أخبار

حتى المستشفيات لم تسلم من أذيتهم

انتهاكات جديدة للحوثيين في المحافظات اليمنية

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

«إيلاف» من عدن: يواصل الحوثيون في اليمن انتهاكاتهم بحق المدنيين بشكل يومي، ولم تسلم المستشفيات من تلك الانتهاكات، حيث تشهد عدة محافظات ممارسات يومية مثل الالغام والخطف والقتل والاعتقال والتهجير، بعضها يسيطر عليها الحوثيون، وبعضها الآخر مناطق حرب وتماس بينها وبين الجيش الوطني.

وفي ما يلي ترصد "إيلاف" أحدث انتهاكات تحالف الحوثي وصالح الانقلابي.

الجوف: الألغام تحصد الأبرياء 

استيقظ أهالي مديرية الغيل جنوب محافظة الجوف اليمنية صباح الاربعاء على حادثة دموية مؤلمة تمثلت بانفجار لغم، زرعه الحوثيون على الطريق العام، نتج عنه قتلى ومصابون من المدنيين.

 وأوضح لـ "إيلاف" الناشط المدني والحقوقي في محافظة الجوف، ماجد الورش، أن اللغم الذي أصاب مدنيين مسالمين، أسفر عن مقتل إمرأة وإصابة العشرات من الاطفال والنساء بإصابات خطيرة، مستدركًا بأن "القصة لم تنتهِ بعد، حين تحرك الناس لإسعاف المصابين انفجر لغم آخر بسيارة المسعفين والحصيلة عدد من الإصابات الخطيرة الأخرى".

 ولفت الناشط الحقوقي الى أن الحوثيين يستخدمون الالغام بشكل اعتيادي في اغلب الجبهات والطرق العامة، مشيرًا الى أنهم لا يبالون بوضع وزراعة الالغام  في أي مكان، ولا يكاد يمر الاسبوع دون مرور ضحايا من تلك الالغام، ومعظمهم من المدنيين.

وأضاف:" ألغام (الإنقلابيين) تحصد ارواح الابرياء مقابل تباهي انصار الحوثيين بزراعتها وكمية أعدادها، فمن ينجو من رصاصات الحوثيين من المدنيين، لم ينجُ من ألغامهم، وكأنهم حكموا على المواطن بالموت سواء أكان مسالماً أو غير مسالم لهم، كما أن الالغام التي يزرعها الإنقلابيون مستمرة  في حصد الارواح في محافظة الجوف، حيث لا يكاد يمر أسبوع إلا ويحدث انفجار لغم، ولا تفرق  تلك الالغام بين طفل ولا امرأة ولا عجوز".

واكد الورش أن اراضي محافظة الجوف باتت ممرات وثكنات عسكرية تتمركز فيها العناصر الحوثية وتطبق الحصار على ابنائها المناهضين لها، وحولت منازلهم الى ركام ومزارعهم الى مخابئ  للأسلحة، التي يتم جلبها وتمويهها بالمزارع التي تعتبر المصدر الوحيد لأكثر المواطنين.

ويذكر ان تقارير حقوقية كشفت عن  قيام عناصر الحوثي  بتفجير منازل مواطنين في الجوف، من خلال زراعة الديناميت في 101  منزل لمواطنين معارضين لهم بعد اخراج النساء والأطفال منها بالقوة، حيث احتلت مديرية اللغيل المرتبة الاولى من حيث عدد المنازل التي تم تفجيرها.

تعز .. استهداف المستشفيات 

قصفت قوات الحوثي والرئيس السابق علي عبدالله صالح  الاربعاء مستشفى الثورة في محافظة تعز وسط اليمن .

وقالت مصادر طبية في المدينة المحاصرة إن قذائف استهدفت قسم الكلى بالمستشفى، مما ادى الى اصابة اربعة من مرضى الكلى، وإتلاف بعض أجهزة قسم الكلى.

واعتبرت تلك المصادر ما قام به الحوثي وصالح عملاً بربرياً همجياً يتنافى مع قوانين الحرب، مطالبة المنظمات المحلية والدولية إدانة الهجوم الصاروخي على مرضى عزل، وتقديم مرتكبيه للمحاكمة، لاسيما وأن هذا القصف لم يكن الأول على المستشفى ومستشفيات أخرى في المدينة، حيث سبق وان تعرضت المستشفيات لقصف من قبل الإنقلابيين خلال الحرب الحالية .

