في محاضرة بطنجة حول السلام في الشرق الأوسط
عضو كونغرس سابق لعرفات: عليك أن تقبل الواقع العصيب
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
&"إيلاف&" من طنجة: ضمن المحاضرات الشهرية التي تحتضنها جامعة "نيو إنغلند" بطنجة، حل جورج ميتشل، عضو الكونغرس الأميركي سابقًا، ومبعوث الرئيس أوباما إلى الشرق الأوسط، بحرم الجامعة ليحاضر في موضوع يشغل العالم، وكلما تأخر حله ازداد خطورة وانعكست آثاره على الجميع، ولو تظاهرت عدة دول بإنكار هذه الحقيقة وقد صيغ العنوان في شكل سؤال: "هل السلام ممكن في الشرق الأوسط؟".&
في كلمة تقديمية، أشار أنور مجيد رئيس الجامعة، و"منتدى طنجة الدولي" إلى أن هذه الجامعة تفتح أبواب الحوار لنشر الوعي الفكري والتنوير، كما تدعم مسيرة البلد السياسية. وأشار إلى أن جامعة "نيو إنغلند" هي الوحيدة في ولاية "ماين" التي تتوفر على فروع في الخارج، في أوربا بالذات (اسبانيا..)، ودول البلقان... وذلك لتوفير الخبرة لطلبة هذه الجامعة، وتوسيع مداركهم، وانفتاح آفاقهم. ويمكن فرع الجامعة بطنجة من تقريب الطلبة الأمريكيين من الثقافة العربية، الإسلامية، والأمازيغية، واليهودية، والمتوسطية، والأسبانية السائدة في المغرب لإغناء حياتهم وفكرهم.. ثم عرج على تقديم الضيف، جورج ميتشل، مشيرا إلى أنه عضو سابق بمجلس الشيوخ الأميركي، وهو صانع اتفاقية السلام بإيرلندا الشمالية، ومبعوث الرئيس الأمريكي السابق إلى الشرق الأوسط، ويحاضر باستمرار في موضوع الحرية..
العالم أكثر خطورة
افتتح جورج ميتشل محاضرته بالقول إن المشاكل يخلقها البشر، وهم من يستطيعون أن يوجدوا لها حلولا.
ثم أكد أنه عمل في الشرق الأوسط، وفي موضوع السلام. ويعرف أنه لا يجب أن يجيب على الأسئلة بل يطرح الأسئلة كما تعلّم في أميركا.&
تتناقل الأخبار، اليوم، تعليقات بأن العالم صار أكثر خطورة من أي وقت مضى، وأن أميركا تتدخل في الخارج وفي الداخل، وهو أمر غير صحيح يقول ميتشل. فالديمقراطية كلمة إغريقية، ومن عادة الناس أن يخالفوا التعليمات، لذلك تدهورت حضارة الإغريق بعد أن سادت قبل (5500) سنة..
عبر تعاقب الأجيال، سادت عند الجميع فكرة الابقاء على الأديان، حيث اعتبرت من التقاليد الاجتماعية، كما سادت لدى المدينيين فكرة المشاركة في الحكم، وإلا اعتبرت الديمقراطية تعاني من المشاكل والأعطاب. وهكذا، وبعد مرور (3400) عام لوحظ أن الديمقراطية تواجه مخاطر حقيقية، وقد أشارت تنبؤات أن مائة مليون شخص سيقتلون في الحروب القادمة. وموت كل شخص في حرب هو مأساة إنسانية، وهو ما حدث إبان الحربين العالميتين الأولى والثانية حيث قتلت ملايين الناس.. وهو ما يمكن أن يحدث مرة أخرى في حال اندلاع حرب عالمية ثالثة، وهو ما يهدد وجود البشرية بسبب هيمنة العسكرية الأمريكية. وهناك معارك محلية وإقليمية مدمرة تدور في أماكن عدة..
صورة الشرق الأوسط قبيل قرن ونيف
وبعد أن رسم صورة لما كان عليه العالم في القديم انتقل إلى صورة الشرق الأوسط قبيل قرن ونيف.. قد ساد العالم لحظات سلام، يقول جورج ميتشل، على مدار التاريخ، كما اجتاحته حروب بسبب الدين خلال القرنين الأخيرين، ولو أن الحروب الدينية قديمة جدا.. منذ ظهرت الديانات.. ومن بين الأسباب نذكر جنوح بعض الدول إلى التحكم السياسي، وجنوح أخرى إلى التحكم في الدين. وقد عرف الشرق الأوسط حروبا لهذين السببين حتى أصبح منطقة تعرف بكثرة الحروب. فقد سادت المنطقة الامبراطورية العقمانية، ثم القوتين الاستعماريتين: انجلترا وفرنسا. وقد سيطرت فرنسا وانجلترا على المنطقة، وأنشأتا حدودا لا تخدم مصالح شعوب الشرق الأوسط. وقد ضاعف هذا النظام من حجم الاضطرابات، ثم دخل الإسلام هذا المجال.. وهكذا، يقول المحاضر، فهناك مشاكل تعود إلى الاستعمار واتفاقية سايكس-بيكو، وأخرى تعود إلى دول الشرق الأوسط. وهناك منافسة بين الدول الإقليمية.. وكل ذلك يؤدي إلى إنهاك هذه الدول..
ثم انتقل إلى الصورة التي يجب أن يكون عليها العالم.. يجب أن تسود العالم مبادئ السلام، بل يجب أن تفرض. وبالإضافة إلى حقوق الشعوب في العيش الآمن داخل حدودها، وحاجات الناس إلى سكن لائق، ومأكل، وملبس، ومطالب بتوفير العمل، ورعاية الأبناء، والأمن.. انضافت آفة أخرى إلى ما تعيشه شعوب الشرق الأوسط من هجرة ومنفى، وحاجيات هؤلاء.. وقد استطال مشكل الشرق الأوسط وامتد عبر الزمن، وأصبح كما نرى يقول المحاضر، مثار مشاكل أخرى، وضاعف عدم الاستقرار. وكذلك يحدث في الهند ودول الجوار.. ولاشك أن الغرب يرغب في استتباب السلام، واستقرار الأمور.
أميركا تتدخل في العالم
ولا شك أن الولايات المتحدة تتدخل في كل أنحاء العالم، وأنها تدافع بكل عزم عن حق إسرائيل في العيش داخل حدود آمنة، وتدعم حق الفلسطينيين في إقامة دولة ذات سيادة يحكمها الفلسطينيون أنفسهم. وقد زار الرئيس بوش الشرق الأوسط، وقابل الزعماء اليهود والفلسطينيين، وأكد على ضرورة البدء في مفاوضات تنهي الاحتلال الذي بدأ سنة (1967)، وقيام دولة للشعبين، وعيش الفلسطينيين داخل حدود قابلة للدفاع عنها، بما يعنيه ذلك من سيادة واستقلال. وضمان الأمن لإسرائيل، ولدولة فلسطين. وترى الولايات المتحدة الأمريكية أن السلام مفيد للطرفين، وليضمن التطبيع بين العرب والإسرائليين.. بالتأكيد، الوضع في الشرق الأوسط معقد جدا، وقد أضافت إليه رغبة إيران في التحكم جرعة من التعقيد..
ومعلوم أن الولايات المتحدة تحارب الإرهاب من خلال محاربة "الدولة الإسلامية" في سوريا، والعراق "وبمساعدة الأكراد حلفائنا".. ونناهض، يضيف جورج ميتشل، القاعدة في أفغانستان، "القاعدة التي تتلقى الدعم من باكستان حليفتنا"..
