أخبار

لا يظهر إلا بعد استفحال المرض

سرطان المثانة لايقل عن سرطان الرئة لدى المدخنين

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

«إيلاف» من برلين: يعرف الناس الكثير عن علاقة التدخين بسرطان الرئة، لكن الكثيرين يجهلون ان السرطان يفتك أيضاً بمثانات مدمني التدخين. وقد يعود السبب إلى أن سرطان المثانة من الأورام السرطانية"الصامتة"، التي لا تظهر إلا بعد استفحال المرض.

ويشير معهد روبرت كوخ  الألماني إلى ان عدد الضحايا الألمان بسبب التدخين يرتفع إلى 72 ألف حالة وفاة سنوياً. وللمرة الأولى في ألمانيا يشكل سرطان المثانة بسبب التدخين نصف هذه الحالات تاركاً النصف الآخر لسرطان الرئة وبقية الأمراض السرطانية مثل سرطان الجلد.

وذكر التقرير ان سموم التدخين تتسلل إلى الدم وتدور وصولاً إلى الكليتين حيث تترشح بواسطة الكليتين عادة في الإنسان، وتستقر بعد ذلك مع الادرار في المثانة. ويشكل هذا التراكم الخبيث أساس سرطان المثانة الذي لا يكشف عن نفسه بالأعراض إلا متأخراً.

ويعاني المدخنون من الذكور أكثر من الإناث من سرطان المثانة، وتكشف الإحصائية ان 11 ألف مدخن يصابون بمرض سرطان المثانة سنوياً مقارنة بنحو4000 اصابة سنوية جديدة بين الاناث. وهو أكثر فتكاً بالنساء من الرجال، لأن 65% منهن يلقين حتفهن بسبب المرض مقابل 35% فقط بين الرجال.

ويموت 330 ألمانية وألمانيًا يومياً بسبب أمراض تعزى إلى التدخين، وهذا أعلى من المعدل العالمي، بحسب تقدير معهد كوخ. وهناك16,3 مليون الماني يدخنون بلا انقطاع، ويشكلون نسبة25-28% من مجموع السكان.

نسبة الإصابة المزدوجة بسرطاني الرئة والمثانة ترتفع

ويلاحظ تقرير معهد روبرت كوخ ان احتمال إصابة المدخن الشره بسرطاني الرئة والمثانة معاً لا يزال ضئيلاً، لكنه في ازدياد في السنوات الأخيرة. إلا ان الذي يعاني من سرطان المثانة يعاني من احتمال أكبر لاصابته بسرطان مزدوج(الرئة).

واستشهد تقرير معهد كوخ بدراسة أجرتها البروفيسورة لاورا ماريا كرابه، من الجامعة الطبية في مونستر، شملت 200 ألف مدخن مصاب بسرطان الرئة أو المثانة وتوصلت إلى وجود علاقة ليست نادرة بين المرضين. واصيب ما نسبته4,1-5% من الذين يعانون من سرطان المثانة بسرطان الرئة أيضاً، في حين اصيب1,7% فقط من الذين يعانون من سرطان الرئة بسرطان مثانة اضافي. وهذا يعني ان سرطان المثانة أخطر على الرئتين بثلاثة اضعاف تقريباً.

وجاء في التقرير ان نتائج الدراسة شملت المدخنين من عمر أكثر من ثلاثين سنة ويدخنون لأكثر من15 سنة ما يفوق 20 سيجارة في اليوم. ولهذا ينصح معهد كوخ، عند فحص مثل هؤلاء المدخنين، من الجنسين، في تصوير الرئتين والمثانة شعاعياً، وعدم التركيز على الجهاز التنفسي فقط.

وهذا يسري على سرطان المثانة أكثر من سرطان الرئة  لأن احتمال الإصابة معه بالمرضين أكبر. مع ملاحظة ان فرصة العيش لمدة خمس سنوات مع سرطان الرئة لا تزيد عن 13-15%، لكنها ترتفع إلى70-80% في حالة سرطان المثانة.

ويعتقد العلماء بوجود مستقبلات خاصة لسموم التدخين في خلايا الأمراض السرطانية، وخصوصاً سرطان الرئة وسرطان المثانة. وسبق للعلماء الألمان من معهد فراونهوفر ان رصدوا مثل هذه المستقبلات في العديد من الأورام السرطانية ذات العلاقة بالتدخين.

الحذر من نوعية الماء ومن المواد الاروماتية

ويمكن لاحتمال الإصابة بسرطان المثانة ان يزداد عند المدخنين إذا لم ينتبهوا إلى ضرورة تجنب الاصابة بالتهابات المثانة. كما يمكن لنوعية الماء ونسبة المواد الزرنيخية والاروماتية ان تزيد احتمال التعرض للسرطان. مع ذلك يتعرض المدخنون لسرطان المثانة200% أو600% أكثر مما يتعرض له غير المدخنين.

ودعا معهد كوخ  إلى تجنب التدخين والتهابات المثانة المزمنة، لكنه شدد على ضرورة تجنب  تلقي الأحماض الأمينية الأروماتية التي تتسلل إلى الجسم عبر أجهزة الهضم والتنفس والجلد والتي تعتبر من أكثر مسببات النمو السرطاني في البلدان الصناعية.

ويعتقد العلماء ان نسبة سرطان المثانة العالية بين رسامي "الكيمونو" اليابانيين تعود إلى الأصباغ المحتوية على الأحماض الأمينية الأروماتية، التي يرسمون بها، ويعملون بين فترة وأخرى على ترطيب فراشيهم بالفم، وهو سبب تسلل هذه الأحماض بتركيز عال إلى المعدة. 

كما يمكن أن تكون البيرة من مسببات تسلل المواد الأروماتية إلى الجسم ما لم تخمر حسب مواصفات وزارة الصحة الألمانية. بل أن الماء نفسه قد يكون أحد العوامل المسببة لسرطان المثانة حينما تتعدى نسبة مركبات الزرنيخ ومركبات الكلور العضوية عن مستواها المحدد من قبل الوزارة. وثبت من دراسات سابقة أن15% من حالات سرطان المثانة، وبالتالي7% من حالات الوفيات كنتيجة للسرطان، في ألمانيا واسبانيا وايطاليا، سببها الماء المحتوي على المواد العضوية والأروماتية والزرنيخية.

 

 

 

 

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف