أخبار

تحذير من مجازر بشرية خلال الأيام المقبلة في المدينة

سكان "الزنجيلي" بالموصل هربوا من الجوع إلى القتل

-
قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

كشف مرصد حقوقي عراقي اليوم عن مجزرة تعرّض لها مدنيو حي الزنجيلي في أيمن الموصل راح ضحيتها 250 شخصًا نتيجة إلقاء عناصر داعش قنابل يدوية على تجمعات المدنيين الذين حاولوا الهرب من الحي، ثم استخدموا ضدهم الأسلحة الرشاشة.&

إيلاف: دعا المرصد القوات العراقية والتحالف الدولي إلى فعل كل ما يُمكنها للحفاظ على سلامة المدنيين ومنع تعرّضهم للقتل على يد التنظيم، محذرًا من وقوع مجازر أخرى، ما لم يتم التعامل مع هذه الجرائم بطرق عاجلة.

وقال المرصد العراقي لحقوق الإنسان إن المدنيين في حي الزنجيلي في ساحل الموصل الأيمن يعيشون أوضاعًا إنسانية أقل ما يُقال عنها إنها مأسوية فهم أصبحوا أرقامًا تُضاف إلى أعداد الضحايا الذين سقطوا على يد تنظيم "داعش" أثناء محاولتهم الفرار من مناطق سيطرته.&

وأشار إلى أن "تنظيم داعش ما زال يمنع المدنيين الذين يحاولون الهروب من مناطق سيطرته، بل يذهب أبعد من ذلك، فعندما تصله معلومة عن أشخاص يحاولون الهروب أو القبض عليهم أثناء هربهم، فإن مصيرهم يكون الإعدام المباشر" كما قال في تقرير اليوم الاثنين إطلعت على نصه "إيلاف".

وأبلغ شاهد عيان من حي الزنجيلي تمكن من الوصول إلى القوات الأمنية العراقية المرصد أنه "في الساعة الثالثة من فجر يوم السبت، رصد عناصر تنظيم داعش الممر الآمن الذي سلكته العوائل باتجاه القوات الأمنية، ويقع هذا الممر بالقرب من معمل البيبسي في الزنجيلي".&

موصليون يحملون جثث قتلاهم

وأوضح &أن "التنظيم ألقى قنابل يدوية على تجمعات المدنيين الذين حاولوا الهرب، بعدها استخدم الأسلحة الرشاشة لقتل الذين حاولوا النجاة بأنفسهم. بعضهم عاد إلى داخل الزنجيلي".

وقال آخر إن "عناصر التنظيم أعطوا الأوامر عبر مكبر صوت من إحدى سياراتهم بقتل كل الذين يحاولون الهروب من مناطق سيطرته، وحرّض قناصته بصوتٍ عالٍ على قتل العوائل التي تسلك الطريق القريب من معمل البيبسي".

المجزرة
مصدر مسؤول في حكومة نينوى المحلية أبلغ المرصد العراقي لحقوق الإنسان أن "المجزرة التي بدأت في الساعة الثالثة فجرًا وانتهت بعد سبع ساعات (الساعة العاشرة صباحًا)، راح ضحيتها أكثر من 250 مدنيًا، حيث ما زالت جثثهم ملقاة على الطريق، وبانتظار الخطة التي ستكون خاصة بعملية انتشالها".

وقال المرصد إن "التنظيم تمادى في تنفيذ عملياته الإجرامية &ضد المدنيين، وهو يحاول أيضًا أن يقتل أكبر عدد منهم كرد فعل على خسارته المستمرة لمناطق نفوذه التي سيطر عليها قبل ثلاثة أعوام".

ودعا المرصد القوات الأمنية العراقية والتحالف الدولي إلى "فعل كل ما يُمكنهم للحفاظ على سلامة المدنيين ومنع تعرّضهم للقتل على يد عناصر التنظيم".. محذرًا من "إمكانية أن تشهد الأيام المقبلة مجازر أخرى ما لم يتم التعامل مع جرائم التنظيم بطرق عاجلة".

روايات مروعة ومخيفة
من جهته قال مصدر طبي في مشفى العذبة في مدينة الموصل إن "القصص التي يرويها الجرحى الذين وصلوا إلى المشفى عمّا حدث في الزنجيلي مروعة ومخيفة. بعضهم لا يُصدق &كيف نجا من الموت".

وينقل المصدر الطبي عن إمرأة &قولها "أسمع أصوات الرصاص تمر من فوق رأسي. حاولت الإختباء خلف جدار كونكريتي وبقيت أسمع الرصاص. فهم أطلقوا النيران علينا من جهات عدة. الحمد لله أن إصابتي في قدمي وكتفي، ولم تأتِ في رأسي".

وأشار المرصد إلى أن "هناك أكثر من 75 ألف مدني في ما تبقى من مناطق سيطرة داعش في منطقة الساحل الأيمن من مدينة الموصل، هؤلاء جميعًا يواجهون خطر الموت والإعدام على يد تنظيم داعش". &

وردًا على تقارير أشارت إلى أن مقتل المدنيين جاء إثر استخدام القوات العراقية لمادة الفوسفور في عملياتها العسكرية في الموصل فقد نفت القوات ذلك أمس، موضحة أنها استعانت بطائرات التحالف لتوجيه ضربات دخانية لحماية المدنيين الهاربين من قناصي داعش في حي الزنجيلي.&

وأشارت إلى أنه "تمت السبت، وتحديدًا قرب المستشفى الجمهوري في الجانب الأيمن حين خرج عدد كبير من المواطنين باتجاه القوات الأمنية ومن أجل حمايتهم من قناصي داعش المنتشرين في طبقات المستشفى تمت الاستعانة بالتحالف بالدولي لتوجيه ضربات دخان لإيجاد غطاء يحجب رؤية قناصي الدواعش عن رؤية المدنيين لمنحهم فرصة الخروج الأمن باتجاه القوات، وتم ذلك بنجاح".&

وأوضحت القوات المشتركة أن "هذه الضربات الدخانية سبق وأن تم استخدامها في بعض مناطق الساحل الأيسر من الموصل ومناطق الجانب الأيمن أيضًا، والغاية منها حماية المدنيين من نيران عصابات داعش الإرهابية".&

جثث متناثرة
وكانت وسائل إعلام نشرت صورًا مروعة لجثث تناثرت تابعة للمدنيين الذين قتلوا أثناء فرارهم من حي الزنجيلي الذي يسيطر عليه تنظيم داعش في الموصل. وفي شارع متاخم لخط المواجهة مع القوات العراقية تناثرت حقائب كان هؤلاء الفارون من القتال يضعون فيها متعلقاتهم في الشارع الخارج من حي الزنجيلي، وهو أحد ثلاثة أحياء ما زال داعش يسيطر عليها في الموصل.&

وتمكن عشرات آخرون من الوصول إلى المناطق التي تسيطر عليها القوات الحكومية، وكان بعضهم جريحًا، والبعض الآخر يحمل جثث قتلى على ما يبدو في أغطية.&

وقال نازحون تمكنوا من الفرار إن أكثر من 200 شخص قتلوا قبل يومين قرب معمل البيسبي في الحي نتيجة إطلاق قناصة تنظيم داعش النار عليهم لمنعهم من الفرار. ويشهد حي الزنجيلي - وهو أحد الأحياء الثلاثة في محيط مدينة الموصل القديمة - مواجهات منذ أسبوع بين تنظيم داعش والقوات العراقية التي تحاول استعادة الحي من قبضته.


&

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف