مقتل 11 مدنيًا في غارات على الغوطة الشرقية
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
عربين: قتل 11 مدنيًا، نصفهم أطفال، جراء غارات جوية استهدفت منذ ليل الاثنين الغوطة الشرقية، معقل الفصائل المعارضة قرب دمشق، وذلك رغم سريان هدنة في هذه المنطقة، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان ومصدر طبي وكالة فرانس برس الثلاثاء.
وقال المرصد إن ثلاثة مدنيين قتلوا مساء الثلاثاء في ست ضربات شنتها طائرات حربية سورية على مدينة عربين" التي تسيطر عليها فصائل معارضة في الغوطة الشرقية في ريف العاصمة السورية.
وكانت غارة جوية أخرى استهدفت المدينة نفسها ليل الاثنين، وأسفرت عن مقتل ثمانية مدنيين، نصفهم أطفال، و30 جريحًا، بحسب المرصد ومستشفى محلي، من دون أن يعرف بالتحديد ما إذا كانت هذه الغارة روسية أم سورية. تظهر صور التقطها مصور فرانس برس داخل المستشفى جثث أطفال ملفوفة بقماش أبيض وممددة على الأرض، اثنان منها لطفلتين رضيعتين.
في صورة أخرى، يعمل أطباء وممرضون على إسعاف طفل يصرخ وهو ممدد على السرير. وعلى سرير آخر جلس ثلاثة أطفال صغار، تغطي الدماء وجه أحدهم، فيما يبكي الثاني، ويظهر الآخر في حالة صدمة. وقالت امرأة وهي تبكي قرب ثلاث جثث مكفنة "جاءت أختي لزيارتنا مع ابنها وابنتها، وقتلوا جميعهم".
في الحي السكني الذي استهدفته الغارة، شاهد مراسل لفرانس برس مدنيين وعمّال إغاثة يعملون على رفع الركام. وقال الفتى محمد (13 عامًا) وهو يساعد على رفع الركام "كنا نائمين في المنزل قبل أن تأتي طيارة وترمي صاروخًا". أضاف "كنت مع أمي وأختي، سمعنا انفجارًا قويًا، ثم نزلنا إلى القبو".
وروى أبو بشار، وهو في الثلاثينات، وأب لأربعة أطفال، أن "الأبواب تخلعت والنوافذ، وسقطت علينا (...) لم نعد نر شيئًا من كثرة الغبار". وقال عبد الرحمن "إنها أول مرة يسقط فيها شهداء مدنيون منذ بدء اتفاق الهدنة".
نفي روسي
وبدأ ظهر السبت تطبيق وقف الأعمال القتالية في منطقة الغوطة الشرقية، بعد ساعات من إعلان روسيا الاتفاق على آليات التطبيق. وأكد عبد الرحمن أن "الغارة على عربين التي يسيطر عليها فصيل فيلق الرحمن بشكل رئيس تعد خرقًا واضحًا للهدنة" نافيًا وجود فصائل جهادية في المدينة.
وتظهر خريطة تم عرضها خلال مؤتمر صحافي لوزارة الدفاع الروسية الاثنين أن الجزء الشمالي من عربين مستثنى من الاتفاق. إلا أن مسؤولًا عسكريًا روسيًا أكد الثلاثاء أن التقارير التي تتحدث عن غارة جوية "مساء 24 يوليو في منطقة تخفيف التصعيد في الغوطة الشرقية مجرد كذبة هدفها الإساءة إلى عملية السلام".
وأشار إلى أنه تم التواصل مع فصائل معارضة في المنطقة "أكدت عدم حصول أعمال قتالية في هذه المنطقة، ولم تكن هناك غارات جوية". من جهة أخرى أعلنت موسكو الثلاثاء أنها سلمت أكثر من عشرة آلاف طن من المساعدات الإنسانية إلى سكان الغوطة الشرقية.
وقالت وزارة الدفاع الروسية في بيان إن "اول قافلة مساعدات انسانية وصلت الى الغوطة الشرقية" التي تحاصر قوات النظام العديد من بلداتها وقراها منذ بدء النزاع في 2011. واوضحت الوزارة ان "المركز الروسي للمصالحة في سوريا اوصل اكثر من عشرة الاف طن من المواد الغذائية والادوية الضرورية" في اطار اتفاق مع فصائل سورية معارضة.
واضافت ان الشاحنات الروسية نقلت المساعدة الانسانية التي تم تسليمها "باشراف ممثلين للفصائل المعارضة" في منطقة اقامت فيها الشرطة العسكرية الروسية موقع تفتيش الاثنين، ثم توجهت الى بلدة دوما. وافاد مراسل لفرانس برس ان ثلاث شاحنات محملة مساعدات وصلت الثلاثاء الى دوما.
وبحسب بيان وزارة الدفاع فقد نظمت موسكوة ايضا عملية "اجلاء لسكان جرحى ومرضى من مناطق تسيطر عليها المعارضة" في الغوطة. وكان الجيش السوري اعلن السبت "وقف الاعمال القتالية في عدد من مناطق الغوطة الشرقية بريف دمشق" من دون ان يسمي المناطق غير المشمولة بالاتفاق.
لكن صحيفة "الوطن" السورية القريبة من دمشق نقلت الاثنين عن "مصدر ميداني" استثناء "ميليشيا فيلق الرحمن والنصرة" من اتفاق وقف الاعمال القتالية. وتحاصر قوات النظام وحلفاؤها منطقة الغوطة الشرقية قرب دمشق منذ أكثر من أربع سنوات. وغالبا ما شكلت هدفاً لغاراتها وعملياتها العسكرية.
ولم تعلن اي من الفصائل الكبرى في الغوطة الشرقية توقيع الاتفاق، وأبرزها جيش الاسلام، في وقت رحب به فيلق الرحمن، ثاني أكبر فصائل المعارضة في المنطقة. والغوطة الشرقية هي إحدى أربع مناطق نص عليها اتفاق "خفض التصعيد" الذي وقعته كل من روسيا وإيران حليفتا النظام وتركيا الداعمة للمعارضة في استانة في مايو.
وينص الاتفاق بشكل رئيس على وقف المعارك بين القوات السورية والفصائل المعارضة ووقف الغارات الجوية وادخال قوافل المساعدات. وأعلن الجيش الروسي الاثنين نشر قوات من الشرطة العسكرية الروسية لمراقبة الالتزام بالهدنة في الغوطة الشرقية وفي جنوب سوريا، حيث تسري هدنة منذ التاسع من يوليو.