بين الكويت والصين علاقات استراتيجية وثيقة
توافق رؤية "الكويت 2035" ومبادرة "الحزام والطريق"
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
&الكويت: أكدت الكويت والصين أهمية مبادرة "الحزام والطريق"، التي أطلقتها الصين في عام 2013، ودورها في تعزيز اقتصاد البلدين، وإحياء طريق الحرير القديم الذي يساهم في ازدهار الاقتصاد العالمي، وذلك بمناسبة مشاركة الكويت في منتدى قمة الحزام والطريق للتعاون الدولي، الذي انعقد يومي 14 و 15 مايو الجاري.
وقال سميح جوهر حيات، سفير الكويت لدى الصين، ووانغ دي، سفير الصين لدى الكويت، في لقاءين متفرقين مع وكالة الأنباء الكويتية الجمعة، إن هذه المبادرة تحيي تجارة الترانزيت نظرًا إلى افتقاد دول آسيا الوسطى الموانئ البحرية بسبب طبيعتها الجغرافية.
&
موقع استراتيجي
قال حيات إن مشاركة الكويت في مشروع طريق الحرير تعكس الرؤية السامية لأمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح بتحويل الكويت إلى مركز مالي وتجاري وثقافي إقليمي ودولي. وأضاف أن مشروع إحياء طريق الحرير يعمل على استعادة دولة الكويت دورها التجاري والاقتصادي في المنطقة، "ومشاركة الكويت ستكون من خلال إنشاء ميناء دولي في شمال الخليج العربي بهدف إحياء مشروع طريق الحرير الذي يساهم في الربط القاري بين الدول، وجعل الكويت محطة رئيسة لتوصيل البضائع والسلع من الصين وجمهوريات آسيا الوسطى إلى أوروبا ودول القرن الأفريقي، وبالعكس".
وأشار إلى وجود توافق كلي وجوهري بين رؤية "الكويت 2035" ومبادرة الصين "الحزام والطريق" لإحياء طريق الحرير وانشاء منطقة حيوية تجارية تخدم دول العالم برًا وبحرًا، وتساهم في ازدهار الاقتصاد العالمي، موضحًا أن الصين أبدت تعاونًا كاملاً حول البحث في كيفية الاستفادة من الجزر الكويتية لجدواها الاقتصادية للكويت والمنطقة. وأضاف أن الكويت أول دولة عربية توقع مذكرة تفاهم للتعاون مع الصين في مبادرة "الحزام والطريق" بعد اعلانها في سبتمبر 2013، وأن &الكويت تؤيد دائمًا تلاقي "الحزام والطريق" مع تصورها الاستراتيجي في جعل الكويت ملتقى تجاريًا ضخمًا ونواة شبكة خطوط حديد عنكبوتية تبدأ من الصين وتنتهي في القدس، مرورًا بآسيا الوسطى.
&
&
اهتمام فائق
بيّن حيات أن الكويت تولي مبادرة "الحزام والطريق" اهتمامًا فائقًا عبر المداخل الاستثمارية لمشروعات ضخمة تحتاج إلى بنية أساسية مفيدة لتمدد العملاق الصيني اقتصاديًا، "فضلًا عن الفوائد العظيمة للربط التي سوف تتحقق لمنطقتنا الحيوية، وإننا على ثقة كبيرة بنجاحنا في الدفع باتجاه التعاون والتنسيق في إحياء طريق الحرير التاريخي، الذي تبرز عظمته في ربطه مجتمعات مختلفة في أديانها وثقافتها تقبلت بعضها وفتحت كل منها مساحات للأخرى ضمن منظومة واضحة تقوم على التبادلات التجارية والاستثمارية، ونعمل بجدية واقعية وتوجيه رفيع في ترسيخ وتنظيم علاقات الكويت المتميزة مع الجانب الصيني كأساس متطور للتكامل الاقتصادي والاستثماري والتجاري والسياسي والثقافي والاكاديمي والامني وتعزيزه استراتيجيًا".
أشار حيات إلى أن الكويت تطمح إلى زيادة فرص الاستثمار والتجارة بين البلدين لما تتمتع به الصين من امكانات واقتصاد عملاق يشكل عنصر جذب مهمًا لرؤوس الأموال والمشروعات والاستثمارات الواعدة.
&
ليس غناءً منفردًا
وقال وانغ دي إن "الحزام والطريق" ليست غناء صينيًا منفردًا، إنما سيمفونية تشارك فيها كل الدول، وإنجاز دولي تستفيد منه كل الدول. أضاف أن الحكومة الصينية بذلت جهودًا كبيرة لتعزيز التواصل والتشاور مع الدول الواقعة على طول الحزام والطريق منذ الإعلان عن المبادرة قبل ثلاثة اعوام بغية دفع التعاون العملي مع هذه الدول، "وهناك توافق كبير بين الكويت والصين لإحياء طريق الحرير، ومنتدى قمة التعاون الدولي لمشروع الحزام والطريق سيناقش سبل تعزيز التعاون وبناء منصة التعاون وتحقيق الكسب المشترك، وسيسعى ايضًا إلى البحث عن حلول لتسوية المشكلات التي تواجه الاقتصاد العالمي والإقليمي علاوة على ضخ طاقة جديدة لمواصلة تحقيق التنمية المترابطة".
وتابع قائلًا: "إننا نثق أنه برعاية وتأييد قيادتي البلدين، سيتحقق التعاون العملي بين الصين والكويت في كل المجالات تحت إطار "الحزام والطريق"تقدمًا أكبر، كما ستتقدم علاقات التعاون والصداقة الصينية الكويتية إلى مستوى أعلى باستمرار"، مبينًا أن بلاده تأمل أن يحقق المنتدى ثلاثة جوانب رئيسية تتمثل في توسيع توافق الآراء بشأن التعاون الدولي وتعزيز التعاون العملي في المجالات الرئيسية، إضافة إلى وضع خطط آفاق طويلة المدى للتعاون، ودفع جميع الأطراف إلى التمسك بأهداف ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة والسعي لتحقيق السلام والتنمية المشتركة وإعطاء أولوية التعاون الدولي للنمو الاقتصادي.
