لم يأبه للمخاطر الأمنية بعد تفجيري طنطا والإسكندرية
بابا الفاتيكان يتنقل في أستاد القاهرة بعربة مكشوفة
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
ترأس البابا فرنسيس صباح السبت قداسًا احتفاليًا بحضور آلاف الكاثوليك المصريين من كل الطوائف في ثاني أيام زيارته لمصر ذات القيمة الرمزية الكبرى لمسيحيي مصر بعد الاعتداءات الدامية التي استهدفت الأقباط في هذا البلد.
إيلاف - متابعة: دعا البابا في عظته إلى نشر ثقافة الحوار والاحترام، وذلك خلال القداس الذي أقيم في إستاد تابع للجيش في ضاحية التجمع الخامس في شرق القاهرة يتسع لقرابة 30 ألف شخص.
إطلاق بالونات
وكان البابا دخل في موكب مهيب مع قساوسة يمثلون كل الطوائف الكاثوليكية في مصر: الكنائس القبطية والأرمنية والمارونية وكنيسة الروم الكاثوليك. وعلى أنغام الترانيم الدينية، توجه البابا نحو المذبح وقبله.
وفي مستهل القداس، جاب البابا في عربة غولف مكشوفة الإستاد محيّيًا الحضور، وتوقف عند مجموعة من الأطفال ترتدي زيًا فرعونيًا واستقبلهم مبتسمًا وفاتحًا ذراعيه.
وأطلقت في سماء الإستاد بالونات صفراء وبيضاء، وهي ألوان علم الفاتيكان، علقت فيها صورة للبابا، وكتب عليها شعار زيارته لمصر، وهو "بابا السلام في مصر السلام"، بحسب ما أفاد مراسل وكالة فرانس برس. وكان البابا محاطًا برجال أمن في زيّ مدني كما كانت مروحية تحلق في سماء الإستاد في إطار إجراءات الأمن المشددة التي اتخذتها السلطات.
وكان آلاف الاقباط بدأوا في التوافد منذ ساعة مبكرة صباح السبت إلى الإستاد، حيث اصطفت عشرات الحافلات والسيارات في طوابير لعبور نقاط التفتيش التي أقامتها الشرطة، التي انتشرت بكثافة في المكان، مدعومة من قوات الحرس الجمهوري، بحسب صحافي من فرانس برس.
لذة الانتظار
في الوقت نفسه كانت راهبات مسنات بزيهن الرمادي أو البني والأبيض يتجهن إلى مداخل أخرى للإستاد وكذلك شبان وفتيات من الكشافة الكاثوليكية يرتدون قمصانًا بنية فاتحة مغطاة بالشارات ورجال يرتدون بزات أنيقة وعجائز يستندن إلى عصي. ووزع شبان الكشافة بالونات بيضاء وصفراء على الحضور.
وفيما كانت دينا بباوي (33 عامًا) تنتظر مع زوجها مرتدية ثوبًا أبيض طويلًا وتمسك بيدها قبعة أنيقة، للدخول إلى الإستاد، قالت إنها سبق أن رأت البابا في الفاتيكان، ولكن رؤيته في مصر "شيء آخر".
أضافت "إننا سعداء، ولا مشكلة لدينا في الانتظار"، مضيفة "أننا نشعر بالفخر لوجوده في مصر، فهي رسالة بأننا لا نزال نقف على قدمينا، وأن الوضع آمن، وأننا أقوى من أي وقت مضى" رغم الاعتداءات التي استهدفت المسيحيين المصريين.
&
بابا الفاتيكان أثناء وصوله إلى إستاد رياضي في شرق القاهرة
تطرف المحبة
ألقى رأس الكنيسة الكاثوليكية، البالغ عدد أتباعها في العالم 1.3 مليار، عظة في القداس، دعا فيها إلى "نشر ثقافة اللقاء والحوار والاحترام والأخوة". وقال إن "التطرف الوحيد المسموح به للمؤمنين إنما هو تطرف المحبة".
