حين يتحول الفقر إلى "مدعاة للتفك" و"مجال للاستغلال"
"المليار" فيلم كوميدي عن المهمشين يعرض بقاعات السينما المغربية
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
الرباط: سيكون جمهور القاعات السينمائية المغربية، اليوم (الاثنين)، الذي يصادف اول ايّام عيد الفطر في المغرب ، على موعد مع فيلم "المليار".
وتدور فكرة الفيلم، الذي أخرجه محمد رائد المفتاحي، وهو من بطولة ربيع القاطي وحسناء المومني ومحمد عاطر وساندية تاج الدين وعبد الله شيشا وزهور السليماني وزهيرة صادق وعبد الحق بلمجاهد وعبد القادر ركيكو، حول "الفقر مأساة، فما بالك لو صار مدعاة للضحك ومجالا للاستغلال؟"، فيما يحكي قصة "علي ولد صفية"، الذي يعيش معدماً وشبه معزول عن دوار(كفر) "الكدية"، بسبب نظرة أهل الكفر إليه، باعتباره لقيطاً، لا يهتمون له ولا يسألون عنه، بل إن البعض يبالغ في التبرؤ منه ويعامله معاملة سيئة. لكن، بعد قيام لجنة تابعة لمؤسسة دولية، تعنى بمحاربة مظاهر الفقر، بزيارة لــ"علي ولد صفية"، وشيوع خبر مفاده أنه سيتلقى معونة قدرها مليار سنتيم، انقلبت النظرة إليه وتقرب منه غالبية أهل الدوار، الفقراء يطمعون في المعونة والأغنياء في أن تكون لهم حصة الأسد من "المليار". وهكذا، ظل الجميع ينتظر عودة اللجنة وهم يخططون ويحلمون، بل منهم من قدم مصاريف معتبرة نزولاً عند طلبات "علي ولد صفية"، أملاً في أن يكون المستفيد الأكبر من "المليار". ويوم حلت اللجنة، خاب ظن الجميع إذ كانت الهبة لا تتجاوز 500 ألف سنتيم.
وتدور أحداث الفيلم حول توصل إحدى الجمعيات الإقليمية، في إطار برنامج دولي يخص محاربة الفقر، إلى أن أفقر شخص في منطقة اشتغالها هو "علي ولد صفية". وحسب البرنامج المعمول به، سيتم إخبار "علي ولد صفية" من طرف أحد الناشطين المحليين مرفوقاً بناشط دولي بأن لجنة دولية ستزوره لتخلصه من الفقر إلى الأبد. سيجد "علي ولد صفية" نفسه يعيش حلماً، قبل أن يغادر الناشطان أرض الواقع، ويحل بعض سكان الدوار، الذين أظهروا من العطف عليه ما أدهشه، لكنه انساق معهم في ما يريدون؛ فأكرموه، ودللوه متحملٌين تهوره، هو الذي لما لاحظ أن أهل الدوار طامعون في ما سيتلقى من مال من برنامج محاربة الفقر، أطلق العنان لرغباته الجامحة وطلباته الغرائبية، من دون أن يرفض له طلب، لتغادره ملامح الفقر، وتحل محلها ملامح الرغد. وقبل حلول اللجنة بأسبوع عاود الناشط المحلي، زيارة علي، مستنكراً ما طرأ عليه من تغيير وعلى مسكنه، وأمر بإرجاع الحال إلى ما كان عليه، وإلا سحبت منه الجائزة. وحين حلت اللجنة، تحول الموعد إلى يوم عيد: استقبال بالأهازيج والأعلام. وبعد زيارة أعضاء اللجنة المختلطة لإقامة "علي ولد صفية"، وأخذ صور تذكارية للجنة معه، والتناوب على منصة الخطابة، سيتسلٌم&مظروفاً فيه مبلغ مالي، أمام عدسات المصورين ونظرات أهل الكفر. وحين أعلن عن مبلغ الشيك، الذي كان هزيلاً، انصرف أهل الدوار وهم يهزأون من بعضهم البعض، فيما كانت الريح تطير الشيك المالي المتبرع به من طرف اللجنة.
يشار إلى أن المخرج محمد رائد المفتاحي، هو من مواليد الرباط، سنة 1987، تابع تكويناً في المجال المسموع والمرئي بالمعهد المتخصص بالدار البيضاء، تخصص مونتاج، كما حصل على إجازة في الدراسات السينمائية من جامعة عبد المالك السعدي بتطوان؛ ليعمل مساعد مخرج في عدد من الأفلام القصيرة والوثائقية، ويقوم بإخراج عدد من البرامج التلفزيونية والافلام الوثائقية، منها السلسلة الوثائقية (العودة) للقناة المغربية الأولى، وإخراج بعض الحلقات عن ذاكرة علماء المغرب للقناة السادسة، كما قام بإخراج فيلم قصير، بعنوان "خفقة قلب"، دون أن ننسى إخراجه لعدد من الكليبات الغنائية لفنانين مغاربة شباب. كما أنجز، في إطار عمله مع شركة للإنتاج، العديد من الوصلات الإعلانية &والأفلام المؤسساتية، فيما يبقى الفيلم السينمائي الطويل "المليار" محطة أساسية في مشواره الفني.