التايمز: من كاليه إلى نيس. فرنسيون يحملون الاتحاد الأوروبي مسؤولية الهجمات
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
جاء الهجوم على جادة الشانزيليزي في باريس على رأس القضايا التي انشغلت بها الصحف البريطانية وأفردت لها حيزا كبيرا من الأخبار والتحليلات، بل كاد يغطي على أخبار العالم الأخرى نظرا وقوع الهجوم قبل يومين من الانتخابات الرئاسية الفرنسية.
وكتبت صحيفة التايمز باسهاب عن الهجوم الدامي، الذي وقع في جادة الشنزليزي في قلب العاصمة الفرنسية باريس.
وأفردت مساحة لتقرير مراسلها من باريس بعنوان "من كاليه إلى نيس الناخبون ينحون باللائمة في الهجمات على الاتحاد الأوروبي."
ورصد مراسلا التايمز آدام ساغا وتشارلز بريمر، من خلال حواراتهما في الشارع، ما قالا إنه آراء كثير من الفرنسيين، الذين أبدوا غضبا من بروكسل وسياساتها الأوروبية.
وجاء في التقرير أن البعض كانت محبطا، ويحمل ذات مشاعر الخيبة من أوروبا، كتلك التي حملها البريطانيون، وصوتوا بسببها لصالح خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
وفي حالة وصول رئيس معاد لأوروبا الموحدة في الانتخابات الفرنسية، فإن ذلك يعني -حسب تقرير التايمز- أن التيارات الشعبوية ستنتعش كثيرا في فرنسا، وذلك قبل الانتخابات المقررة في كل من ألمانيا وإيطاليا.
ويخلص التقرير إلى أن كثيرا من الناخبين الفرنسيين ربما سيتجهون يمينا، ما يجعل زعيمة الجبهة الوطنية اليمينية مارين لوبان أقرب إلى الفوز بالانتخابات، كما أن الاثارة ستستمر في الانتخابات إلى غاية الجولة الثانية من الاعادة، التي ستجري في السابع من مايو/ أيار المقبل.
"فرنسا المنسية"أما في صحيفة الغارديان، فجاء الهجوم الأخير في باريس وتأثيره على الانتخابات الرئاسية المقررة يوم الأحد، مفصلا في صفحتين كاملتين، وعنونت الصحيفة "فرنسا المنسية تتجه نحو الجبهة الوطنية بسبب اليأس والخوف."
وكتبت أنجليك كريسافيس أن الطبقة السياسية في فرنسا متجذره للغاية ومتعفنة وكل ما يمكنك أن تسمعه في فرنسا هو قول بعضهم "تخلصوا منهم وعلينا أن نبدأ بداية جديدة."
"التوقيت المناسب"
أما جيسون بيرك فكتبت تحليلا بشأن تبني تنظيم الدولة الإسلامية لهجوم باريس، وقالت إن التنظيم يطمح إلى مزيد من الشهرة، أكثر من بحثه عن مكاسب سياسية وراء هجوم الشانزليزي.
وترى الكاتبة أن فكرة سعي التنظيم من خلال الهجوم للتأثير على الانتخابات الفرنسية، هي بحد ذاتها نقلة كبيرة واستراتيجية لتنظيمات كهذه.
وتضيف أننا لا نعرف كثيرا عما يدور في اجتماعات القادة الكبار لتنظيم الدولة، لكن التنظيم يبدو مثل القاعدة، قد تكون له دوافع سياسية لتنفيذ هجمات كهذه، كأن يدفع الناخبين إلى التصويت لصالح مرشحة أقصى اليمين مارين لوبان، وبالتالي سترسل هذه رسالة واضحة للمسلمين في فرنسا وأي مكانة ستكون لهم في المجتمع، ومن هنا تبدأ القلاقل، والتوتر، وتزداد وتيرة تجنيد الجهاديين، تتحقق له إطالة أمد العنف في داخل المجتمع الفرنسي.
لكن الكاتبة تقول إن التنظيم يختار بدقة التوقيت المناسب لتنفيذ هجماته، ففي حادثة الدهس بشاحنة في نيس العام الماضي قتل فيها 84 شخصا، اختار التنظيم العيد الوطني الفرنسي الذي يصادف 14 يوليو/ تموز، وهذا ما يحقق له شهرة واسعة على كل المستويات.
ترامب: لوبان ستستفيد من الهجمات
وإلى صحيفة الدايلي تلغراف، حيث نقرأ تغطية في الهجوم على باريس بعنوان "لوبان ستستفيد من الهجوم حسب ترامب."
وتورد الصحيفة تصريحات للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي قال في تغريدة له، إن الهجوم سيشكل دعما كبيرا لمارين لوبان زعيمة الجبهة اليمينية، لأنها المرشحة الأقوى في الانتخابات، وتعرف ما الذي يجري في فرنسا.
وأضاف ترامب في تصريحاته أن المرشح كلما كان أكثر تشددا مع تنظيم الدولة الإسلامية في برنامجه السياسي، سيكون المرشح الأكثر حظا للفوز فيها.
وفي صفحة الرأي، كتب هاري دي كوتوفيل في، أن الانتخابات الفرنسية قد تكون إما "دوامة أو كارثة" ويضيف أن الجمهورية الخامسة ستتجه إلى انتخابات الأحد "بمزاج عنيف."
ويرى الكاتب أن فرنسا تعيش حاليا في حالة مضطربة بسبب الهجمات، وأيضا من حيث وجود أربعة مرشحين كلهم غير عاديين.
ويرى الكاتب أن المرشحين الأربعة ليست لديهم أي اجابات على سؤال: "ما الذي يجب فعله الآن أمام دوامة الهجمات هذه" لكنهم متفقون ايضا على أن الوضع الحالي لا يمكن أن يستمر كما هوعليه الآن.
أوروبا والانتخابات الفرنسيةأما الفاينانشال تايمز، فركزت على موضوع ردود الفعل الاوروبية تجاه الانتخابات الفرنسية، وقالت إن دول الاتحاد الأوروبي تراقب الانتخابات الرئاسية عن كثب في ظل ما يحدث من تكرار للهجمات.
وتقول الصحيفة إن أكثر ما تخشاه فرنسا هو أن تنحسر المنافسة بين اقصى اليمين ممثلا في الجبهة الوطنية، وأقصى اليسار ممثلا في المرشح جون لوك ميلونشون.
وتشير الصحيفة إلى أن أبرز التخوفات التي ترافق الانتخابات الفرنسية، هي انعكاساتها على الوضع الفرنسي، لأن انتخاب رئيس معاد لأوروبا، سيهدد مستقبل العملة الموحدة، والشراكة الفرنسية الألمانية، التي كانت من أهم مظاهر قوة الاتحاد طيلة ستين عاما، بالإضافة إلى أن نتيجة الانتخابات إذا كانت بهذا الشكل فستهدد وجود الاتحاد الأوروبي كله.