وبعد غداء مع أساقفة مصريين، سيلتقي الحبر الأعظم كهنة المستقبل، الذين يدرسون في معهد ديني للأقباط الكاثوليك في جنوب القاهرة. ومن المقرر أن يغادر البابا فرنسيس مصر عصرًا في ختام زيارة مدتها 27 ساعة أحيطت بتدابير أمنية شديدة.
وتوجد في مصر أقلية كاثوليكية صغيرة يبلغ عدد أفرادها 270 ألفًا، أي 0.3% من الشعب المصري، ويعود وجودها في مصر إلى القرن الخامس.
دعم معنوي وروحي
أشاد بطريرك الأقباط الكاثوليك إبراهيم إسحق بالدعم "المعنوي والروحي" الذي يقدمه الحبر الأعظم الأرجنتيني بزيارته لمصر في وقت "أثارت فيه الأحداث المتتالية (ضد الأقباط) الكثير من الإحباط، بل والغضب أحيانًا".
وكان البابا فرنسيس شارك مساء الجمعة مع بابا الأقباط الأرثوذكس تواضروس الثاني في صلاة مسكونية في الكنيسة البطرسية في القاهرة التي استهدفها تفجير انتحاري تبناه تنظيم داعش، وأوقع 29 قتيلًا في ديسمبر الماضي.
وفي كلمة قصيرة في الكاتدرائية المرقسية قبيل هذه الصلاة، أعرب البابا فرنسيس عن تضامنه مع "شهداء" الأقباط في هذا التفجير وفي اعتداءين آخرين أعقباه ضد كنيستين قبطيتين، وأوقعا 45 قتيلًا في التاسع من إبريل الجاري. وقال "أريقت للأسف أخيرًا دماء بريئة لمصلين عزل وبقسوة... آلامكم هي أيضًا آلامنا. دماؤهم الزكية توحدنا".
وثيقة أخاء
كما وقع البابا فرنسيس وهو يرتدي زيه الأبيض والبابا تواضروس الثاني بزيه الأسود، وثيقة "اخاء وصداقة" تشير إلى التراث المسيحي المشترك على الرغم من الخلافات التي أدت إلى تباعد الكنيسة الكاثوليكية عن الكنائس الأرثوذكسية الشرقية. وشددت الوثيقة على أن "أواصر الصداقة والأخوّة العميقة، التي تربطنا، تجد جذورها في الشركة التامّة التي جمعت كنائسَنا في القرون الأولى"تضمنت دعوة الى الوفاق بين المسلمين والمسيحيين في العالم. وأكدت "أننا نسعى جاهدين إلى الصفاء والوئام عبر التعايش السلميّ بين المسيحيّين والمسلمين".
أشارت الوثيقة كذلك بشكل غير مباشر إلى أوضاع المسيحيين، إذ أضافت "لكلّ أعضاء المجتمع الحقّ والواجب بالمشاركة الكاملة في حياة الأمة، متمتعين بالمواطَنة والتعاون الكاملين والمتساويين في بِنَاء وطنهم. فالحرّية الدينيّة، التي تتضمّن حريّة الضمير، المتجذّرة في كرامة الشخص، هي حجر الأساس لباقي الحرّيات. إنّها حقّ مقدّس وغير قابل للمساومة".
إقصاء متعمّد
ويشكو العديد من المسيحيين المصريين من أنهم مستبعدون من العديد من المناصب الرئيسة في البلاد، ولا يتمتعون بحقوق مساوية تمامًا لتلك التي يحظى بها المسلمون.
في هذا السياق، قال البابا فرنسيس الجمعة خلال لقاء مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في حضور العديد من المسؤولين إن مصر مدعوة إلى إثبات أن "الدين لله والوطن للجميع"، مستعيرًا شعارًا سياسيًا شهيرًا في مصر.
وتعتبر مصر أكبر حاضنة مسيحية في الشرق الأوسط. ويمثل الأقباط المصريون، وغالبيتهم من الأرثوذكس، قرابة 10% من سكان مصر البالغ عددهم 92 مليونًا. وهي ثاني زيارة لحبر أعظم إلى مصر بعد 17 عامًا على زيارة البابا يوحنا بولس الثاني.
