أخبار

"إيلاف" تجول في المهرة اليمنية (1من 2)

هنا... يلتم شمل اليمنيين بلا سلاحهم

-
قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

&"إيلاف&" من المهرة: في أقصى شرق اليمن، تقع محافظة المهرة التي يصفها كثير من اليمنيين بأنها محافظة التعايش والانصهار اليمني، ولا سيما أنها تعيش وضعًا أمنيًا وخدماتيًا جيدًا، مقارنة بمحافظات اليمن الأخرى. "إيلاف" زارت محافظة المهرة وعادت للقراء بهذا التقرير.

ما المهرة؟

تقع محافظة المهرة في الجزء الشرقي من الجمهورية اليمنية، حيث تجاورها سلطنة عمان شرقًا، حتى تسمى بوابة اليمن الشرقية. وتتصل المحافظة بصحراء الربع الخالي من الشمال، ومحافظة حضرموت من الغرب، والبحر العربي من الجنوب.

تبلغ مساحتها&نحو 67 ألف كيلومتر مربع، وتعد المحافظة الثانية الأكبر مساحة في اليمن بعد محافظة حضرموت، وتعد مديرية حات أكبر مديريات المحافظة مساحة، في حين تعتبر مديرية حوف أصغر المديريات من حيث مساحتها. ويبلغ سكان المهرة نحو 100 ألف نسمة يتوزعون على تسع مديريات.

ربما تكون المهرة المحافظة الاستثنائية التي تجنبت الانزلاق في خريطة الحرب والصراع السياسي والعسكري اليمني، ربما ساعدها موقعها الجغرافي في أقصى شرق اليمن على تجنب الدخول في مثل هذه الصراعات والحروب. ويقول كثير من أهالي المهرة إن طوال تاريخ المحافظة كانت أقل تضررًا من الصراعات السياسية والحروب التي شهدتها اليمن خلال العقود الخمسة الماضية.

كان موقف أهالي محافظة المهرة وقواها السياسية والاجتماعية من تمرد الميليشات واضحًا منذ بداية الأزمة، وحتى قبل أن تندلع الحرب العبثية التي شنتها جماعة الحوثي وقوات المخلوع علي صالح. فقبيل اندلاع الحرب في عام 2015، عقدت قيادة السلطة المحلية بمحافظة المهرة اجتماعًا موسعًا بحضور القيادات السياسية والتنفيذية والمجتمعية للوقوف على التطورات السياسية ومستجداتها. تم الإجماع على إدانة تمرد الميليشيات، وتأييد شرعية الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي وحكومته.

من شباب المهرة

&

دعم التحالف

يؤكد مختار بن عويض، وكيل أول محافظة المهرة، وحدة موقف أبناء المهرة من سلطة محلية ومكونات سياسية ومجتمع مدني وشيوخ وأعيان القبائل تجاه الحوادث التي تشهدها البلاد، المتمثل في&الانحياز لصالح الشرعية الدستورية ممثلة في هادي وحكومته الشرعية ودول التحالف العربي.

يذكّر بن عويض في حديثه إلى "إيلاف" بأن موقف أبناء المهرة الداعم لإنهاء الانقلاب ليس بجديد، "بل كان واضحًا منذ بداية الأزمة التي افتعلها الانقلابيون وبدء الحرب العبثية التي اشعلوها".

يشيد بن عوض بالدور الكبير الذي قامت به دول التحالف العربي، في مقدمها السعودية والإمارات في دعم محافظة المهرة، أمنيًا وإنسانيًا: "التحالف دعم المهرة، فعلى المستويين الأمني والعسكري، عمل على إعادة بناء الأجهزة الأمنية، فساهم في تسليح نحو 2000 فرد، ودعم الأجهزة الأمنية بالمعدات من سيارات وأجهزة وخبرات. أما على المستوى الانساني، فقد ساهمت السعودية والإمارات في إغاثة الفقراء والمحتاجين، ودعم الكهرباء والصحة وقطاعات أخرى".

فرص استثمارية&

تطرق بن عويض إلى الفرص الإستثمارية الكبيرة التي تزخر بها محافظة المهرة، لا سيما في قطاعات السياحة والثروة السمكية والصحة والتعليم، مبينًا أن المؤتمر يعد فرصة ذهبية، وسيعطي للمهرة نقلة نوعية متميزة في كل المجالات التنموية والاقتصادية والاجتماعية، خصوصًا أن المهرة محافظة تتميز بموقع إستراتيجي هام، بحريًا وبريًا، وتنفرد بمميزات استثمارية وتجارية حيوية، لافتًا إلى أن الاستقرار الأمني والسياسي في المهرة، ساعد على أن تكون المهرة المنطقة الأكثر جذبًا للمستثمرين. وأكد عزم السلطة المحلية إقامة مؤتمر الفرص الاستثمارية في المهرة في الشهر القادم، بمشاركة مستثمرين من دول الخليج.