&
اللبان والحرير
وترأس الشيخ ناصر صباح الاحمد الصباح، وزير شؤون الديوان الأميري وعضو المجلس الأعلى للتخطيط والتنمية الكويتي، الوفد الكويتي إلى منتدى قمة الحزام والطريق للتعاون الدولي. و أكد الشيخ ناصر الاثنين أهمية مبادرة"الحزام والطريق" في تعزيز التنمية المشتركة وتحقيق الأمن والسلام وفتح آفاق التعاون والعلاقات بين دول العالم. وقال في كلمته أمام المنتدى الذي انعقد يومي 14 و 15 مايو الجاري، إن الكويت والصين كانتا تتباحثان منذ أكثر من ربع قرن لإحياء طريق الحرير القديم، إلا أن فخامة الرئيس الصيني شي جين بينغ هذب الرؤى وأضاف عليها رونقًا وفعالية عملية قابلة للتنفيذ وساهم في إعادة تشكيل الجغرافيا الاقتصادية والاستثمارية والتجارية وتحقيق التنمية المشتركة والتكامل بين جميع القارات فضلاً عن ربط مشاريع البنى التحتية للعالم وتحسين نموها وتطورها الاقتصادي".
وأكد أن هناك تلاقيًا عميقاً بين رؤية "الكويت 2035" ومبادرة "الحزام والطريق" مشيرًا إلى اختلاف طرق التواصل إبان طريق الحرير التاريخي القديم، "اذ كان التواصل آنذاك مباشرًا من ناحية التعامل الحي بين الانسان في مقابلة الآخر والمعاملات بالبيع والشراء من دون تعقيدات، بينما في الوقت الراهن اختلفت أساليب التعامل بين البشر إذ تطورت تقنية التكنولوجيا والاتصالات الحديثة المرئية، إضافة إلى ثورة الإنترنت والعالم الرقمي وشبكات التواصل الاجتماعي".
ودعا الشيخ ناصر إلى الاهتمام بطريق اللبان القديم، المعروف أيضًا بـ"طريق البخور"، الذي لا يقل أهمية عن "طريق الحرير القديم"، اذ ساهم آنذاك في بناء التجارة والثقافة وانتقلت عبره الديانات والفلسفات إلى نصف العالم الآخر، فقد كان يربط منطقة شبه الجزيرة العربية بالبحر الأبيض مرورًا بالصين، مؤكدًا أهمية العمل على إعادة ربط الطريقين معًا لإثراء الثقافة العظيمة للعالم.
&
صراحة واقعية
وبحث الشيخ ناصر وأعضاء الوفد الرسمي الثلاثاء مع نائب الرئيس الصيني لي يوانشاو في بكين تعزيز العلاقات الكويتية - الصينية في مختلف المجالات، خصوصًا في تحقيق أهداف "رؤية 2035" لاستعادة الكويت ريادتها ودورها الإقليمي والدولي كمركز مالي وتجاري.
وقال حيات لوكالة الأنباء الكويتية إن اجواء اللقاء تميّزت بالصراحة الواقعية والتفاهم الاستراتيجي وتطابق وجهات النظر بكل المقاييس، وأن وزير شؤون الديوان الأميري شرح بإسهاب التطلعات اللامحدودة للرؤية الأساسية التي يستند اليها المشروع الحكومي الطموح الذي يدعم سياسة الكويت الداخلية والخارجية في سعيها إلى استقرار الإقليم والعالم والتعاون مع الأصدقاء الصينيين في تحقيق الرؤية الاستراتيجية السامية لأمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح بتحويل الكويت إلى مركز مالي واقتصادي وخدمي.
وأكد حيات أن وزير شؤون الديوان الاميري لمس عن كثب الاهتمام البالغ في مشاركة كبار المسؤولين الصينيين والتزامهم دعم استراتيجية الكويت المتعلقة بالتنمية الاقتصادية للبلاد، وتوفير المناخ الملائم لجذب الاستثمارات المباشرة من الصين إلى الكويت، والاستعداد للعمل مع جميع الجهات الحكومية الكويتية المعنية ضمن رؤية موحدة لتنفيذ الاستراتيجيات الأساسية للنمو المستدام لضمان تنفيذ رؤى أمير البلاد.
أضاف أن الجانبين بحثا التعاون والتنسيق بينهما بشكل مستفيض خصوصًا في ما يتعلق بدور المناطق الحرة الدولية واسهاماتها الجوهرية في زيادة معدلات النمو وتنويع مصادر الدخل، نظرًا لما تتمتع به الكويت في موقعها من مزايا عديدة، وما تقدمه من امتيازات وتسهيلات من شأنها جذب الاستثمارات الأجنبية ونقل التكنولوجيا وتوطينها.
واوضح حيات انه تم بحث أحدث المستجدات المتعلقة بمشروعات الكويت التنموية المساهمة في إحياء طريق الحرير القديم والمتمثلة في انشاء مشروعات استراتيجية، منها مشروعا "مدينة الحرير" و"تطوير الجزر الكويتية الخمس".
وأشار إلى أن نائب الرئيس الصيني عبّر عن التزامه عمل المسؤولين الصينيين&الدؤوب مع الجانب الكويتي لاقتناعه بأهمية المشروعات الكويتية العملاقة، التي تتطلع الصين إلى المساهمة فيها بأقصى طاقاتها.
&
&