وفاة 63 مهاجرًا غير شرعي جوعًا وعطشًا في صحراء ليبيا
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
صبري عبد الحفيظ من القاهرة: تعرض 63 شخصًا، من بينهم 19 مصريًا للموت عطشًا وجوعًا في الصحراء الليبية، أثناء رحلة هجرة غير شرعية. وعثرت منظمة الهلال الأحمر الليبي على جثثهم في حالة تعفن وسط الصحراء.
في مأساة جديدة تضاف إلى سجل مآسي المهاجرين غير الشرعيين، توفي 63 شخصًا، من بينهم 19 مصريًا في صحراء ليبيا، بسبب الحر والجوع والعطش.
وقالت منظمة الهلال الأحمر الليبي بمدينة طبرق، إن "فريق إدارة الجثث، بمساعدة جهاز مكافحة الهجرة غير الشرعية ومكتب التفتيش والمراقبة التابع لوزارة الداخلية الليبية، تمكنوا من انتشال 19 جثة مهاجر غير شرعي من الجنسية المصرية جنوب بوابة الـ200 بحوالي 250 كيلو متر، بالقرب من وادي على داخل منطقة الرمال"، مشيرة إلى أنهم ينتمون إلى عدة محافظات مصرية من بينها أسيوط والمنيا وكفر الشيخ.
وأضافت أن قوات الجيش الليبي انتشلت 26 جثة أخرى قرب الحدود المصرية الليبية، لكنها لجنسيات أفريقية، لافتاً إلى أن "عمليات البحث وانتشال الجثث مازال مستمرة".
واتهم مسؤولو الهلال الأحمر الليبي السلطات المصرية بالتقاعس في مساعدتهم للتعرف على هوية أصحاب الجثث وتسليمها إلى ذويهم. وقال محمود الطاهر، المسؤول بمنظمة الهلال الأحمر الليبي، إن عدد الجثث التي عثر عليها يقدر بـ63 جثة، مشيرًا إلى أنها جميعًا متحللة، مرجحة أن يكون الحر والجوع والعطش وراء وفاة هؤلاء الأشخاص.
وأضاف لـ"إيلاف" أنه يعتقد أن هؤلاء مهاجرين غير شرعيين، مشيرا إلى أن المنظمة طلبت مساعدة السلطات الطبية المصرية في تحليل عينات من الجثث، لتحديد هوية أصحابها، وتسليمها إلى ذويهم، لاسيما أن المنظمة الليبية لا تمتلك الإمكانيات اللازمة لإجراء هذه التحاليل. ولفت إلى أن السلطات المصرية غير متعاونة، على حد تعبيرها.
وأفاد أنه تم التعرف على هوية سبعة جثث ينتمون إلى محافظتي المنيا وكفر الشيخ، بعد أن تم العثور على بطاقات الهوية الخاصة بهم، منوهة بأن هناك نحو 29 جثة بدون أوراق هوية. وذكر أن السلطات الليبية عثرت على بقايا ملابس وأحذية لأطفال ونساء، لكن لم يتم العثور على جثثهم.
وحصلت "إيلاف" على معلومات تفيد بأن بعض المتوفين من محافظة أسيوط، تعرفوا على جثث أبنائهم، وبينهم طفل عمره 15 سنة، هو محمد جمال عبد التواب مصطفى، الطالب بالصف الثالث الإعدادي. سافر إلى ليبيا من أجل البحث عن عمل. كما لقي أحمد جمعة كامل حسين، مصرعه في الحادث نفسه، بعد أن توجه إلى ليبيا بحثًا عن العمل.
وتعرف أهالي محافظة المنيا على هوية عدد من أبنائهم، وقال خليفة أحمد محمد، والد أحد الضحايا، إنه تأكد من صحة وفاة نجله، بعدما أبلغه أحد زملائه بالخبر. وأضاف: "أنا من سمالوط بالمنيا، ونجلي يبلغ من العمر 26 عاما، وأصر على السفر لليبيا منذ الخميس قبل الماضي، ولكنه توفي في الصحراء". وتابع: "لم تتحرك أي جهة في الدولة لمتابعة القضية، ونجلي تم دفنه في ليبيا".
ومن جانبه، قال المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية، المستشار أحمد أبوزيد، إن السفارة المصرية في طرابلس، التي تمارس عملها من القاهرة، علمت من مصادرها في الهلال الأحمر الليبي بأنه تم العثور على جثامين نحو 19 شخصا في المنطقة الصحراوية الليبية بين طبرق وإجدابيا، وأنهم على الأرجح قد لقوا حتفهم خلال محاولتهم الهجرة غير الشرعية على يد عصابات التهريب التي تنشط في تلك المنطقة، علما بأنه جار التحقق من هوياتهم.
وأوضح المتحدث باسم الخارجية أنه تم التأكد من هوية سبعة أشخاص فقط حتى الآن، حيث تبين من بطاقات هويتهم التي كانت بحوزتهم أنهم يحملون الجنسية المصرية، بحسب مكتب المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية.
وتم ترتيب نقل الجثامين إلى مصر بالتنسيق بين السفارة المصرية والسلطات الليبية المعنية، مؤكدا متابعة وزارة الخارجية للأمر على مدار الساعة حتى التأكد من هوية باقي الجثامين.