إن العالم الإسلامي يمثل قوة هائلة، فهو يناهز المليار وثمانمائة مليون نسمة، من مجموع سكان الأرض (7) مليارات، التي تحث الخطى نحو العشر مليارات.. وهو أمر يزعج حين ينضاف إلى كل الأحداث التي عرفها العالم في القرن العشرين، ولم ينس المحاضر أن يسجل أن ما يحدث في العالم الإسلامي يقلق العالم، ويقلق الولايات المتحدة..&
لكن التفاؤل واجب فيما يخص الصراع الفلسطيني الإسرائيلي لأن الأمر يشكل خطرا على الجانبين..
يجب أن ننظر إلى المستقبل، وأن لا ننسى أن لأميركا مبادئ تحكم تصرفها، وتسعى إلى خلق الظروف بدخول إسرائيل والفلسطينيين المفاوضات الجادة..&
وختم جورج ميتشل محاضرته بالقول إن كل صراع قابل للحل، ولو كان معقدا جدا، فالصراعات المعقدة قابلة للحل أيضا..
لقد حاولنا حل مشكل الشرق الأوسط تحت إمرة ثلاثة رؤساء أمريكيين وفشلنا حقا، والحل الحقيقي يكمن في الدولتين المستقلتين القادرتين على الدفاع عن نفسيهما داخل حدود آمنة.. وكانت آخر جملة من العرض هي: "يقال لنا دائما، لا تلقوا الخطب، ولكن وجهوا الأسئلة"..&
حوار ونقاش
وبعد المحاضرة فتح باب النقاش في موضوع شغل العالم لثلاثة أرباع من قرن، وما يزال..&
أشار المتدخل الأول إلى تحيز أميركا نحو إسرائيل، وفي ذلك تهديد للسلام بالمنطقة والإقليم. ثم أضاف بنبرة احتجاج: لِمَ لَمْ تتدخل أميركا&في سوريا، مادامت هناك أصوات ترتفع في أميركا وغيرها من المناطق تطالب الولايات المتحدة بتقديم الأسلحة إلى المعارضة السورية، وإنشاء منطقة للحضر الجوي. فرد جورج ميتشل إن هناك فوائد كثيرة للدولة المهيمنة في العالم، ومساوئ أيضا. وأحد هذه المشاكل بالنسبة لأميركا أن العالم يحملها مسئولية كل شيء يحدث في أي مكان، ويرى أنها وراءه. وقال إنه زار مرة شبه القارة الهندية، وسمع وهو يزور كراتشي حديثا بين عسكريين باكستانيين. شكى بعضهم من عدم وجود ماء ساخن بالحمام، فتساءل أحدهم من يقف وراء ذلك؟ فكان الرد: "أوباما هو السبب"؟! مستخلصا أن الناس يعتقدون أن كل ما يحدث في العالم من مشاكل تقف وراءه أميركا.. ومن مصالح أميركا، يؤكد جورج ميتشل، التخفيف من الاضطرابات والعنف عبر العالم، وومساعدة الدول على حكم نفسها بنفسها. وقال ميتشل: "عملت في إدارة أوباما، ولم يكن رده ملائما، ولكن أميركا لم تكن تريد أن تبيع نفسها لأحد. فمثلا المغاربة يقررون مستقبلهم بأنفسهم. وأميركا تتدخل من أجل سيادة التسامح"، وعلى كل شعب أن يقرر مستقبله ومصيره بنفسه. ولا يمكن لأميركا أن تحل كل مشاكل العالم، فهناك مشكلات وجدت قبل ميلاد الولايات المتحدة بمئات السنين. واعتبر المحاضر، في رده على السؤال، أنه من الخطأ الكبير أن تلقى كل المشاكل على كاهل أميركا، لكنها يمكن أن تشارك في كل ذلك.