التعليقات
مين فيهم الصح ؟
الكاثوليك او الارثوذوكس -اي الطائفتين تمثل كنيسة المسيح الكاثوليكية او الارثوذوكسية ؟
الى شيخ أذكى اخوتة
فول على طول -الى شيخ أذكى اخواتة رقم 1 : كلهم صح يا فالح ...كلهم مسيح واحد الذى يدعو الى المحبة ....محبة حتى الأعداء والذى يريد الجميع يخلصون والى معرفة الحق يقبلون ... ..اللة الذى يبحث عن الخطاة والضالين فى كل مكان كى ينجيهم ..وليس اللة المضل والضار والماكر وخير الماكرين ....فهمت يا فالح ؟
تحدي
اقدام -البابا رجل سلام وشجاع يتحدى الإرهاب الإسلامي في قعر داره
عايش المسلمين فأبصر
فرنسيس الاول عام 1219م -في عام 1219، ذهب الراهب فرانسيس الأسيزي إلى مصر إبان الحملة الصليبية الخامسة، حيث كان يطمح إلى إقناع سلطان مصر آنذاك، الكامل ناصر الدين، ابن شقيق صلاح الدين، باعتناق المسيحية. أطلق المسيحيون في أغسطس/آب ذاك العام هجوماً دموياً على مدينة دمياط، وخلال مرحلة وقف إطلاق النار التي استمرت 4 أسابيع، وصل فرانسيس ورفيق كان معه إلى دمياط في تلك الفترة، بحسب السير الذاتية والكتب التاريخية، فلا توجد تفاصيل كثيرة حول هذه الزيارة سوى أن فرانسيس تلقى معاملة حسنة وكريمة من السلطان. ووفق ما يروي الكاتب جاك دو فيتري في كتاباته، فإن سؤالاً كان يدور في خلد فرانسيس الأسيزي وهو: “هل كان ليترك السلطان أحد أفراد العدو ليعود حياً لبلاده؟ فكان يرى هزيمة الصليبيين في معسكراتهم بدمياط”. وفي طريقه إلى دمياط وقع فرانسيس في قبضة الجنود المسلمين، فطلب مقابلة السلطان. وبالفعل اقتاده الجنود إلى السلطان الذي جلس يستمع إلى الراهب حتى انتهى من دعوته له لاعتناق المسيحية، قبل أن يعطِه الأمان للعودة إلى معسكرات الصليبيين. وبقى فرانسيس ضيفاً عند السلطان لمدة ثلاثة أسابيع، قبل أن يتم إعادته بحراسة من الجنود المسلمين إلى معسكرات الصليبيين، لكن الأسابيع الثلاثة لم تمر عليه دون أن يتركوا فيه أثراً كبيراً، حيث دار خلالهما كثير من الأحاديث عن الأديان بينه وبين السلطان الكامل، لتكن كتاباته في سنواته اللاحقة دليلًا على عمق تأثره بلقاء السلطان الكامل ومدة مكوثه في معسكره. وأبدى الراهب في رسالة كتبها عام 1220 إعجابه بأذان الصلاة لدى المسلمين، قائلًا: “يجب تكريم الرب بين الناس الذين يثقون بك بأن يحدث كل مساء أن يصيح منادي المدينة بكلمات التمجيد والشكر ويرددها كل الناس للرب القوي”. كما أبدى فرانسيس إعجابه بسجود المسلمين أثناء الصلاة، قائلًا إنه إشارة على الخشوع لله. وفي رسالة أخرى بعثها لمجلس الأمناء اقترح “في كل ساعة وكلما رنت الأجراس، يتم تمجيد وتعظيم وتبجيل الرب القوي في كل أنحاء العالم، بهذا الشكل يتوحد المسلمون والمسيحيون في الصلاة، إشارة قوية في مجتمع به العديد من الكارهين للإسلام بشكل أعمى