أضاف في هذا الصدد: "وقعت إتفاقية تعاون بين السلطة المحلية ومؤسسة ركن الصناعة لتنظيم المؤتمرات والمعارض الدولية ومقرها السعودية بشأن إقامة وعقد مؤتمر المهرة الأول للاستثمار في سبتمبر المقبل، وتأتي هذه الاتفاقية تنفيذًا لتوجيهات هادي بشأن إعادة تأهيل المناطق المحررة والآمنة، وإتاحة الفرص للاستثمار وجلب الاستثمارات، وتتضمن الإتفاقية إقامة وعقد مؤتمر المهرة الأول للاستثمار 2017 تحت شعار ورؤية ’تنمية - تطوير &- إعمار‘، بالتعاون مع مؤسسة ركن الصناعة لتنظيم المؤتمرات والمعارض الدولية، وتعكف السلطة المحلية بمحافظة المهرة اليوم على إعداد جميع الدراسات والتصاميم للمشروعات والفرص الاستثمارية المتاحة التي تتميز بها المهرة لعرضها ضمن فعاليات المؤتمر المزمع انطلاقه في النصف الثاني من سبتمبر 2017م".

&

مواطنون من محافظات أخرى في المهرة


&

تعايش مثالي

قال سالم محمد العبودي، وكيل محافظة المهرة للشؤون الفنية، إن هادي كان موجودًا في المهرة قبيل انطلاقة عاصفة الحزم، حيث انطلق منها إلى الرياض، وطلب التدخل العربي في اليمن، الأمر الذي جعل المهرة أولى المحافظات التي وقفت إلى جانب شرعية هادي.

ويشير العبودي إلى مثالية محافظة المهرة في أنها محافظة تعايش بين كافة اليمنيين في الشمال والجنوب: "المهرة محافظة تعايش لكل اليمنيين في الشمال والجنوب، لو ذهبت وزرت الاسواق ستجد كل أبناء اليمن&من محافظات الشمال (صنعاء وتعز واب والحديدة...) ومحافظات الجنوب (عدن والضالع وابين وشبوة وحضرموت...) يتعايشون ويعملون في المهرة، ويبحثون عن لقمة العيش، بعيدًا عن الاحتقان السياسي الذي تعيشه باقي المحافظات".

ما قال العبودي بشأن التعايش المجتمعي الذي تعيشه محافظة المهرة رصدناه ميدانيًا في عدد من بلدات المحافظة، إذ أشار كثير ممن التقيناهم من مواطني وسكان المهرة إلى الانصهار الذي أزال الفروقات المناطقية بين ابناء المحافظات اليمنية، فأصبحت المهرة محافظة يلجأ إليها مواطنو المحافظات الأخرى، ويبدو أن الوضع الأمني المستتب فيها إلى درجة مقبولة ساهم في تشجيع الإقامة والعمل في بوابة اليمن الشرقية.

بلا سلاح&

عند تجوال "إيلاف" في الغيظة وبلدات أخرى في المحافظة، شاهدنا اختفاء السلاح المنتشر في أكثر من محافظة يمنية، وقال لنا الأعيان والشخصيات الاعتبارية بفخر واعتزاز إن المهرة اكثر المحافظات أمنًا واستقرارًا، تنخفض فيها الجريمة بشكل كبير، وتنعدم فيها الاختلالات الامنية التي تشهدها المحافظات الأخرى كانتشار الجماعات المسلحة والثارات القبلية، والأهم من ذلك أنها نجت من الحرب التي شنتها الجماعات الانقلابية على محافظات يمنية عدة.

تنعم المهرة بوضع أمني جيد وبحال من الاستقرار، وهذا يعود بحسب أهالي المهرة انفسهم إلى تعاونهم ودور القبيلة في حل المشكلات والخلافات.

عزا العقيد سعيد سعد خليفة، القائم بأعمال مدير عام شرطة المحافظة، حال الاستقرار الامني إلى قيام الأجهزة الأمنية بواجبها بشكل مهني وفاعل، "مع تغليب مصلحة المحافظة على أي اعتبارات أخرى، إضافة إلى تعاون مشايخ وأعيان القبائل والشخصيات الاجتماعية والمواطنين عامة مع أجهزة الأمن".

ويؤكد خليفه أن للتحالف العربي دوراً لا يستهان به في استقرار الحالة الامنية، مشيدًا بدوره في إعادة تأهيل جهاز الشرطة بتجنيد المئات من أبناء المحافظة، وتوفير السيارات العسكرية والأسلحة والموارد المالية.

ولفت المسؤول الأمني إلى التحديات التي تواجهها المحافظة على المستوى الأمني، قائلًا: "طول الشريط الساحلي للمهرة ووجود منافذ حدودية مع سلطنة عمان سلاح ذو حدين، فعلى الرغم من البعد الإيجابي لذلك، إلا أنه يضع تحديات كبيرة على المستوى الامني، فذلك يتطلب جهودًا أمنية كبيرة لتأمين السواحل والمنافذ الحدودية، وهناك مصاعب موجودة، خصوصًا قوة خفر السواحل التي تعاني شح الامكانات وتوقف مرتبات الأفراد".

&

&

&

&

&

&

&

&

&

&

&

&

&

&

&

&

&

&

&

&

&

&

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف