات" و"القمع". وأدت آخر موجة من التظاهرات ضد مادورو عام 2014 في البلد الذي يصنّف من الأشد عنفًا في العالم، إلى سقوط 43 قتيلًا، بحسب حصيلة رسمية.

ودعا نائب رئيس البرلمان فريدي غيفارا المعارضين إلى "ملء الشوارع، لنقول لمادورو إننا لن نسمح بديكتاتورية". وأعربت 11 دولة من أميركا اللاتينية عن قلقها الاثنين، داعية كراكاس إلى "ضمان" الحق في الاحتجاج سلميًا، في مسعى اعتبرته حكومة فنزويلا "تدخلًا سافرًا" في شؤونها.

لكن مادورو لا يبدي استعدادًا للتهدئة. وبعدما أعلن نشر قوات عسكرية تحسبًا لتظاهرات الأربعاء، أكد تعزيز الميليشيات المدنية التي ستعد 500 ألف عنصر مع "بندقية لكل منهم" تحسبًا لأي "تدخل أجنبي" محتمل.

الانتخابات تخيف مادورو
انطلقت موجة التظاهرات في الأول من أبريل، إثر قرار للمحكمة العليا المعروفة بقربها من مادورو، يقضي بتوليها صلاحيات البرلمان، ما أثار موجة احتجاجات دبلوماسية، دفعتها إلى التراجع عن قرارها بعد 48 ساعة.

ويعتقد بعض المراقبين أن الحكومة ستكشف قريبًا تاريخ الانتخابات المحلية التي أرجئت في 2016 إلى أجل غير مسمى، سعيًا منها إلى التهدئة. غير أن المعارضة تريد المزيد، وتطالب بانتخابات رئاسية مبكرة.

ويشكل أي استحقاق انتخابي تهديدًا لمادورو، الذي يتمنى 70% من الفنزويليين رحيله من السلطة، في ظل أزمة اقتصادية خانقة أفرغت المتاجر، وضاعفت التضخم، الذي سيصل إلى 720.5% في نهاية العام 2017، بحسب توقعات صندوق النقد الدولي.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف