أخبار

في عهد الرئيس الفرنسي الجديد إيمانويل ماكرون

هل يمكن للبنان أن يستند إلى دور أوروبي أكثر فاعلية؟

-
قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

&"إيلاف&" من بيروت:&تتجه الأنظار نحو الإليزية بعد فوز الوسطي إيمانويل ماكرون بالرئاسة الفرنسية، وبدأت تتخاطر الى الأذهان تساؤلات عن السياسة الخارجية التي سترسمها فرنسا في ظل الوضع المتردي في الشرق الأوسط وأوروبا على حد سواء. فأين لبنان في سياسة فرنسا الجديدة؟!

يعتبر الإعلامي والكاتب عادل مالك في حديثه لـ"إيلاف" أن الانتخابات الفرنسية أدت إلى تغييرات جذرية ووجودية في التركيبة السياسيّة الفرنسيّة، فللمرة الأولى منذ ما يقارب الخمسة عقود يسقط من لائحة الإليزيه أي مرشح ينتمي إلى اليسار الإشتراكي أو إلى اليمين الجمهوري، وهو أمر بالغ الأهمية، والفرنسيون ابتعدوا في الانتخابات عن اليمين واليسار، واتجهوا نحو الوسطية.

أما في ما خص سياسة فرنسا الخارجية في عهد ماكرون، فيقول مالك إن هناك ثوابت خارجية تقوم عليها سياسات الدول الكبرى، ومن ضمنها فرنسا، ولكن تبقى الأولويات في فرنسا كما سائر أعضاء مجموعة الدول الأوروبية، ضمن صراع البقاء في الإطار الأوروبي الشامل، أو الإنسلاخ عن التركيبة الأوروبية، الأمر الذي حدث في بريطانيا، وعلى مستوى السياسة الخارجية لفرنسا لا يتوقع مالك أي تغيير جذري إلا المزيد من الإنفتاح، فماكرون يأتي باسم الانفتاح والشعار الذي طرحه هو "دعوة فرنسية للعمل معًا"، أي سقوط الاتجاهات الحزبية وارتفاع الوسطية المنتجة لكل الفرنسيين.

وأوروبيًا لا يتوقع مالك أي تغيّر في السياسة الفرنسية، أما بالنسبة للشرق الأوسط فسيكون الدور أكثر فاعلية لفرنسا في عهد ماكرون.

وردًا على سؤال بالحديث عن السياسة الشرق أوسطية لفرنسا، هل ستكون لماكرون تدخلات في السياسة اللبنانية الداخلية؟ يؤكد مالك بأن ذلك لا يدخل ضمن التدخلات بقدر ما لبنان بحاجة الآن إلى دولة صديقة كبيرة كفرنسا أن تساعده على اجتياز هذه المرحلة الصعبة، ومن المفارقات عدم اتفاق اللبنانيين على قانون انتخابي جديد مكّن من جهة أخرى بعض اللبنانيين من حملة الجنسية الفرنسية من ممارسة حق الإقتراع أمس للرئيس الفرنسي من دون تمكينهم في لبنان من ممارسة حق الانتخاب، وتبقى مفارقة لافتة أخرى حيث يطرح موضوع حصول اللبنانيين على أكثر من جنسية، وتبقى&هناك علاقات تقليدية تجمع لبنان بفرنسا، ولكن على أسس جديدة بعيدًا عن الجانب العاطفي، والإنفعالي، وماكرون في فرنسا يحمل أفكارًا تنويرية جديدة، تتعلق بسياسة فرنسا على الصعيد العالمي، من هذا المنطلق لبنان يمكنه أن يستند إلى دور أوروبي أكثر فاعلية من ذي قبل.

ماكرون ولبنان

ماذا يهم ماكرون وفرنسا تحديدًا من لبنان؟ يجيب مالك أن فرنسا يهمها دائمًا أن يكون لها موطىء قدم في الشرق الأوسط، ولبنان رغم كل ما يتعرض له من إشكالات أمنية وسياسية، خلال العقود الأربعة الأخيرة، لا يزال مهمًا لفرنسا، ويمكن أن تنطلق منه لتعزيز العلاقات الفرنسية العربية، ما تريده فرنسا من لبنان هو البقاء على هذه العلاقة، ليس لأن لفرنسا مطامع في لبنان، بل تريد فرنسا أن تمارس الدور التقليدي لها المتعاطف مع لبنان.

لوبان

وردًا على سؤال من كان الأكثر ملائمة للسياسة الفرنسية تجاه لبنان ماكرون أو مارين لوبان،&يجيب مالك أن القضية تبقى نسبية مع ماكرون ولوبان، ولكن في الوقت عينه على الرئاسة الفرنسية الجديدة أن تأخذ في&الإعتبار ما حصلت عليه مارين لوبان وهي تمثل اليمين المتطرف أي 34% نسبة غير قليلة على الإطلاق، ولوبان عُرفت بانها في أقسى اليمين المتطرف، وحصلت مجموعة أحداث في فرنسا من تفجيرات وغيرها عززت مكانة اليمين المتطرف، وماكرون بإمكانه القيام بدور أفضل من لوبان كاتجاه ايديولوجي، ولبنان ليس بإمكانه القيام بعلاقات معينة مع أي طرف عقائدي أو إيديولوجي، كما هو اليمين المتطرف أو اليسار المتطرف.

والاتجاه الوسطي يمكّن&لبنان أن يلعب دورًا وسطيًا، وهو التصوّر الأفضل.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف