تأجيل خطاب ملكة بريطانيا مع تواصل مفاوضات تشكيل حكومة أقلية
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
علمت بي بي سي أن خطاب الملكة، الذي تحدد فيه الحكومة برنامجها التشريعي، قد أُجل لأيام معدودة.
وكان من المقرر أن تلقي الملكة خطابها يوم الاثنين المصادف 19 يونيو/حزيران.
ويواصل حزب المحافظين التفاوض مع الحزب الوحدوي الديمقراطي في إيرلندا الشمالية للحصول على دعمه لحكومة الأقلية التي يشكلونها بعد فقدانهم الأغلبية في مجلس العموم البريطاني في الانتخابات العامة الأسبوع الماضي.
ويقول حزب العمال إن هذا التأخير يظهر أن الحكومة "في حالة فوضى".
وتكتب الحكومة البريطانية خطاب الملكة لتقدم فيه الخطوط الأساسية لخططها التشريعية للدورة البرلمانية المقبلة.
ويقول مساعد محرر الشؤون السياسية في بي بي سي، نورمان سميث، إن قرار التأخير يكشف عن "غموض" بشأن ما سيتضمنه الخطاب، مع توقع تخفيف أو الغاء عدد من التعهدات التي أُعلن عنها سابقا في الاعلان الانتخابي، فضلا عن الحاجة لضمان دعم الوحدويين الديمقراطيين.
ويضيف أن أي فشل في إعداد خطاب الملكة سيعادل التصويت بحجب الثقة عن حكومة الأقلية الجديدة.
ويُعتقد أن أحد أسباب التأخير هو أن الخطاب يكتب في العادة على رَقّ من جلد الماعز، الذي يتطلب بضعة أيام ليجف، إلى جانب أن استمرار مفاوضات المحافظين مع الوحدويين الديمقراطيين يعني أنه لن يكون جاهزا في وقته المحدد.
وستواجه تيريزا ماي لاحقا مساءلة من نواب حزبها لأول مرة منذ انتخابات الخميس الماضي.
ومن المتوقع أن تثار خلالها بعض المخاوف بشأن اسلوبها في القيادة، وأن تواجه ضغطا مطردا بشأن تفاصيل المحادثات مع الحزب الوحدوي الديمقراطي.
وقد اجتمعت ماي مع أعضاء الحكومة الجديدة لأول مرة بعد التعديل الوزاري الأخير.
وتوقع الوزير المختص بشؤون الخروج من الاتحاد الأوروبي، ديفيد ديفز، أن يتم التخلي عن بعض بنود الإعلان الانتخابي لحزب المحافظين في ضوء نتائج الانتخابات الأخيرة.
قال متحدثا لراديو 4 في بي بي سي إنه على الرغم من الحملة الانتخابية المخيبة للآمال لحزب المحافظين إلا أن ماي كانت "رئيسة وزراء كبيرة".
لكن الزعيم العمالي، جيريمي كوربن، اتهم ماي بالتشبث برئاسة الوزراء، قائلا لبرنامج الإعلامي أندرو مار في بي بي سي الأحد إن البلاد "لا يمكن ان تستمر في فترة عدم استقرار كبيرة".
وأكملت رئيسة الوزراء ليلة الأحد إجراء تعديل وزاري محدود شمل إعادة مايكل غوف إلى منصب وزير للبيئة.
وكانت ماي قد أبعدت غوف، الذي تنافس معها على زعامة الحزب بعد استقالة ديفيد كاميرون، عن منصبه الوزاري في التعديل الذي أجرته في يوليو/تموز العام الماضي.
وقد حصل المحافظون في الانتخابات العامة الأخيرة على 318 مقعدا، أي بخسارة 13 مقعدا من الـ 331 مقعدا التي كانت لهم في البرلمان السابق، وزاد حزب العمال من حصته من المقاعد البرلمانية من 232 إلى 262.
ويقول مراسل الشؤون السياسية في بي بي سي، ايان واتسون، إن الاجتماع مع لجنة نواب حزب المحافظين المعروفة باسم لجنة 1922 قد طرح خلال الأربع والعشرين ساعة الأخيرة ليس بسبب وجود خوف داخل الحزب بل ربما كان طريقة لتجنب هذا الخوف.
ونقل عن أحد النواب قوله "سيحتاج الحكماء إلى أن يطلبوا من المتحمسين أن يهدأوا".
وتتألف لجنة 1922 من نواب البرلمان المحافظين وقد أخذت اسمها من العام الذي انتخب فيه أعضاؤها الأصليين، وتتمثل وظيفتها الأولية بإعلام قيادة الحزب عن توجهات جمهور الحزب وأعضائه، وإذا فقد زعيم المحافظين أو أي قيادي رفيع آخر دعم هذه اللجنة سيكون عرضة لخسارة موقعه.
واحتفظ وزراء بارزون بمواقعهم في التعديل الوزاري الأخير، حيث بقيّ فيليب هاموند بمنصبه وزيرا للخزانة، واحتفظ بوريس جونسون بمنصب وزير الخارجية وأمبر راد بمنصب وزيرة الداخلية.
كما أجري بعض التغييرات في المهام مع تخفيض موقع ليز تراس من منصب وزيرة العدل إلى وكيل أول وزارة الخزانة.
وترقية داميان غرين من منصب وزير شؤون التقاعد إلى منصب سكرتير الدولة الأول (وكيل رئيس الوزراء)، وهو منصب يضعه أعلى من الوزراء الآخرين والشخصية الثانية في تسلسل القيادة السياسية، ولكنه يظل شرفيا من دون صلاحيات رئيسة الوزراء.
_______________________________________________________________________________________________________________________
سلطة متلاشيةتحليل ايان واتسون، مراسل الشؤون السياسية في بي بي سي
لا يتوقع ظهور مطالبات واسعة بتنحي ماي في اجتماع لجنة 1922 الاثنين.
وبدلا من ذلك، ستكون ثمة مطالبات لها بالمزيد من التشاور، وبضمنها عقد اجتماعات دورية مع الأعضاء التنفيذيين في اللجنة، وتحويل داوننغ ستريت (مقر رئاسة الوزراء) من ملجأ مغلق إلى بيت مفتوح بتوسيع مدى اختيار الكوادر العاملة فيه.
على أن قلة من النواب تتوقع أن يكون موقع ماي قويا ومستقرا خلال السنوات الخمس القادمة.
وقال عضو برلمان بارز لي "إنه أمر لا يصدق أن تقود (ماي) الحزب في الانتخابات المقبلة. فسلطتها تضاءلت بشكل لا جدال فيه".
وقال آخر إن "أعضاء الحزب مكلومون منها كثيرا".
وأضاف نائب بارز آخر "إنها تؤثر نفسها في بعض الأحيان" مضيفا "كيفية تصرفها ستحدد كم ستبقى في موقعها".
وثمة شعور بأن الحزب يسعى لمعالجة خوف من وقوع شيئ ما أسوأ.
______________________________________________________________________________________________________________________
جونسون: على النواب أن يضبطوا أنفسهمودعا جونسون النواب المحافظين إلى دعم ماي، في اعقاب تكهنات نشرت في صحف الأحد أشارت إلى أنه يسعى إلى التقدم للتنافس على رئاسة الحزب.
وكتب وزير الخارجية في صحيفة صن الأحد قائلا: على أولئك الداعين الى تنحي رئيسة الوزراء أن "يضبطوا أنفسهم"، مضيفا أن الناخبين يريدون أن "تواصل الحكومة عملها".
وأقر جونسون أن حملة رئيسة الوزراء الانتخابية لم تمض كما يرام، قائلا "أو بعبارة ملطفة" إن رسائل المحافظين "لم تصل أو لم تفهم".
لكنه استدرك قائلا "إن تيريزا ماي قادت حملة دفعت 13.7 مليون شخص للتصويت للمحافظين، في أكبر مجموع لعديد الناخبين للحزب منذ أيام مارغريت تاتشر".
وأكمل "هذا إنجاز رائع ولأجله تستحق دعم حزبها وهي ستنال دعمي بالتأكيد".
وقال أيضا إن مقترح الاتفاق مع الحزب الوحدوي الديمقراطي للحفاظ على حكومة أقلية في السلطة إجراء عملي قابل للتنفيذ.
وكتب أن الشعب البريطاني تلقى الكثير من الوعود ومن القضايا المسيسة "وحان الوقت الان للتنفيذ- وتيريزا ماي هي الشخص المناسب لمواصلة هذا العمل الحيوي".