وقد طالب البعض الولايات المتحدة ببعث جزء من جيشها للفصل بين المعارضة والنظام، وكان قد قتل في هذا الصراع (2500) شخصا، وقد قتل في مناطق أخرى قرابة الخمسة ملايين شخص ولم يطالب أحد بتدخل أميركا، كما لم يطالبها أحد بالتدخل في الكونغو، وفي السودان.. وهل يجب أن تتدخل أميركا في كل مكان تفجر فيه صراع، ومتى يجب أن تتدخل، هل هناك رقم محدد من القتلى يجب أن تحصده الحرب فيصبح من الضروري أن تتدخل الولايات المتحدة؟ ليست أميركا، يتابع جورج ميتشل، مسئولة عن كل شيء يقع على هذه الأرض، لكن الانتقاد الأساس الذي حصد الاجماع تقريبا هو تدخل بوش في العراق. وتساءل البعض لِم لَمْ تتدخل في سوريا. وسواء تدخلت أم لم تتدخل فهي تتعرض للانتقاد.&
المساعدة من أميركا
تعتقد أميركا بعزيمة أنه يجب أن تعيش كل دولة داخل حدود محددة. وأضاف جورج ميتشل إن انتقاد العالم العربي لأميركا غير مبرر "فالمساعدة الأساسية كانت تأتي من أميركا، فقد ظللت أزور الدولة العربية وأعود إلى رام الله حاملا المساعدات. فأميركا تلح على العرب أن يساعدوا الفلسطينيين".&
يكمن المشكل، حقيقة، يقول ميتشل، في أن العرب يريدون التخلص من اليهود، واليهود يريدون التخلص من العرب. بينما الأحسن أن لا يتخلص أحد من أحد. والأحسن أن ندفع بالفلسطينيين والإسرائليين إلى التفاوض. هناك ملايين الفلسطينيين يعيشون في سوريا، وفي اليمن، والعراق وغيرها من الدول.. وليس في فلسطين.. فقد وجب أن يتم اتفاق لإعطاء هؤلاء الفلسطينيين مساكن، ووظائف، وتيسير تعليم أبنائهم، لا أن يظلوا ينتظرون الوصول إلى الحل النهائي بعد إنجاز اتفاق السلام وتحقيقه.. وحين يعودون إلى بلدهم يتم ذلك في أحسن الشروط: حيث نعموا بحياة كريمة وتعلم أبناؤهم في الدول التي يقيمون بها..
ويجب أن نعلم أن هناك إسرائليين يؤمنون بالسلام.. لا يجب أن يركن العرب إلى الشكوى، بل يجب أن ينخرطوا في العمل من أجل السلام. (ثم أشار ميتشل إلى أنه ولد في لبنان من أب عربي، كأنما ليقول إنه من العرب المنخرطين في السلام، وأن العمل أهم من الحديث). وأن التحدي الذي يواجه أميركا هو دفع الطرفين نحو السلام.. وأن الطرفين، من عرب فلسطينيين وإسرائيليين، يتحملان مسولية شعبيهما..&
وعن ملاحظة أبداها واحد من الحضور محورها أن التوترات الدينية في العراق اشتعلت بعد الغزو الأمريكي لبلاد الرافضين، أجاب ميتشل أن الصراع في سوريا يعكس بعض الصراع الديني، وأن ايران تدعم الشيعة وتحارب معهم، وأن هذا الصراع قديم في العراق، وأن أحداث حلبجة والأكراد معروفة.. وبالفعل، تدخل بوش زاد التوتر بين السنة والشيعة..
وحين تساءل أحد الحضور مؤكدا أن اسرائيل تحتل أراضي فلسطينية، قال المحاضر إن الإسرائيليين يرفضون أن تنعت بأنها أراضي فلسطينية، وعدم الاتفاق هذا يعرقل عملية السلام، فلا أحد من الطرفين يقبل بالتفاوض مع الطرف الآخر، فكيف يمكن أن يوجد اتفاق على حل؟ والإسرائيليون لا يريدون الانسحاب من دون إبرام اتفاق، فهل هناك بديل عن المفاوضات؟&
عملية حسابية خاطئة
كنت قد قلت لياسر عرفات عدة مرات، ولعباس أيضا، "حين قسمت الأمم المتحدة فلسطين، وأنشأت نظاما دوليا في القدس، وقبلت إسرائيل التقسيم، رفض العرب ذلك، وبدأت الحرب.. كان عدد اليهود قليلا جدا (6000)، وعدد العرب يقدر بالملايين، وقال العرب إنهم سيقضون على اليهود. فمنذ البداية كانت العملية الحسابية خاطئة". وأضاف ميتشل، قلت لعرفات انتظرت ستين سنة بينما لم يكن من المعقول رفض اتفاقية الأمم المتحدة سنة (1947)، فقال الراحل عرفات: الحل الأمثل هو أن تنسحب اسرائيل.. قلت له هي لم تفعل، وعليك أن تقبل الواقع العصيب، وتدخل في المفاوضات. لحظتها تساءل أحد الحضور موجها الحديث لجورج ميتشل: ما يكون موقفك لو دخل أحدهم بيتك بالقوة، وأراد أن يقيم به بغير إرادتك؟ فجاء الرد: لا أحب ذلك". وجاء سؤال عبر الأقمار الاصطناعية من ولاية "ماين" بالولايات المتحدة حيث الحرم الجامعي الرئيس لجامعة "نيوإتغلند"، والولاية التي كان يمثلها جورج ميتشل سابقا بالكونغرس الأمريكي ويشير إلى دعم حل الدولتين، بينما كانت الأردن قبل حرب (1967) جزءا من فلسطين.. بينما في الحقيقة لم تكن توجد دولة في فلسطين، ولا العراق، ولا الأردن، ولا توجد الدول الإفريقية نفسها قبل القرن الثامن والتاسع عشر. فالاستعمار هو الذي خلق هذه الدول.. وأشار المحاضر إلى أن إنكار كل شيء وجهة نظر عاطفية، لكن يجب أن يقبل الطرف الآخر موقفك للدخول في الحوار والمفاوضات. ويؤكد ميتشل: "أقول للفلسطينيين من مصلحة الشعب أن تدخلوا في المفاوضات، ولا تكرروا موقف العرب في سنة (1947)"..
وكان آخر سؤال من طالب أمريكي من جامعة نيوإنغلند بطنجة حيث تساءل موجها الحديث لمواطنه المحاضر: "كيف ترى المستقبل، ما مستقبلنا، نحن الطلاب؟". فأجاب: نحن مجتمع شامل نتيجة حركة العولمة. وهناك قلق كبير في الولايات المتحدة مع ضياع ملايين الوظائف، وقلق بل ورفض لاتفاقية "الگات"، وقلق من الثورة الصناعية ذاتها، وهي التي شكلت منعطفا كبيرا في حياة البشرية، وأحدثت عنفا كبيرا بين الناس، وبين البشر.. وقضت على الوظائف، وجعلت السؤال الرئيس: كيف سيعيش الناس؟&
ويقول الأمريكيون، يضيف جورج ميتشل، إنهم لم يستفيدوا من الثورة التكنولوجية، وهي الآن وعلى الدوام تهدد البشر، وفرص العمل.. لاحظوا كم هو اختراع بسيط اختراع الهواتف الذكية، ولكنه أحدث ثورة في الاتصال. وصار عدد كبير من الناس ضحايا لها/له.. وغير القواعد الديناميكية في الولايات المتحدة. فالاختراعات تستهدف تقليل بذل الجهد بالنسبة للإنسان، وهناك ملايين من سكان الولايات المتحدة يطالبون بوجوب العودة إلى الماضي، لمائتي سنة خلت.. كل دقيقة نتقدم خطوات كبيرة نحو المستقبل، وقد تقدمت البشرية خلال العقد الأخير مائة سنة.. في مجال حقوق الانسان، ومحاربة الأمراض.. يجب أن نحاول الاستفادة من التقدم بأكبر قدر ممكن، ونقبل على المعرفة.. لا يجب أن نرفض التقدم، والعلم.. ولا يجب أن نبني أسوارا وحدود حولنا..