وفي  الساعات الاولى من فجر الخميس، سقطت  قذيفة على المستشفى الجمهوري بتعز، ما ادى الى تهدم بعض جدرانه، وانقطاع التيار الكهربائي واتلاف الخزان الرئيس لمركز الغسيل الكلوي.

 في هذا الصدد، علق  الدكتور محمد مخارش، مدير إدارة الطوارئ ومساعد مدير عام المستشفى الجمهوري بتعز، بأن استهداف الحوثيين لمستشفى الثورة ما هو الا حلقة جديدة في مسلسل طويل من استهداف المرافق والمنشآت الطبية في مدينة تعز، مشيرًا الى ان المستشفى الجمهوري تعرض قبل يومين لطلقات مضاد طيران، ما ادى الى اتلاف خزانات المياه الخاصة بأقسام العمليات والعناية والجراحة.

ولفت  الدكتور مخارش في حديثه لـ "إيلاف" الى ان الوضع الصحي في تعز شبه منهار في ظل انقطاع النفقات التشغلية، وكذلك غياب تام للسلطة الشرعية، مشيرًا الى ان ما تقوم به بعض المنظمات والجمعيات مجرد ترقيع، ولا يفي بالغرض لتقديم أدنى مستوى الخدمة.

الكوليرا .. وضع كارثي 

وحول انتشار الكوليرا في المدينة، قال: " تخيل مع انتشار وباء الكوليرا، نحن في مركز المعالجة في المستشفى الجمهوري نستقبل اكثر من 150 حالة يوميًا، ولا نستطيع تأمين المحاليل الوريدية  للمرضى، التي تعتبر هي الاساس في معالجة هذه الحالات، فما نحصل عليه بجهود ذاتية لا يكفي لتغطية 10%  من عدد الحالات،  نحن في وضع كارثي، وإذا لم يتم تدارك الامر، ستكون هناك وفيات بالمئات نتيجة انتشار الوباء وبشكل مرعب ومخيف".

واوضح بأن شدة  الحصار، الذي تعرضت له المدينة بسبب الحرب، زادت من تدهور الوضع الصحي وتراجع الخدمات الصحية في تعز، اضافة الى نقص حاد في الادوية، مشيرًا الى ان ما زاد المعاناة اكثر انعدام المشتقات النفطية الخاصة بتشغيل المولدات الكهربائية الخاصة بالمستشفيات، بالإضافة الى وقف الموازنة التشغيلية لكثير من المرافق الصحية.

ذمار .. طرد المرضى 

في سياق  متصل بانتهاكات الحوثيين، وفي محافظة ذمار، التي تخضع لسيطرتهم، قام مسؤولون محليون من تحالف الحوثي وصالح، بفرض مبالغ مالية على المرضى المشتبه بإصابتهم  بمرض الكوليرا.  

ونقلت وسائل اعلام يمنية عن مصادر طبية في مستشفى ذمار العام  أن الحوثيين في  المستشفى  باعوا المحاليل والعلاجات المجانية التي منحتها منظمات دولية للمرضى المصابين بمرض الكوليرا المتفشي في اليمن.

وكان رئيس هيئة مستشفى ذمار العام جمال الشامي، قد أقدم الشهر الماضي على إخراج عدد من المرضى المصابين بوباء الكوليرا من المستشفى، ورفض استقبالهم أو تقديم أي مساعدات علاجية عاجلة لهم.

ونقلت وسائل اعلام يمنية عن مصادر في المستشفى لم تسمِها قولها إن الشامي  قام بطرد 13 مريضاً مشتبهاً بإصابتهم بوباء الإسهالات المائية الحادة (الكوليرا) من مبنى المستشفى، مبررًا فعله بأن المستشفى لا يستطيع استقبال أي حالات جديدة مصابة بمرض الكوليرا، بسبب أن طاقته الاستيعابية لا تسمح بذلك .

 واستغربت  المصادر من ذلك التبرير، قائلة إن المستشفى يستقبل  عشرات الجرحى من الحوثيين بشكل شبه يومي، وأنه في 30 مايو الماضي استقبل المستشفى 35 جثة لمسلحي جماعة الحوثيين والقوات الموالية لصالح، قادمة من مدينة تعز، بينما يتم طرد مرضى الكوليرا.

ومنذ  العام 2014، سيطر الحوثي على مستشفى ذمار العام، وأصبح خاصًا لاستقبال قتلى من الحوثيين ومعالجة جرحاهم في المقام الاول.

 

 

 

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف