خلافات عائلة هلموت كول تلقي بظلالها على التشييع

إيلاف من لندن: قال رئيس البرلمان الالماني نوربرت لامبرت في نعي المستشار الراحل هلموت كول ان الالمان مدينون له في وجود المانيا موحدة سلمياً ضمن اوروبا حرة يسودها السلام.

المفارقة انه فيما كان النواب يقفون دقيقة حداد على مهندس الوحدة الالمانية واحد اقطاب الوحدة الاوروبية، كانت القنوات التلفزيونية الالمانية تبث تقارير عن النزاع المتصاعد داخل عائلة كول المنقسمة.  

وظهرت اشرطة مثيرة عن وصول نجله فالتر واثنين من احفاده يرتدون ملابس الحداد الى منزل العائلة. وأمام حشد من المعزين والصحافيين طرقوا باب البيت عدة مرات دون ان يُسمح لهم بالدخول.

وفي النهاية أبعدهم عن البيت شرطي سُمع وهو يقول لنجل المستشار الراحل ان هناك امراً قضائياً يمنعه من زيارة المنزل.

الالمان يعرفون ان علاقة فالتر كول كانت سيئة بزوجة ابيه مايكة كول ريختر، واندلع شجار معيب امام انظار الالمان بشأن ما حدث على باب المنزل عندما اصدر محامي زوجة الأب بياناً يلقي المسؤولية على عاتق فالتر كول. 

الأرملة مايكة كول ريختر نفسها شخصية مثيرة للجدل منعت الوصول الى زوجها حين ساءت حالته الصحية.  

وكان كول تزوج مايكة، التي عملت خبيرة اقتصادية في مكتبه، في عام 2008 بعد اصابة حادة في الدماغ افقدته القدرة على النطق. وكانت تصغره 30 عاماً وبعد زواجهما انقطع كول عن باقي افراد عائلته وكان نادراً ما يظهر في العلن.

ولكن آراء كول ظلت تتصدر العناوين الرئيسية بفضل أحد القلائل القريبين منه وهو كاي ديكمان رئيس تحرير صحيفة بيلد الشعبية السابق.

ومن خلال ديكمان عرف الالمان والعالم ان هلموت كول لن يُدفن بجانب زوجته الأولى التي انتحرت في عام 2001 بعد اصابتها بحساسية نادرة من الضوء حكمت عليها بالبقاء في الظلام. فهي مدفونة في مقبرة العائلة في مدينة لودفيغزهافن.  

وبحسب ديكمان فان هلموت كول وزوجته الثانية قررا تغيير خطط دفنه منذ عامين حين كان في حالة صحية خطيرة.

وسيكون مثواه الأخير الآن في مقبرة كاتدرائية شباير، على بعد 25 كلم جنوب لودفيغزهافن حيث توفي كول. 

ولكن ما اثار استغراب كثير من الالمان ان المستشار الراحل رفض إقامة أي تشييع رسمي له.

وأصرت ارملته على احترام امنيته ونزولا عند اصرارها سيُقام له قداس اوروبي في كاتدرائية شترازبورغ.

كان كول لا يغفر ولا ينسى. إذ كانت المستشارة انغيلا ميركل هي التي سلطت الضوء على دوره في فضيحة فساد تتعلق بجمع اموال لحزبه.

وافادت تقارير ان ارملته حاولت منع المستشارة من القاء كلمة في قداس شترازبورغ لكنها فشلت في محاولتها.

بالاضافة الى المديح الذي كاله البرلمان على المستشار الراحل، قال رئيس الرايخشتاغ ان هلموت كول "كان احياناً شخصية عنيدة بصورة استثنائية" وهي سمة ساعدته على تحقيق انتصارات سياسية يُمدح عليها الآن.

وفيما تجري ترتيبات الجنازة والتحضير لكتابة سيرة حياة المستشار الراحل ورثائه يستمر افراد العائلة في الاختصام.

كان كول الذي عاش طفولته في المانيا دمرتها الحرب يعرف عواقب الانقسام. ولعله يعرف أكثر من سواه صعوبة رأب الصدع بعد حدوثه.

أعدت "إيلاف" هذا التقرير بتصرف عن "بي بي سي". الأصل منشور على الرابط التالي:

http://www.bbc.co.uk/news/world-europe-40368709