كفار عتصيون... أول مستوطنة في الاراضي الفلسطينية المحتلة
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
كفار عتصيون: يستذكر المستوطن يوحنان بن يعقوب (72 عاما)، أحد مؤسسي كفار عتصيون، أول مستوطنة اسرائيلية في الاراضي الفلسطينية المحتلة في أيلول/سبتمبر 1967، شعوره قبل خمسين عاما عندما "عاد الى المنزل"، كما يقول، حيث "يعيش أحفادي اليوم ويكبرون".
وبالنسبة لبن يعقوب والجيلين في المستوطنة، فان كفار عتصيون هي "البيت" قبل ان تكون اول مستوطنة تاريخية في الضفة الغربية المحتلة.
ويروي بن يعقوب انه ولد في هذه المستوطنة التي كان يشار اليها باسم "كيبوتز" او قرية تعاونية قبل قيام دولة اسرائيل عام 1948.
وهرب بن يعقوب اثر حرب عام 1948 قبل ان يعود بعد احتلال اسرائيل للاراضي الفلسطينية في حرب الايام الستة عام 1967. واضاف "قبل خمسين عاما، عدت الى منزلي".
وشارك والد بن يعقوب وعمه اللذان نجيا من النازيين في تأسيس الموقع عام 1943.
بعد التصويت في الامم المتحدة على خطة تقسيم فلسطين في تشرين الثاني/نوفمبر 1947، واثر اندلاع المعارك، يقول بن يعقوب انه اضطر مع والدته وخمسين طفلا آخرين مع أمهاتهم الى ترك الموقع.
وفي 13 أيار/مايو 1948 قبل يوم من إعلان قيام دولة اسرائيل، تمكنت القوات الاردنية بعد معارك ضارية من السيطرة على المنطقة ملحقة خسائر كبيرة في صفوف اليهود. وقتل 242 شخصا منهم بما في ذلك والد بن يعقوب.
ويقول بن يعقوب "لمدة 19 عاما، قلنا مرارا وتكرارا بأننا سنعود الى هناك يوما ما".
وبعد الهزيمة الساحقة التي ألحقتها اسرائيل بالدول العربية في حرب عام 1967، سعى بن يعقوب مع عدد من الشبان من ذلك "الكيبوتز" للحصول على إذن من الحكومة الاسرائيلية بالتوجه الى المكان. وهكذا ولدت أول مستوطنة في الضفة الغربية.
ويعيش نحو 430 ألف شخص في مستوطنات الضفة الغربية التي تقطع أوصال الأراضي الفلسطينية، وسط 2,6 مليون فلسطيني، بالاضافة الى مئتي ألف مستوطن يقيمون في أحياء استيطانية في القدس الشرقية وسط 300 ألف فلسطيني في المدينة المقدسة.
ويعتبر المجتمع الدولي الاستيطان عقبة كبيرة أمام السلام ولا يعترف بالمستوطنات.
ويقوض البناء الاستيطاني وتوسع المستوطنات الاراضي التي من المفترض ان تشكل دولة فلسطينية او يقطع أوصالها، ما يجعل قيام دولة فلسطينية قابلة للحياة امرا صعبا.
- مستوطنات في كل مكان-
وحول كفار عتصيون، أقامت الحكومات الاسرائيلية المختلفة على مدار خمسين عاما عشرات المستوطنات التي تشكل معا كتلة "غوش عتصيون" الاستيطانية في جنوب الضفة الغربية المحتلة قرب مدينة القدس.
وتكرر اسرائيل دوما ان هذه الكتلة ستبقى في اسرائيل في اطار اي اتفاق سلام مع الفلسطينيين، على عكس مستوطنات اخرى قد يتم اجلاؤها في الضفة الغربية.
وشهد تقاطع قريب من كتلة غوش عتصيون عددا من الهجمات الفلسطينية منذ تشرين الاول/اكتوبر 2015. وتم خطف ثلاثة شبان اسرائيليين على طريق قرب مستوطنة كفار عتصيون، في تطور عجل التصعيد الذي أدى الى اندلاع حرب غزة في صيف عام 2014.
وبعد خطف هؤلاء الشبان والعثور عليهم مقتولين، خطف ثلاثة مستوطنين الفتى الفلسطيني محمد ابو خضير (16 عاما) من القدس الشرقية المحتلة في شهر رمضان وأحرقوه حيا.
ويرفض بن يعقوب الصورة السائدة عن الصراع السائد بين الاسرائيليين والفلسطينيين، مدعيا ان هناك علاقات ودية تربط بين المستوطنين والفلسطينيين.
ويرفض ايضا تسميته بمستوطن قائلا "كيف يمكنني ان اشعر كمستوطن؟ انا هنا في بيتي".
ويعتقد كثير من اليهود القوميين الدينيين والمستوطنين انهم يؤدون واجبا دينيا عبر الاقامة في "يهودا والسامرة"، وهو الاسم القديم الوارد في التوراة للمنطقة.
وتقول ابنته موريت ينون (45 عاما) وهي أم لستة اولاد، ان كفار عتصيون هي "المكان الذي لن نتركه ابدا".
ويقول مستوطن آخر من كفار عتصيون اليعاز كوهين الذي يسعى دائما لفتح حوار بين المستوطنين والفلسطينيين، ان "العيش مع التأكيد على حقوقنا المشروعة على هذه الارض لا يمكن ان يتم الا في حال حصول جميع سكان هذه الارض على الحقوق نفسها".
واضاف "لا يمكننا ان نستمر في إبقاء السكان الفلسطينيين رهائن. يجب ان تعثر دولة اسرائيل على حل. الامر مستمر منذ خمسين عاما، الوقت طويل للغاية"، مضيفا "السلام ممكن بيننا".