في ذكرى "شهداء الصحافة" في لبنان
الإعلام المكتوب "شهيد" المواقع الإلكترونيّة
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
بيروت: تحل اليوم السادس من مايو ذكرى العيد الوطني لشهداء الصحافة في لبنان، وفي هذا اليوم من كل عام تحيي الصحافة اللبنانية ذكرى صحافييها الذين دفعوا أرواحهم ثمنًا للحرية والاستقلال.
"شهداء على مذابح الحرية"، هكذا أطلق البعض على صحافيي لبنان الشهداء، فعلى مدى أكثر من مائة عام من الزمن عانى صحافيو لبنان من الاضطهاد والقتل خصوصًا هؤلاء الذين سعوا للدفع نحو عجلة الاستقلال والحرية.
في العيد الوطني لشهداء الصحافة، كيف هو وضع الصحافة اللبنانية، وهل ترزح تحت أثقال نهايتها الحتمية؟ واليوم في عيد شهداء الصحافة هل وضع الصحافة المكتوبة جعل&الصحافيين شهداء أحياء في مهنتهم لجهة الأزمة التي تعيشها الصحافة المكتوبة؟
تؤكد الإعلامية سعاد قاروط العشي في حديثها لـ"إيلاف" أن الصحافة المكتوبة تمر بأسوأ أيامها وكأنها تودع، والصحف اللبنانية المتبقية لا تزال مستمرة لكن لا أحد يعلم لأي وقت ستبقى، والصحافة المكتوبة اليوم ستكون شهيدة الإعلام الإلكتروني، وهو أمر مؤسف جدًا، لأننا جيل الصحافة المكتوبة الأخير، ولا نزال متأثرين بهذا الجيل العريق الذي صدّر الصحافة للعالم العربي، الجيل الراقي الذي أخذنا عنه روح الصحافة الحقيقية، وللأسف نشعر بحسرة كبيرة وأسف عظيم أن نكون اليوم في عيد شهداء الصحافة والإعلام المكتوب على هذا الحال، ومن المرجح أن يُنسى هذا العيد في المستقبل، ولا نعلم كم ستحل الصحافة الإلكترونية مكان الورقية، وكم ستأخذ ألقها، وسحرها، وتأثيرها المباشر لأن العلاقة مع الورق سوف تُفقد، والصحافة المكتوبة علاقتها المباشرة مع الورق مع لمسه ورائحته، حيث نستمتع بالصحيفة بكل حواسنا مع لمس الورق واستنشاق رائحته التي تعيدنا إلى الماضي.
شهداء أحياء
ولدى سؤالها كيف يمكن دعم الصحافة المكتوبة وإعادتها إلى ألقها من خلال عدم جعل الصحافيين شهداء أحياء فيها؟ تتساءل العشي من يدعمنا اليوم؟ الدولة تحتاج من يدعمها، فلا قدرة لدى الدولة اليوم أن تدعم معلمًا صحافيًا عريقًا، حتى لو كانت تستطيع الدعم فهي لا تفكر بذلك، وشهدنا مسيرة إنهاء "السفير" العريقة من دون أن يرف أي جفن لأحد، لذلك لا أمل لدينا، تضيف العشي بأن يدعمنا أحد، وكانت الصحف الورقية في أحيان كثيرة في الماضي تستعين ببعض الدول العربية لدعمها، وتمدها بالأموال، واليوم انتفى الأمر مع وجود صحف خاصة لدول الخليج.
من هنا للأسف، لا وجود لمن يدعم الإعلام المكتوب، إلا مع وجود متمولين كبار لديهم الإلتزام بأن يدعموا الإعلام المكتوب غير أن هذا الدعم لم يظهر حتى الساعة وليس موجودًا.
الأزمة عالمية
وردًا على سؤال تبدو أزمة الإعلام عالمية هل لبنان مهيأ اليوم لمواجهتها؟ تجيب العشي لا أحد يستطيع أن يجزم إذا كانت الصحافة الورقية ستواجه الإندثار، أو أنها ستبقى وتتمكن وتكبر، والأيام ستثبت ذلك، لأن لا أحد يعلم إلى أين نحن متجهون، وما الذي يُرسم في المنطقة، تبقى كلها تكهنات واحتمالات لا يمكن الوثوق بها.
وتتساءل العشي "ولكن كم يمكن أن نواجه؟ فلبنان إمكاناته المادية ضعيفة.
ويبقى لبنان، رغم عدم إمكاناته المادية والإقتصادية، بلدًا حضوره قوي في المنطقة والعالم."
معايير مهنية
عن وضع البعض أزمة الإعلام في لبنان من ضمن معايير مهنية لم يعد يتمتع بها الإعلامي، تجيب العشي أن العالم في تراجع لجهة الإعلام والفن والسياسة والإقتصاد، ونتقدم فقط تكنولوجيًا وطبيًا، ولكن هذا ليس سببًا كي ننهي مسيرة الإعلام بسبب تراجع المهنية فيها.
كيف يمكن النهوض بالإعلام اللبناني كي يصبح أكثر مهنية وموضوعية؟ تلفت العشي إلى أن هذا يحصل مع إيجاد توجهات مشتركة من مختلف وسائل الإعلام، عندما لا يكون وراء كل وسيلة إعلامية زعيم&يختلف بالرأي مع زعيم آخر يملك وسيلة إعلامية أخرى، عندما نحترم معنى الإعلام ورسالته، بمفهومه الحقيقي، عندما يحصل ذلك نصبح أكثر مهنية.